حسن الوريث
لاعب في مقتبل عمره صاحب طموحات كبيرة وعالية، صفاته الشخصية كانت تنبئ عن ميلاد نجم كروي وربما إداري ناجح، شهادات زملاءه وأقرانه ومدربيه الذين تدرب على ايديهم تؤكد أننا كنا أمام شخصية رياضية لها مستقبل واعد، لكن وفي لحظة غادرة غادرنا الشاب مسلم السباعي لم يمهله الموت حيث كان أسرع من كل شيء.
حكاية اللاعب الناشئ نجم أهلي صنعاء سابقاً ونادي آزال حالياً مسلم السباعي كحكاية آلاف اليمنيين الذين اختطفهم الموت بمرض السرطان نتيجة عدم توفر العلاج وإغلاق مطار صنعاء الدولي بسبب العدوان والحصار الجائر المفروض على بلدنا منذ أربعة أعوام وبحسب الكثير من المنظمات الدولية والإنسانية فإنه سبب عدم وجود إمكانية السفر، أصبح آلاف اليمنيين المصابين بأمراض قابلة للعلاج، محكوماً عليهم بالموت كما أدى الى كارثة إنسانية ومعاناة كبيرة لا توصف ولا مثيل لها في العالم وتصنف الاولى عالميا.
عندما نتحدث عن مسلم السباعي فإننا نتحدث عن معاناة الكثير من الشباب والأطفال والنساء والرجال الذين قتلهم العدوان والحصار والأمراض الفتاكة كأمراض القلب والثلاسيميا والسرطان والفشل الكلوي وزارعي الكلى والامراض والاوبئة كالكوليرا، والدفتيريا وانفلونزا الخنازير ووباء الضنك وسوء التغذية وغيرها من الأمراض، وبالتأكيد أن العدوان والحصار والأمراض ثلاثي يقتل الشعب اليمني وشبابه وأطفاله ونساءه في ظل صمت دولي عجيب يشجع دول العدوان على استمرار ارتكاب جرائمها في اليمن سواء الجرائم المباشرة بالقصف الجوي وارسال المرتزقة إلى اليمن لقتل الشعب اليمني أو بسبب الحصار ومنع الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية كذا منع المرضى من السفر للعلاج في الخارج حيث تنعدم الأدوية وانعدمت الخدمات الصحية بسبب العدوان والحصار .
هناك الكثير من الرياضيين الذين أصيبوا بأمراض وتوفوا لأنهم لم يتمكنوا اولا من الحصول على العلاج أو أنهم لم يستطيعوا السفر إلى الخارج لأن حالتهم تستدعي السفر وبعضهم مات وهو في طريقه إلى عدن أو سيئون وذلك بسبب الحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي من قبل تحالف العدوان الإجرامي الذي يتلذذ بقتل اليمنيين بل ويمعن ويتفنن في ابتكار أساليب القتل والدمار والحصار وبالتأكيد ان السباعي ليس أولهم ولن يكون آخرهم لكننا عندما نتحدث عن حكايته فإنه على سبيل المثال لا الحصر فموت هذا الرياضي الناشىء الذي لم يتجاوز ربيعه السابع عشرة مثل صارخ على الإنسانية الكاذبة التي يدعيها العالم وعلى ازدواج لمعايير لدى المجتمع الدولي ومنظماته التي تتفرج على الشعب اليمني والحالة الإنسانية الكارثية التي وصل إليها الشعب اليمني دون أن يتحرك العالم بل أنه مازال يغطي على كل الجرائم التي ترتكبها السعودية والإمارات وتحالفهما الإجرامي في حق الشعب اليمني وبمباركة دولية.
ادعو وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم إلى التحرك الجاد في أروقة الهيئات الرياضية الدولية لكشف جرائم العدوان بحق الشعب اليمني بشكل عام والرياضيين بشكل خاص واعداد ملف شامل حول تلك الجرائم ومساعدة أهالي وأسر الضحايا على تقديم دعاوى إلى هذه الهيئات الدولية وإلى المحاكم الوطنية في مختلف في دول العالم وإلى المنظمات الإنسانية الدولية بالتنسيق مع محامين يمنيين وعرب ودوليين وعدم السكوت على هذه الجرائم التي تندرج ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
هل يمكن ان تكون وفاة اللاعب الصغير مسلم السباعي دافعا لنا للتحرك والعمل على إنقاذ الملايين من أبناء الشعب اليمني الذين يقتلهم ثلاثي العدوان والحصار والأمراض؟ وهل يمكن ان تصل هذه الرسالة إلى المنظمات الدولية الإنسانية التي تتشدق بحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الأطفال علها تقوم بواجباتها وهي تشاهد بل وترصد ملايين اليمنيين يموتون جراء منع الغذاء والدواء ومنعهم من أبسط حقوقهم في السفر لتلقي العلاج في الخارج ؟ أم أن هذه المنظمات والمجتمع الدولي سيواصلون سقوطهم الأخلاقي في اليمن وستظل مواقفهم تؤيد الجلاد وتقف معه ضد الضحية ؟ حكاية مسلم السباعي يجب أن تتحول إلى قضبة رأي عام عالمي ونتبناها جميعا لإيصالها كرسالة إنسانية تختصر ما يحدث للشعب اليمني من الثلاثي القاتل المتمثل في العدوان والحصار والامراض .