التكالب الدولي على عدن
اسكندر المريسي
تعد مدينة عدن من أقدم المدن في بلاد العرب وتشكل من ناحية الأهمية الاستراتيجية مركزا مهما في الشرق خصوصا والقوى الاستعمارية وقوى الهيمنة أعطت عدن اهتماما بالغا لأهميتها في ترتيبات نظرية الأمن القومي العربي الشامل استنادا الى مقولة هينري كيسينجر بأن لا امن لمسمى عالم اليوم بدون سيطرة قوى الهيمنة على الأجزاء الجنوبية لمياة البحر الأحمر لأهميتها في الحسابات الدولية .
فهي ليست عين اليمن على العالم فحسب ولكنها روح وقلب ذلك البلد منذ الأزل شكلت عدن حاضر المدن العربية وسيدة البحار والمحيطات لذلك كانت المؤامرة عليها بحجم ومكانة أهميتها حيث ان قوى الاستعمار المتعددة من البرتغال إلى الإنجليز إلى الأمريكيين ثم المعاونين لقوى الهيمنة الجديدة تعاني عدن من ظلمهم عبر مسارات التاريخ المختلفة وحتى اللحظة الراهنة .
وبالتالي فإن وجود اليمن يتقرر من عدن فاليمن عدن بكل ما تعني الكلمة من معنى ودلالة وإلا نكون قد صادرنا وعينا عندما نتكلم عن وحدة بدون العين التي تعاني من كل عيون جواسيس العالم الذين يعبثون في المياه الإقليمية اليمنية أكان ذلك على صعيد الغزاة القدامى أو الغزاة الجدد فكلاهما لعنة التاريخ والجغرافيا ضد هذا البلد الصامد والمكافح الذي يعول عليه إنهاء جور الظالمين .
ومن المؤسف ان أدعياء الفجر الكاذب هم من أعطى مبرراً جديداً لاحتلال عدن كما تذرعت عاصمة وعد بلفور لندن بأن الصيادين احرقوا سفينة دوليا كذريعة لاحتلالها حينذاك .
ثمة مفارقة عجيبة بين سفن الشتات وسفن المعتدين متعددي الجنسيات أكانت مسمى كول أو ليمبيرج تندرج ضمن مسمى دولي حيث لا تزال عدن شاهد عيان على جور المعتدين لها، فعدن لا زالت وستظل قلعة الصمود والتصدي لقوى الهيمنة وستعود كما كانت عاصمة الساميين وستنهي ليل الظالمين وكما أشرنا فلا وجود لليمن واليمنيين إلا باسم عدن لأنها القلب النابض المتجدد للحياة والروح ورغم ذلك فإن قوى الهيمنة خصوصا كانتونات الخليج والدويلات الكرتونية التي صنعها اليهود في لحظة تسلل لإغفال وإنهاء الحقيقة .
فمن هي البحرين وقطر والشارقة أوليست مسامير متعددة في ترسانات اليهود وما تحالف المعتدين ضد اليمن إلا خشية من نهضة مرتقبة لهذا البلد وما يثير الدهشة والاستغراب ان هادي وزمرته الكائنة في الرياض قال في وقت سابق انه سينهي علم إيران في صعدة وسيرفع علم الجمهورية غير ان ما اتضح أن ذلك أدى إلى رفع أعلام دول الاحتلال في عدن وان كانت التابعية والارتهان اللاتي تتماهى في الوعي لا تعبر عن حالة الاستمرار حتى ولو كانت مستمرة في العقل لان الواضح للعيان ان الاستمرار أمر غير ممكن في حالة التابعين والمرتهنين لقوى الاستكبار الدولي خاصة الذين يتدثرون تحت عباءة الجهل معتقدين في وعيهم وأذهانهم أنهم اكبر من اليمن بينما هذا الوعي الزائف سرعان ما يتبدد ويذهب إدراج الرياح .
لأن كل دجاجلة الداخل والخارج عبر مراحل زمنية لفظتهم اليمن كونها وجدت وستبقى قبل وجود الآخرين وستنتصر وتخرج من أزمتها الراهنة وهي من يستطيع ان يحدد في أشد الساعات والتحديات ظلاما كانت اليمن وما زالت وستظل تنشد الفجر ولن تقبل بليل الظالمين مهما طال ليلهم .