عيسى أبو قاصف، بطل ملحمة الحجارة .. يرتقي مجاهداً شهيداً في جبهات الكرامة
إبراهيم الحمادي
لم يشف بعد من جراحه السابقة ،حتى عاد كرار غير فرار ،مقبلاً غير مدبر لاستشعاره المسؤولية الملقاة على عاتقه كغيره من سائر الشعب في التصدي لعدوان همجي ،مجاهداً تغنت الدنيا ببطولاته وشجاعته وتضحياته الأسطورية ،رمى بكل الرتب والأوسمة التي منحت له وأيضاً وسام الشجاعة الذي منح له من أعلى سلطة في البلاد ،حتى عاد لميادين الرجال بكل عزيمة وشجاعة ,ليلقن العدو دروساً جديدة وينكل بأعداء وطنه ومغتصبيه طالباً الجهاد ,يُريد الإلتحاق بزميله حامل البندقية عند رب العباد ،مجاهداً مغواراً فيه من الشيم والعزة والإباء والعنفوان ما يجعلك تقف إجلالاً لجهوده وبطولاته العظيمة ,ويعطيك بشجاعته وأسطوريته جرعات وحوافز لتنطلق كما أنطلق هو مجاهداً مدافعاً عن عزة وكرامة وطنه وهو في العشرينيات من عمره .
اليوم وطننا العزيز يودع أحد فرسانه الميامين المجاهدين الأبطال الأحرار ،من نكلوا بأعداء الله أشد تنكيلاً، شهيداً أغلى من الذهب ,وأصلب من الفولاذ ،وعزاؤنا هو في المشاركة والاحتشاد الكبير لتشييع جثمانه الطاهر ،ورفعه على تابوت الأساطير ،نحملهُ على هامات الرؤوس تاجُاً لتودعهُ كل الجماهير في عُرسه الدُنيوي الأخير ،وللفردوس الأعلى أراد لهُ ربُ السموات القدير .