عن شرعية العدوان والمجازر !
عبد العزيز البغدادي
استبشر بعض الطيبين خيراً بانعقاد جلسة خاصة لمجلس الأمن دعا فيها إلى ضرورة إجراء تحقيق حول مجزرة ضحيان التي راح ضحيتها (51) شهيداً أكثر من أربعين منهم من الأطفال بالإضافة إلى (79)جريحا بينهم (56) طفلا.
وهناك مجهولون ومفقودون ، حجم المجزرة ونوع الضحايا فرض نفسه على المجلس على الأقل لإيهام الرأي العام الدولي بأنه صار للإنسانية في هذه الهيئة حيّزٌ ما ينظر من خلاله نحو بلد اسمه اليمن ولعل بعض ممثلي الدول قرأ شيئاً عن تأريخه الذي يرجع لآلاف السنين هذا البلد الذي تَستبيح دم أطفاله دولتان بدويتا المنشأ والسلوك صنعتهما بريطانيا منذ حوالي مائة عام تجندهما أقوى دولة في العالم مادياً وأكثرها تفنناً في عدوانيتها وفسادها هذه الدولة هي (أمريكا) التي تديرها أخطر عصابات في التأريخ أما الدولتان المصنوعتان بريطانياً وأمريكياً فهما مملكة السعودية ودويلة الإمارات عاصمة غسيل الأموال العالمية !؛
هاتان الدولتان البدويتان الوظيفيتان مزودتان بالأسلحة الأمريكية ويسيرهما العقل الأمريكي الصهيوني وتضع الدولة العملاقة كل الطاقات المادية والعقلية والمعنوية ، ليس رهن إرادة البدو غير المبالين بأي شكل من أشكال المسؤولية ولكن ضمن المسرحية الهزلية التي تجعل من هؤلاء الرعاع مشترٍ مشترٍ موجه لما يشبع عقدة نقصهما فيتخيلان أنهما بالفعل دولتان استعماريتان ، إنها أكبر عملية تحقير لفكرة الاستعمار الحقير بكل تجلياته وممارساته أياَّ كانت نظريات المفكرين الغربيين والمستغربين ! .
المشكلة التي وقع فيها العالم وبالذات مختطفي ما يسمى بالمجتمع الدولي تكمن في هذا الاستخدام المخادع الماكر لمفهوم الشرعية الدولية الداعمة للعدوان والتدخل ومحاولة إظهاره بأنه دعم للشرعية في اليمن التي رأوا أنها تتمثل في نظام هادي الأبعد ما يكون حقيقة عن الشرعية طبقاً لديباجة ميثاق الأمم المتحدة الذي يجرم تدخل أي دولة موقعة عليه في شؤون دولة أخرى، وهناك بعض العباقرة ومدعي الثقافة من لايزال يعتقد ببلاهة أو بمكره السيئ أنَّ هذا العدوان مشروع أو يمكن أن يكون مشروعاً!!! ،
وبناءً عليه فإن البروبغاندا الإعلامية التوجيه الإعلامي الماكر, كما هو واضح أراد أن يوهم الجميع بأن مجزرة ضحيان هي المستنكرة فقط أما العدوان فهو مشروع لأنه يهدف لإعادة الشرعية العبقرية ابنة الشرعية السعودية التي خلقتها أكبر دولة صانعة لفنون الإرهاب في العالم والأمر ليس كذلك مطلقاً ، ورغم أن الناطق الرسمي لهذا التحالف الذي يرتدي ثوب هذه الشرعية المعولمة الأغلى ثمناً في العالم هذا الناطق قد أعلن بكل وقاحة ووضوح أن تصفية أطفال ضحيان بصواريخ أمريكية موجهة هدف عسكري بدوي مشروع! ،
رغم هذا الإقرار الواضح الفاضح فقد بقي مجلس الأمن حريصا كعادته ليس فقط على ضرورة التحقيق حول ملابسات المجزرة بل ودعوة كل أطراف النزاع حسب قوله إلى الالتزام بالقواعد القانونية الدولية وحماية المدنيين من أي استهداف موهما العالم أنه بهذه الصيغة الديبلوماسية التي تساوي بين الجلاد المقر بجريمته والضحية الذي يعاني من مجازر مستمرة على مدى ثلاث سنوات ونصف يحافظ على حياديته المزعومة والمدانة .. رغم ميوعة هذا البيان وتفاهته فإنه لم يسلم من انتقاد السعودية ، أما الدولة العظمى فقد تكرمت مشكورة بدعوة المجرم المقرَّ بجريمته إلى إجراء تحقيق جاد وشفاَّف فشكراً لهذه الدولة العظمى على هذه الشجاعة والإنسانية وشكراً لمجلس الأمن على معالم الحيادية التي أشرقت مع إزهاق هذه الدفعة من أطفال اليمن, والعالم في انتظار نتائج التحقيق الشفاف والمحايد والشكر لأمريكا على مبادراتها الجريئة !!!!!!!.