عدونا أمريكا فلا تشرقوا ولا تغربوا
عبدالفتاح علي البنوس
الخميس الماضي توجه كل من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبييو ووزير الدفاع جيمس ماتيس، الى الكونجرس الأمريكي ، بهدف الضغط على الأغلبية الجمهورية للحيلولة دون التصويت على مشروع قانون يقضي بسحب المشاركة الأميركية في الحرب على بلادنا ، وبكل وقاحة وقلة حياء قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أمام مجلس الشيوخ الأمريكي بأن السعودية تلعب دورا جوهريا في الحفاظ على أمن المنطقة وأمن إسرائيل ، وأن وقف الدعم العسكري الأمريكي في اليمن ومبيعات الأسلحة للشركاء سيكون قرارا غير صائب ، وقال بأن وقف الدعم العسكري في اليمن وإيقاف الحرب سيلحق ضررا بالغا بالمصالح الأمنية الأمريكية ويمثل تهديدا للأمن القومي الأمريكي ، هذا الحراك الأمريكي يأتي في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات الأمريكية الديمقراطية والجمهورية المطالبة بإيقاف الدعم الأمريكي للسعودية والإمارات في عدوانهم الإجرامي على اليمن واليمنيين ، وعقب الزيارة التي قام بها المبعوث الأممي مارتن غريفيت للحديدة والتي أشاد خلالها بالدعوات المطالبة بإيقاف العمليات العسكرية هناك والتي صدرت من وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين وبعض الدول الأوروبية قبل أن تتضح بأنها كانت عبارة عن طعم لخداع الأمريكيين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي ، طعم فاشل أسقط هيمنة الجمهوريين على مجلس النواب الأمريكي بحصول الديمقراطيين على الأغلبية فيه .
هذا العداء الأمريكي الواضح والانحياز والتحالف والدعم والإسناد المفضوح للعدوان على بلادنا والذي بلغ ذروته بتدخل واشنطن المباشر في مجلس الأمن لعرقلة تقديم مشروع القرار البريطاني الى مجلس الأمن لوقف الحرب على اليمن ، لتؤكد الإدارة الأمريكية بأنها العدو الحقيقي لليمن واليمنيين ، وأن السعودية والإمارات عبارة عن وكلاء منفذين للأجندة والأهداف الأمريكية والإسرائيلية ، وأن الأمريكي هو المخطط والمعلم والموجه وهو من يمتلك قرار إيقاف العدوان ، كما كان صاحب القرار والكلمة في البدء به ، لذا من الظلم والتجني على السعودية والإمارات نسب العدوان على بلادنا لهما فكلاهما أحقر وأعجز عن القيام بذلك لولا الشيطان الأكبر أمريكا ، التي هي من تقتل الأطفال والنساء ، وهي من تحاصر الملايين من اليمنيين واليمنيات منذ ما يقارب الأربع سنوات ، فالعدوان على بلادنا أمريكي أمريكي أمريكي ، السعوديون والإماراتيون قفازات بيد الأمريكي ، وأحذية تحت أقدامه ، ينفذون ما يطلب منهم ، لا يتحركون إلا بتوجيهات من الأمريكان ، وعلينا أن نتعامل وفق ذلك وأن نوجه سهام نقدنا ضد أمريكا ، فهي من تقتلنا وتعتدي علينا وتنتهك سيادة بلادنا ، هي عدونا اللدود و( غريمنا) الأول بلا منازع .
بالمختصر المفيد، أمريكا مع استمرار العدوان لأنها الرابح الأكبر من وراء ذلك، هذا هو بيت القصيد، وإلا فأين ذلك التهديد الذي نمثله كيمنيين للأمن القومي الأمريكي؟! أين أمريكا وأين اليمن؟! أمريكا لا تريد يمنا قويا مستقلا متحررا من التبعية والوصاية الخارجية وهي ذات الرغبة والهدف السعودي والإسرائيلي ولذلك شنت عدوانها على اليمن وتواصل حصارها وتغرق في صلفها وإجرامها تجاه شعبنا، ولكنها بإذن الله وتوفيقه شتفشل كل الفشل، وسيكلل الله صمود وتضحيات أبناء شعبنا وأبطال جيشنا ولجاننا بالنصر المؤزر، وستجر أمريكا وأذنابها وأذناب الأذناب أذيال الهزيمة والخسران ولن تكون اليمن إلا مقبرة لهم ولكل من تحالف معهم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله