الاتحاد العام للشوارع
حسن الوريث
عندما تغيب وزارة الشباب والرياضة والاتحادات والأندية الرياضية عن أداء دورها والقيام بمهامها فإن البديل سيظهر للمنافسة والقيام بالمهمة وهذا ما حصل ويحصل فعلا حيث انتشرت وبشكل لافت ما تسمي نفسها مراكز رياضية في الأحياء والشوارع في أمانة العاصمة وبعض المدن للتدريب على بعض الألعاب مثل الكاراتيه والتايكواندو والجودو وبناء الأجسام وكرة الطاولة.
هذه التي تسمي نفسها مجازا مراكز رياضية ليس لها من المراكز إلا الاسم فقط فهي عبارة عن دكاكين يتم استئجارها من قبل البعض من الأشخاص واستثمارها من خلال رسوم الاشتراك التي يتم فرضها على كل من يرغب في ممارسة أي لعبة من تلك الألعاب والبعض من أصحاب المراكز هو نفسه صاحب المحل والمدرب ورئيس المركز والمهم في الموضوع أن هذه المراكز تجد رواجا كبيرا بسبب غياب دور الوزارة والاتحادات والأندية الرياضية وعدم قيامها بمهامها كما ينبغي.
وكنت أتحدث مع بعض الزملاء الإعلاميين حول هذه المراكز وما تقوم به وكان رأي جزء منهم أن هذه المراكز تقدم جزءاً من الحلول نظرا لأن الاتحادات والأندية الرياضية عجزت عن تقديم تلك الخدمات للناس وبالتالي فقد كانت هذه المراكز بديلا ربما يبدو مناسبا في نظر أولياء الأمور والشباب أنفسهم فيما كان رأي البقية من الزملاء بأن وجود مثل هذه المراكز بهذا الشكل يثير الريبة في دورها خاصة أنها تعمل بعيدا عن أنظار الجهات المختصة سواء الرياضية أو الأمنية أو التربوية أو غيرها وقد حكى لي أحد الزملاء عن أحد هذه المراكز خلال زيارته الفضولية حيث أنه سأل المدرب في المركز والذي قال أولا إن عمره لم يتجاوز 22 عاما أي أنه لم يصل بعد إلى المرحلة التي تؤهله ليكون مدربا يعتمد عليه على اعتبار أن المدرب يفترض أن يكون لديه من الخبرات والشهادات التدريبية التي تتيح له مجالا ليصبح مدربا لكن ما أثار فضول زميلي وبحسب وصفه أنه سأل ذلك المدرب عن اللعبة التي يدربها فقال إنه يدرب كل الألعاب القتالية دفعة واحدة وتحت مسمى قتال الشوارع وأن هذه اللعبة كما قال تلقى اندفاعا كبيرا من قبل الطلاب والشباب تحت مبرر أنهم يتعلمون كيفية حماية أنفسهم لو تعرضوا لأي اعتداء وليس الغرض ممارسة الرياضة لأجل الرياضة أولا وثانيا وثالثا وهذه مشكلة في الوعي لدى الشباب والتي جعلتني أحاول تناول هذا الموضوع عبر هذه الزاوية لعل الرسالة تصل إلى الجهات المختصة لدراسة القضية من كافة جوانبها وأبعادها.
مما لاشك فيه انني أولا لست ضد هذه المراكز بالإجمال ولست معها كما هي الآن بشكلها ودورها الذي تمارسه لكنني مع أن تقوم وزارة الشباب والرياضة ومكاتبها بالنزول إلى هذه المراكز في مختلف المحافظات لدراسة وتقييم أوضاعها من كافة الجوانب وملاءمتها صحيا ورياضيا وامنيا وبما فيها الوضع القانوني لوجودها وكذا مدى ملائمة تلك الأماكن لممارسة الرياضة وشروط من يمارس التدريب وإدارة المراكز وكل تلك الأمور بحيث تخضع للرقابة والإشراف حتى تؤدي دورها كما يفترض لكن في اعتقادي أيضا أن هناك جانبا مهما في الموضوع وهو الذي جعل مثل هذه الأماكن تزدهر وهو كما قلت انحسار بل غياب دور الأندية والاتحادات الرياضية عن تأدية مهامها ودورها وطبعا المبررات جاهزة حيث أني سألت أعضاء بعض الاتحادات والأندية عن سبب غياب أنشطتهم وبرامجهم فكان الكل يرجع السبب إلى وزارة الشباب والرياضة التي قالوا عنها بأنها أوقفت مخصصات ودعم الأنشطة ما أوصل الاتحادات والأندية الرياضية إلى أن تقف عاجزة عن تنفيذ أي برامج أو أنشطة من أي نوع كان وبالتالي فهم لم تعد لديهم القدرة على البقاء ومنافسة تلك المراكز رغم أن لي وجهة نظر في هذا الموضوع سوف اطرحها بتفاصيلها في أعداد قادمة.
في الختام أتمنى أن يجد هذا الموضوع وهذه القضية صدى لدى الجهات المختصة لتنظيم أعمال هذه المراكز طالما والأمر مازال في البداية حتى لا يتفاقم ونجد أنفسنا أمام ظاهرة يصعب حلها فرياضة قتال الشوارع في صالات الشوارع تنتشر بشكل كبير ولا أريد أن أقول أنه انتشار مريب لكنه يحتاج منا إلى عدم إغفاله وربما نستفيد من وجود هذه الصالات بإخضاعها إما للأندية أو الاتحادات من النواحي الإدارية والفنية وحتى المالية وتكون هناك فوائد مشتركة للجميع ويمكن للوزارة أن تؤسس اتحاداً جديداً يسمى الاتحاد العام لرياضة قتال الشوارع للإشراف والرقابة على هذه الصالات وتكون على الأقل تحت نظر الدولة وعلى مرأى ومسمع منها وربما يكون لحديثنا حول هذا الموضوع بقية.