, مشرفو الخيمة والفتيات المشاركات صورة مصغرة لمملكة سبأ
وحدها من تشد انتباه زوار المهرجان وتخطف أنظار الضيوف والزوار.. تشتم من رائحة دخان الحطب الصحراوي النقي لتجهيز القهوة العربية بالدلات القديمة رائحة البداوة ونقاوة أبناء مارب.. ومثلما تفوح رائحة التوابل والبخور في زوايا وأعمدة عرش بلقيس ومملكة سبأ فإن رائحة التراث الماربي تفوح من كل زوايا وأعمدة بيت الشø◌ِعúرú الماربي المشارك في مهرجان صيف صنعاء السياحي السادس والذي يحاكي كل تفاصيل الحياة البدوية¡ وحين ولجت خيمة الشø◌ِعúرú المجهزة والتقينا بالمشاركين والمشاركات فيها من مارب أحسست بالاستئناس¡ وكلما اقتربت بتوجيه الاسئلة للعم طالب بن ناصر الشنواح والعم عبدالله علي حديب وبقية المشاركين كلما أحسست بتدفق عادات الطيبة والكرم والحب والشجاعة والإيثار البدوي العربي الماربي الأصيل.
وبالفعل ليست خيمة لبيت الشø◌ِعúرú فقط بل هي واحة جميلة من المشاعر الفياضة والمشاعر الجميلة والحياة الطبيعية البريئة¡ بل هي تعبير حقيقي وصادق عن أصالة الإنسان اليمني¡ وعن مارب الحضارة تتوفر في الخيمة كل تفاصيل الحياة البدوية من جمال وهوادج وأوان◌ُ ورحي وأداوات طبخ ووسائل حماية وأوني شرب¡ بل إن الفتيات المشاركات من مارب تظهر على محياهن حكمة وشجاعة جدتهن الملكة بلقيس.. امتطت إحدى المشاركات هودج الجمل بكل كبرياء وكأنها تقول لنا أيها الملأ افتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون.. إنها بالفعل قصة حقيقية عن مارب بأنها أصل الحضارة ووجهة السياحة وقبلة الكرام والشجاعة والإباء.
التقيت بالإخوة العم طالب بن ناصر الشنواح والعم عبدالله علي حديب لأنقل لكم بعض تفاصيل حياة البداوة وبيت الشعر فإلى التالي:
بداية يقول العم طالب بن ناصر الشنواح مشرف بيت الشعر الماربي إن خيمة الشعر يتم غزله وحبكة وصناعته من صوف الماعز ويقوم النساء بحياكته باليد ومن ثم تجمعه وتخيطه وتكوين بيت كبير أو بيت صغير وهذا معمول به عند البدو كامل¡ وعن مكونات خيمة الشعر¡ والمطبخ البدوي يقول إن المطبخ البدوي مكون من دلة القهوة والمحمس والحطب والمنجاز لدق القهوة العربية والغروب للماء.
أما العم عبدالله علي حديب¡ مشرف كذلك على الخيمة وبيت الشعر الماربي فيقول إن هناك أدوات أخرى مثل جفنة الأكل ويتم نجرها من الخشب وكذلك البرمة من المدر وهي وسيلة لإنضاج اللحم¡ أما شوي اللحم يتم فوق الحر.
مكونات بيت الشعر
ويواصل العم عبدالله علي حديب ان بيت الشعر يتكون من ثلاث إلى أربع دعائم ويقال للدعائم الكراب «كربة البيت» والعمود وهذا من الخشب والسطح من الشعر وهذا البيت لا ينزل منه المطر أو يأتيه البرد أو الحر ويتكون زلام البيت من معاليق لتعليق الكحل والخرج والأطباق والجراب ومسب القروش وكذلك أماكن حفظ السيف والحربة والسلاح.
وفي وسط البيت يكون المعلاق للسلاح وكذلك خرج السلاح وفانوس الاضاءة كما هي الأرض أيضا مفروشة بالفردات من الشعر «السحم» إلى جانب تجهيز البيت بالأشدة وهي مداكي وتشد بها الحمال للركوب¡ كما كان يوجد لدينا محلج للقطن ومطحن للحب ومسحقة للبسباس و«المزب» لتربية الاطفال والحذايا يتم صناعتها من الجلد وكذلك مغاطي الخبز من التور والقفيل.
ويواصل العم عبدالله حديب حديثه بالقول ان خيمة الشعر سهلة التنقل من مكان لآخر وإذا جاءت الأمطار والخير شد البدو وبقراشهم وبنوا بيوتهم حيث الماء والمرعى ونستطيع نقلها بشكل كامل فوق حمار أو جمل بسهولة.
وأقول لك ان حياة البدو حياة حافلة بالكرم والطيبة والاطمئنان والأخلاق والاستئناس بالضيف إذا جاء وحل مارب من أي مكان كان.
الجدير ذكره أن الأخ ياسر الأغبري نائب مدير عام السياحة بمحافظة مارب ومدير عام السياحة أيضا◌ٍ كان لهما دور ناجح في تجهيز هذه الخيمة.