أهداف العدو ومرتزقته من معركة الساحل الغربي ومعركة الحديدة.. (3)
عبدالفتاح حيدرة
علينا وقبل كل شيء أن نفهم ونعي أن لا فرق بين معركة الساحل الغربي، ومعركة الحديدة، فمعركة الساحل الغربي هي معركة تثبيت وجود لتوسع الكيان الصهيوني، إنها معركة التزام كافة عملاء مملكة بريطانيا العظمى العرب والمسلمين، معركة الساحل الغربي هي معركة متتالية لإطلاق بريطانيا وعد بلفور لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وهذا الكيان هو كيان لقيط على التاريخ والجغرافيا، ولا يمكن الحفاظ عليه وسط دول هي من صنعت التاريخ والجغرافيا أصلا ..
وبالعودة لبدايات تكوين إسرائيل في فلسطين، وباختصار، سوف نجد أن بريطانيا أنشأت للحفاظ على لقيطتها (إسرائيل) دولاً اسرائيلية لقيطة أخرى في المنطقة ومنها (السعودية والإمارات والاردن وقطر وعمان)، ومع تسارع الأحداث كانت تطمح بريطانيا وامريكا من غزوهما للعراق إنشاء (إسرائيل صغرى) وهي الركن الأول لإسرائيل الكبرى (من النيل إلى الفرات) كان الهدف توزيع العراق إلى أقاليم (سنية وشيعية وكردية) وفصل إقليم الأكراد من العراق، ليضم أجزاء الأكراد كلهم من العراق وسوريا وتركيا وإيران ، في دويلة واحدة، ليتم إعلان ركن إسرائيل الاول في الفرات..
فشل وسقط هذا الطموح لبروتوكلات حكماء صهيون ، وذلك بصمود سوريا والجيش العربي السوري الذي قطع على المشروع البريطاني – الامريكي إنشاء هذه الدويلة، بعد ان جند الغرب والشرق كافة ارهابيي العالم ليشكلوا حاجزا بين سوريا واسرائيل الجديدة في الجزء الكردي السوري، وبوعي الشعب العراقي والجيش الشعبي العراقي بطرد كافة الإرهابيين، الذين كان المراد من وجودهم هو تشكيل حاجز بين العراق واسرائيل الجديدة في الجزء الكردي العراقي، فسقوط مشروع انفصال الاكراد، وطبعا تم تأجيل هذا المشروع لعدم تمكن امريكا من الاتفاق مع تركيا، وهو تأجيل حتى حين..
الحرب على اليمن والعدوان والتحالف بقيادة السعودية والامارات، هو لإنشاء دولة (إسرائيل صغرى) في باب المندب تتحكم بباب المندب، وذلك بعد أن نجح كيان (إسرائيل الكبرى) بالحصول على جزيرتي صنافير وتيران المصرية عن طريق استردادها من مصر للسعودية، حتى تحصل إسرائيل على الركن الثاني من تكوينها دولة إسرائيل الكبرى (من النيل) وذلك لإيجاد مخرج مائي للبحر الاحمر يتحكم به خليج العقبة، والهدف منه إلغاء قناة السويس المصرية، بهدف إيجاد قناة او طريق تربط البحر المتوسط بالبحر الاحمر وتتحكم بها إسرائيل..
وهذا المشروع يتطلب وجود كيان صهيوني في الساحل الغربي اليمني يضمن سلامة الطريق الإسرائيلية القادمة من خليج العقبة، وهذا ما تحارب من أجله الدول اللقيطة التابعة لإسرائيل وهي (السعودية والامارات) فكان صمود وتحدي الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية في الساحل الغربي، هو ما كشف حقيقة صهيونية (السعودية والامارات) للعلن، وهذا ما أعلنه الرئيس الامريكي ووزير دفاعه وخارجيته، كإعلان رسمي واضح بالقول (وجود السعودية ضمان لوجود اسرائيل)..
أما معركة الحديدة، فإن الصمود والتحدي والبطولة اليمنية، شعبا وجيشا ولجانا وقيادة، هي معركة دفعت بها بريطانيا وامريكا واسرائيل كافة عملائهم لإيجاد لقيط جديد، بإمكانه السيطرة على الحديدة، ليكون سدا وحاجزا مانعا بين جيش ولجان وشعب اليمن وبين مشروع إسرائيل الجديدة في الساحل الغربي اليمني، والتي سوف تضم هذه الدويلة الإسرائيلية أجزاء من (عدن ولحج وتعز)، وتتحكم بباب المندب، وهذا الحاجز مطلوب منه ان يحتل الحديدة، ويجتاح الحديدة، بأي ثمن، ولو كان الثمن هو رأس طارق صالح نفسه، ورأس كافة ضباط وجنود ما يسمى بحراس الجمهورية او ما يسمى بألوية العمالقة، او كافة الجيش السوداني، أما الإخوان والارهابيون والسلفيون فقد باعوا رؤوسهم وحياتهم نقدا، ومن يعود منهم جميعا او يفر سوف تكون صواريخ طيران التحالف بانتظاره ..
إن الهدف من احتلال الحديدة وماذا يعني ولماذا هذا التصميم على احتلال ودخول الحديدة..؟!! هو إيجاد فاصل وسد بين قوات الجيش واللجان ومشروع دولة إسرائيل الجديدة في الساحل الغربي، فكان الدعم من نصيب ما يسمى (حراس الجمهورية) و(ألوية العمالقة) وهم في الظاهر والاعلام بقيادة طارق صالح، وفي الباطن وحقيقة الأمر هم مجموعة كل الإرهابيين والقاعدة وداعش الذي هزموا في العراق واندحروا من سوريا، بالإضافة إلى كافة المرتزقة من مختلف أنحاء العالم، بلاك ووتر والسودانيين، بالإضافة إلى الاخوان المسلمين، بقيادة حزب الاصلاح اليمني، الذي رفض مشروع إسرائيل في جزء الاكراد التركي، ووقع كتعويض لبريطانيا على دعم ومساندة مشروع إسرائيل جديدة في جزء الساحل الغربي اليمني..
هذه هي معركة الساحل الغربي، وهذه هي معركة الحديدة، فالكيان الصهيوني وقدرته حتى الآن على مواجهة العرب مجتمعين، رغم كونه كيانا محتلا، وضعف كثافته السكانية، وضيق مساحته قياسا بالدول الكبرى، كل هذه المعطيات كانت حافزا لدول بريطانيا اللقيطة مثل السعودية والامارات وقطر والاردن أن تحلم بالسيطرة ولعب دور أكبر من حجمهم، ولا أستبعد هنا او أتجاهل معطيات الصراع ما بين الشرق والغرب، وكم الدعم الذي تلقاه إسرائيل الكبرى من الغرب وأمريكا، ولن تستطيع السعودية او الامارات أو قطر أو الأردن أن تحصل عليه مهما كانت ثرواتهم، لأن ما تملكه السعودية والإمارات وقطر والاردن سوف تحصل عليه الدول الغربية وامريكا طوعا أو كرها، ولذلك فإن كل لقطاء التاريخ والجغرافيا والسياسة والعسكرة مضطرون دوما لصناعة إسرائيل جديدة في المنطقة..