السعودية تبحث عن أسلحة دفاعية.. ماذا يعني هذا بالحساب العسكري ؟
زين العابدين عثمان
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي كان أول مسؤول عربي أعلن عن بدء ساعة الصفر للعدوان على اليمن في ليلة الـ 26 مارس 2015م ،اليوم وبعد دخول هذا العدوان عامه الرابع يقوم هذا الوزير بإعلان أن بلاده تسعى جاهدة إلى عقد صفقات اسلحة من روسيا ليس للاغراض الهجومية وإنما للأغراض الدفاعية وقد التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، الأربعاء 29 أغسطس، لإجراء مباحثات حول شراء منظومات دفاعية روسية من بينها منظومات الدفاع الجوي المتطورة S400 وأشار الجبير إلى أن المحادثات تجري حاليا بين المسؤولين في مجال الدفاع حول شراء أنظمة ذات طابع دفاعي قائلا: “المملكة وقيادتها تسعى دائما لتوفير أفضل المعدات الدفاعية لقواتها المسلحة.
من هنا ومن من خلال هذا الصعيد نرى بأن السعودية فعلا أصبح لديها رغبة جامحة لامتلاك أسلحة دفاعية متطورة تقيها تداعيات المتغيرات العسكرية في المنطقة وخصوصا في الحرب باليمن وزيارات الجبير المكوكية إلى روسيا تعبر عن هذه الرغبة بالتالي نستطيع أن نستنتج من خلال هذا المسار تحديدا أربعة محاور أساسية تفسر هذا الانتقال والإلحاح السعودي في شراء أسلحة دفاعية وماذا يعنيه هذا السلوك بالحسابات العسكرية والإستراتيجية.
الأول : إن الحرب على اليمن التي بدأتها السعودية وحلفاؤها خرجت عن السيطرة وتمردت كليا على مخططاتها الهادفة لإعادة اليمن إلى ملف الحدائق الخلفية للمملكة واثبات فكرة ان السعودية بدت حرب لن تستطيع إنهاءها .
الثاني : الفشل العسكري الكامل في تحقيق الحملة العسكرية السعودية وحلفائها لبنك الأهداف الأساسية باليمن ووصول هذه الأهداف إلى طرق مسدودة بشكل يضع فكرة الخوض فيها مسائل انتحارية بكل المعنى حيث وان حجم الخسائر المالية والعسكرية التي بلغت حدودا غير مسبوقة قد تركت جراحات بليغة وقاتلة في منظومات السعودية الاقتصادية والأمنية بصورة كارثية.
الثالث دليل إثبات بأن السعودية وحلفاءها انتقلوا من موضع الهجوم إلى الدفاع فيما العكس صحيح مع الجيش اليمني ولجانه الشعبية الذين غيروا من استراتيجياتهم الدفاعية إلى الهجومية عبر سلسلة من المعادلات والقدرات الناهضة التي فرضوها على ساحة الحرب .
الرابع ثبوت فشل الأنظمة الدفاعية الأمريكية الباتريوت ورغبة السعودية في امتلاك أسلحة أكثر تطورا وفاعلية في صد الأخطار الإستراتيجية القادمة من اليمن منها القوة الصاروخية والجوية التي وصلت نيرانها إلى قلب العاصمة الرياض ومنشآت المملكة الحيوية والنفطية بسهولة ومرونة عسكرية مرعبة .
لذا في الأخير نقولها ومن واقع المؤكدات إن السعودية وأيضا حلفاءها لم تعد ذات نازية أو الطرف المهاجم الذي يفرض المعادلات والمبادرات وإنما باتت طرفا يتخندق في مواضع الدفاع ويبحث عن وسائل لتأمين نفسه من نيران الحرب باليمن التي فقد السيطرة عليها كليا.