الأسطورة
العلامة سهل بن إبراهيم بن عقيل
عضو دار الإفتاء اليمنية.. مفتي محافظة تعز
إن تعريف الأسطورة هي الحكاية التي لا يصدقها عقل ولا يقرها منطق، هذا في التعريف ما يقال عن الأسطورة وإن بلادنا اليمن التي أصبحت أسطورة في القرن الواحد والعشرين وقبلة للمستضعفين في طل تحركاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، هي حالات نادرة لا يصدقها عقل ولا يقرها منطق..
وهذا هو الحاصل في القرن الواحد والعشرين الذي كتبت فيه اليمن صفحات تاريخ بدمائها ودموعها والثكالى والأرامل واليتامى والشهداء والجرحى الأسطورة (قبلة لإرادة الإنسان الذي يأبى الذل والهوان ولا يقره على نفسه ولا على غيره).
كان ذلك بعد تحمل أعباء كثيرة من عذابات تفوق ما يصنعه أخبث الخبثاء في أي زمان ومكان لأجل إذلال هذا الشعب وجعله لقمة سائغة في كل شيء (إرادة ومقدرات وسيادة) عبداً مطيعاً ليس له شيء ولا حقوق.
إننا عندما نقلب الصفحات بتاريخ الحروب لانجد أبداً مقارنة بين فريقين متصارعين، فريق لا يملك الإ العدم ولكن ثقته بالله وبنصره للمؤمنين جعلته يدوس على رقاب وصدور الباغين والمفسدين في الأرض..
تصديقاً لوعد الله بكتابه المنزل على لسان النبي المرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، الذي قذف في رسالته نوراً مبيناً في عقول وقلوب المؤمنين الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه، فأجابهم بوعده (نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
هذه ليست جمل إنشائية ولكنها حقيقة يقرها العدو قبل الصديق وليس مدحاً لكنها أعجوبة، ترينا قدرة الله في من صدق نبيه معه، وآمن بنصره له، على كل قوى الاستكبار العالمي وأراذل الأمة العربية والإسلامية الذين يملكون كل شيء مقدرات هائلة وأموالاً طائلة، لا يكاد يحصيها عقل ولا حاسبة، خضعت بذل تصديقاً لقوله تعالى ” وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ “..
بعد هذا كله لا يمكننا التفريط في ما وقع علينا مما لايتصوره عقل لضمير لأخبث خبثاء الإنسانية، حتى أولئك الذين يأكلون لحوم البشر في الغابات، فهؤلاء أكثر همجية منهم وإن أول شرط يجب أن يكون في يد المتفاوضين هو: الإقرار بالاعتداء. والتعويض الكامل المجزي عن كل مخرجات هذا العدوان في كل المجالات، ووضع اليد على الخارطة لليمن الطبيعية.. سواء جنوباً أو شمالاً أو تلك التي لم تدخل في نطاق حرب المعتدين ولكنها لاقت من الذل والهوان في جميع مناحي حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك الدينية ما لا يفعله عدو بالإسلام والمسلمين في أي مكان في العالم، كان غذاؤها سحقاً وذلاً وتشريداً وإفقاراً إلى حد العدم، حتى أصبح الإنسان في حياته ومعيشته وحريته، وعقيدته، أذل من حيوان مستخدم عند رجل لئيم.