شكّلت الزيارة التي قام بها، أمس، باتريك كاميرت، لميناء الحديدة، دليلاً جديداً على هشاشة التفسيرات التي تقدّمها الرياض وأبو ظبي لاتفاق السويد، إذ إنها أعطت مؤشراً واضحاً إلى أن المسؤولين التابعين لسلطات صنعاء سيحافظون على مهماتهم الإدارية والأمنية داخل المدينة بعد تنفيذ الاتفاق
يتكوّن فريق المراقبة الأممي من 30 عنصراً انتقلوا من جيبوتي إلى الحديدة
هذا الوضوح تعزّز أمس مع زيارة كاميرت لميناء الحديدة، حيث رافقه في جولته الاستطلاعية نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي الموشكي، الذي يرأس فريق ممثلي حكومة الإنقاذ في «لجنة التنسيق»، والقائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عايش قحيم، ومسؤولون أمنيون وإداريون آخرون تابعون لسلطات صنعاء، بعدما لم يستطع المحافظ المُعيّن من قِبَل الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، الحسن طاهر، الاجتماع بكاميرت إلا في مدينة عدن (جنوب). مشهد يأتي ليثبّت ما كان قد أعلنه وفد صنعاء التفاوضي، على لسان عبد الملك العجري، من أن «السلطات الإدارية والأمنية الحالية» هي التي ستتولّى إدارة مدينة الحديدة وتأمينها بعد تنفيذ الاتفاق، وأن «الطرف الآخر اقترح أن تتسلّم سلطات عام 2014 الإدارة في المدينة، وهذا ما تم رفضه تماماً من جانبنا».
يحيى شرف الدين لـ«الأخبار»،: أي إعاقة لدخول السفن ستُعدّ نسفاً للاتفاق
مع ذلك، تصرّ الحكومة الموالية للرياض على «تقديم تفسيرات لا تنسجم مع الواقع» وفقاً لتوصيف «أنصار الله»، من دون أن تقدّم دليلاً نصياً أو عملياتياً على صحة تفسيراتها، وهو ما يجعل الأخيرة أقرب إلى محاولة للتغطية على «التراجع القسري» الذي انفضح الامتعاض منه منذ اللحظة الأولى. وهو امتعاض يؤكد أن الفقرة المتصلة بهوية مَن سيتسلّم المدينة بموجب تفاهمات السويد (تقع مسؤولية أمن الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى على عاتق قوات الأمن المحلية وفقاً للقانون اليمني) إنما هي لمصلحة سلطات صنعاء. وفي النص المتقدم تعبير عن إنجاز جلي لـ«أنصار الله»، تسعى السعودية إلى ركسه إعلامياً بالقول إن «ميليشيا الحوثي قدمت تنازلات مهمة في محادثات السلام»، وإن «سلطة الحكومة الشرعية ستعود» إلى مدينة الحديدة، بحسب ما كرّره أمس السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.
وبعيداً عن «المعركة» التي يخوضها «التحالف» لتظهير «انتصار» غير موجود، تمضي الخطوات التنفيذية لاتفاق الحديدة ــــ إلى الآن ــــ على نحو ما خُطّط لها، مدعومة باستمرار الهدنة التي حافظت على تماسكها لليوم الثامن على التوالي، على رغم استمرار الاتهامات المتبادلة بالانتهاكات. وأعلن المتحدث باسم الجيش اليمني واللجان الشعبية، يحيى سريع، أمس، «وقوع 17 خرقاً في الوقت الذي كان فيه الفريق الأممي موجوداً في الحديدة»، فيما اتهم المتحدث باسم «التحالف»، «أنصار الله»، بـ«مواصلة اختراق اتفاق السويد»، مدعياً أن «عدد الانتهاكات بلغ حتى الأحد 138».