مشاورات السويد بين النجاح والفشل
محمد صالح حاتم
انتهت جولة المشاورات بين وفد حكومة هادي القادم من الرياض والوفد الوطني القادم من صنعاء، والتي انعقدت في العاصمة السويدية ستوكهولم خلال الفترة من 12018/12/6 إلى 2018/12/13 وذلك برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وقد هذه المشاورات بين الاطراف اليمنية بعد قطيعة لمدة عامين، فعلى الرغم من أن هذه المشاورات لم تحقق ما كان يطمح اليه ملايين اليمنيين وهو احلال السلام الشامل والعادل في اليمن، الا ان البعض يعتبرها بداية في إذابة الجليد عن طريق تحقيق السلام .
فمن حيث العقل والمنطق فإن تحقيق السلام في اليمن كما كان متوقعاً لن تحققه مشاورات السويد لعدة اسباب منها:
أولا ً: إن الحوار لابد أن يكون بين الوفد الوطني القادم من صنعاء وبين قيادة تحالف العدوان، فهو الذي بدأ بشن الحرب والعدوان, أما وفد حكومة هادي القادم من الرياص فكما نعلم أنه لا يمتلك الصلاحية وليس بيده القرار إنما هو وكيل فقط ،والحوار من أجل السلام لابد ان يكون بين الأصلاء وليس الوكلاء.
ثانيا : إن مشاورات السويد لم تناقش أسباب الحرب والعدوان بل ناقشت نتائج الحرب وآثارها وهي الأوضاع الانسانية ومنها ملف الأسرى والذي يعتبر من نتائج الحرب ، ،واغلاق مطار صنعاء بسبب الحرب والحصار كذلك، وهم بذلك يريدون الخروج من الحرج والانتقادات التي تواجهها الأمم المتحدة والدول الكبرى المشاركة في الحرب والعدوان على اليمن والداعمة للتحالف ،وكذا إخراج السعودية من المأزق الإنساني الذي وصلت إليه خاصة بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ثالثا ً: لم نلمس جدية من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن في تحقيق السلام وإنهاء الحرب على اليمن، وهم بهذا يعتبرون شركاء في الحرب والعدوان على اليمن وفي ما وصلت إليه الأوضاع الإنسانية السيئة لملايين اليمنيين .
أما بالنسبة لملف الحديدة فبعد فشل العدوان في احتلال الحديدة لعدة مرات والضغوط الدولية التي مورست ضد التحالف من مغبة انتحاره في احتلال الحديدة وضرورة إبعادها عن الصراع العسكري لدواع ٍانسانية كذلك، كونها الشريان الوحيد لليمن وعبر مينائها يتم إدخال جميع المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية لليمن، إضافة إلى أن التهدئة أو وقف الحرب على الحديدة وخروج القوات العسكرية منها وإنهاء المظاهر المسلحة وتولي الأمم المتحدة الإشراف على الميناء وايراداته وغيرها لا تعتبر حلا ًبقدر ما هي تنازل عن السيادة اليمنية .
وبالنسبة للملف الاقتصادي والمرتبات لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حوله على الرغم من أنه يعتبر من نتائج الحرب والعدوان على اليمن، والسبب ان العدو ومرتزقته لازالوا يراهنون عليه وان موافقتهم على إبعاد الاقتصاد والمرتبات وتحييده عن الصراع يعتبر خسارة لهم، ومكسباً كما يقولون لأنصار الله والوفد الوطني، متناسين انهم السبب فيما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية وكذلك هم المسؤولون عن تسليم المرتبات لأنهم يسيطرون على موارد البلد من نفط وغاز وموانئ ومنافذ برية وجوية، وهم من يقومون بإدارة البنك المركزي وبيدهم الورقة الاقتصادية، فكانت مماطلة وفد الرياض دليلاً على عدم جديتهم في إنهاء معاناة الشعب اليمني.
وكذا عدم موافقة وفد الرياض على الإطار العام للحل كما صرح المبعوث الأممي في إحاطته امام مجلس الامن.. كل ذلك يكشف نوايا التحالف ومرتزقته في استمرار الحرب والعدوان ،وعدم جهوزيتهم لتحقيق السلام في اليمن.
أما من يعتبر مشاورات السويد افضل من مشاورات الكويت وجنيف وأنها حققت نتائج إيجابية، لماذا؟
لأن مشاورات ومفاوضات جنيف والكويت كانت تناقش الجوانب السياسية والعسكرية ووقف الحرب والعدوان وتحقيق السلام في اليمن، ولم يكن ضمن ملفات المشاورات الوضع الإنساني وملف الحديدة، والملف الاقتصادي الذي استخدمه العدو سلاحاً وورقة ضغط بعد مشاورات الكويت.
ولكن علينا أن نقول شكراً وفدنا الوطني المفاوض الذي أبدى جدية في تحقيق السلام وقدم تنازلات ،وذهب وهو يمتلك الصلاحية الكاملة ،وكان ما طرحه بشهادة الامم المتحدة والسويد من باب المنطق والحجة وأنه يحمل معه قضية شعب ووطن ومطلبه مطلب حق وهو ما أحرج الامم المتحدة ووفد الرياض الذي لم يجد ما يرد به على مطالب الوفد الوطني ،ومنها التوقيع على عدم التدخل الخارجي في الشأن اليمني ،فلا تتدخل السعودية أو الإمارت أو إيران أو غيرها، وهو ما رفضه وفد حكومة هادي وفق ما سربته بعض المواقع وغرد به بعض المسؤولين الحاضرين في السويد.
وشكرا ًلمملكة السويد حكومة ًوشعبا ًوالكويت أميرا ًوحكومة ًوعمان سلطانا ًوحكومة على تذليل نقل وفدنا الوطني إلى السويد وعودته الى صنعاء، ونتمنى أن يتم تنفيذ ما اتفق عليه في السويد، وعقد جولة المشاورات القادمة حسب ما أعلن عنه المبعوث الأممي في شهر يناير 2019م وأن تكون هنالك جدية أممية وعالمية في وقف الحرب والعدوان على اليمن وانهاء معاناة الملايين من اليمنيين .
وعاش اليمن حرا ًأبيا ًوالخزي والعار للخونة والعملاء.