جسدوا القدوة الحسنة
عبدالفتاح علي البنوس
أيها الوزراء،
أيها الساسة،
أيها المشرفون،
أيها المسؤولون،
أنتم خدام لهذا الشعب ، وكل فرد فيكم معني بتقديم كل سبل الدعم والإسناد وشتى الخدمات للمواطنين بحسب الاختصاصات والمسؤوليات المنوطة بكم ، وإياكم ثم إياكم والتعالي على المواطنين والتكبر عليهم ، المناصب التي أنتم تتولونها وتشغلونها ليست من أجل سواد عيونكم ، ولا من أجل استعراض عضلاتكم على المواطنين ، والتباهي بالمرافقين والمواكب الطويلة العريضة ، والاحتجاب على المترددين على الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية لإنجاز معاملاتهم داخل مكاتبكم، حيث يضطر بعضهم إلى البقاء لأسابيع وهم يمنون أنفسهم بأن تعطفوا عليهم وتتكرموا وتتفضلوا عليهم بشرف مقابلتكم وإنجاز معاملاتهم .
جسدوا القدوة الحسنة في سلوكياتكم وتعاملاتكم ، ولا داعي للتعالي والغرور والعنجهية والتكبر على الناس وكونوا نماذج يحتذى بها في أوساط المجتمع ، تعايشوا مع المواطنين بعقلانية وإتزان ، بعيدا عن الشطحات والنطحات التي لا تليق بكم ، ولا تتماشى مع التوجهات الصادرة من قبل القيادة الثورية والسياسية ، أنتم من الشعب وإلى الشعب ، وإذا لم تشعروا من حولكم بالأمن والأمان فإنكم لا تشعرون به في حياتكم ، وستظلون في حالة قلق ورعب وخوف ، تعاملوا بحذر بدون تفريط في الجانب الأمني ولكن ( لاتقلدوا زحمة على الشعب والخط فاضي) وخصوصا وأنتم داخل مقرات عملكم أو في الدوائر والمصالح الحكومية المحاطة بالحماية ، لا داعي للتباهي بالمرافقين والدخول في مهاترات مع أفراد الحماية التابعة للمؤسسات والدوائر الحكومية التي تقومون بزيارتها ، الله الله في المواطنين كونوا في صفهم ، وتلمسوا قضاياهم ، وسارعوا إلى حل مشاكلهم وإنجاز معاملاتهم ولا داعي للمماطلة والتسويف والروتين الممل والمعقد ، المناصب الحكومية أشبه (بكرسي الحلاق) لا يدوم الجلوس عليه كثيرا ، فلتحرصوا على أن تتركوا خلفكم سيرة حسنة ومواقف إيجابية وتاريخا ناصعا يذكره الجميع بكل تقدير واحترام .
لا حاجة لكم في ( التفاحيط) و ( التخميس) وفتح طرابيل أسقف وجوانب سيارات المرافقين ، والنخيط على رجال المرور وانتهاك إرشادات وقواعد السير ، كونوا القدوة للآخرين، وإياكم ثم إياكم أن تغتروا بمناصبكم فلو دامت المناصب لغيركم ما وصلت إليكم ، هناك مظاهر وسلوكيات منفرة وغير حضارية نشاهدها يوميا وهي لا تليق ، حيث تعكس (خفة عقل) أصحابها وتعاملهم برعونة وسلبية مفرطة ، يجب أن يكون المسؤول أكثر وعيا والتزاما بالنظام والقانون وأكثر الناس تحليا بحسن السيرة والسلوك في المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه ويتعايش معه .
بالمختصر المفيد، تجسيد القدوة الحسنة ليست مهمة صعبة ولا مستحيلة ، ولكنها سهلة وميسرة للغاية إذا ما توفرت النوايا الصادقة والمخلصة ، وعلى كل من يتولون المسؤولية على اختلاف مسمياتها ومراكزها ومستوياتها تجسيدها في واقعهم العملي فهم يمثلون الصفوة ، وكل تصرفاتهم محسوبة ومرصودة من قبل المواطنين الذين حولهم وعليهم أن يكونوا عند مستوى المسؤولية وعند حسن ظن القيادة والشعب بهم ، وحينها لن يحتاجوا إلى مواكب ومرافقين و( هنجمة) و( زنط حيسي) (فالدنيا سلامات وما في البيت إلا أهله) .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .