سيناريوهات ومشاهد العدوان
أحمد يحيى الديلمي
أخيراً سقطت أقنعة الزيف عن الوجوه الشوهاء التي ظلت ردحاً من الزمن تناور وتزايد ردحاً من الزمن وتسوق شائعات الظلال التي تمجد العدوان الهمجي السافر وحرب الإبادة الشاملة من قبل ما يُسمى بدول التحالف الدولي على اليمن.
فاليوم بعد هذه الفترة الطويلة بدأ العالم يتساءل بمرارة: من المسؤول عن هذا العدوان ومن يشن حرب الإبادة الشاملة ويقترف الجرائم البشعة غير المسبوقة في تاريخ الحروب ضد شعب كل ذنبه أنه أراد أن يخرج من تحت طاقة الهيمنة والوصاية والإذلال ، طبعاً البعض يعتقد أن قوة التحالف المزعومة هي الأساس، وآخرون يتحدثون عن الشرعية واللاشرعية ، والحقيقة أن المسؤول الأول والأخير عن هذه الحرب هي ثلاث جهات ( أمريكا ، بريطانيا ، دولة الكيان الصهيوني) هذا الكلام لا نقوله جزافاً ولكنه بناءً على تصريحات مسؤولين أمريكيين خرجت إلى العلن بعد تمكن الميامين من أبطال الجيش واللجان الشعبية واستهدافهم للبواخر السعودية ومطار أبو ظبي في الإمارات بالطائرات المسيرة المصنعة محلياً ، فالذي أعلنه بعض المسؤولين الأمريكيين أوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن أمريكا هي الأساس، هي التي دفعت ببدو الصحراء إلى هذا المستنقع الذي لن يخرجوا منه إلا بعد هزيمة ساحقة إن شاء الله ، فلقد شاهدنا ذلك المسؤول الأمريكي يهدد ويزبد ويرعد كأنه هو الذي تعرض للضربة أو أن بلاده هي المستهدفة وفي هذا دليل واضح على أنهم من يقفون وراء هذه الحرب وأن أبناء جلدتنا ليس معهم إلا التمويل والمرتزقة الذين يباشرون في الميدان.
ولمثل هذا الرجل نقول: بالنسبة لنا نحن اليمنيين فقد تعودنا ولم يعد لدينا ما نخاف عليه بعد أن استهدفوا كلما يمت بأدنى صلة للحياة ، ولم يستثنوا مواقع التراث وشواهد أول حضارة إنسانية على وجه الأرض ، طالت صواريخهم كل شيء من أول وهلة رفع فيها الجبير السقف عالياً وأعلن من عاصمة الشر واشنطن عن انطلاق شرارة العدوان على اليمن ، تحدث بهوس عن الأسباب والذرائع المبهمة وأعطى المهمة بعداً إنسانياً عميقاً فألبس ما سُمي بعاصفة الحزم قفطان الإنقاذ وتاج العمل الإنساني الهادف إلى إنقاذ الشعب اليمني من نفسه ، وتفاءل كثيراً عندما اعتبر المغامرة فسحة ومهمة خاطفة لا تستغرق أيام ولا أسابيع وفقاً لتقديرات الإدارة الأمريكية التي حددت المهمة وأعلنت خطة الانطلاق وفقاً لمعلومات المخابرات البريطانية صاحبة اليد الطولى في المنطقة فهي التي تحيط الإدارة الأمريكية بكل صغيرة وكبيرة فيها وهي ذاتها التفاصيل التي دفعت المدعو العسيري إلى اقتراف أعظم زلة في تاريخ الحروب لثقته الكبيرة بمصدر المعلومات بادر إلى الإعلان عن أن الأيام الأولى لعاصفة الحزم حققت 90% من الأهداف التي وضعها العدو باستشارة أمريكا وهذا ما يزيد من فضح دور الأخيرة الفعلي في العدوان ، وإن كانت في البداية قد تحدثت باستحياء عن أن دورها قاصر على الدعم اللوجستي والاستخباراتي من قبيل الاستهانة بقدرات وإمكانيات اليمنيين وكأنه على يقين مطلق أنهم لم يصمدوا أكثر من ثلاثة شهور في أكثر التقديرات تفاؤلاً ، مع ما رافق العملية من حملات إعلامية ممنهجة عكست كل أنواع الضلال والزيف والإرجاف والتهويل لكي تقنع العالم بكل ما ذهبت إليه ، لكن كل هذه المحاولات البائسة سقطت أمام صمود وتضحيات الأبطال من رجال الرجال الذين مرغوا أنوف هؤلاء المعتدين في الوحل ، وجعلوا الإمارات التي هي الآن تراوح بين البقاء والرحيل تتمنى أنها لم تدخل هذا المستنقع ، بينما أمريكا صاحبة اليد الطولى تجاهر بالفاحشة وتعلن عن دورها المحوري في العدوان السافر وأنها انتقلت إلى مرحلة الدعم المباشر والمشاركة الفعلية في الحرب ، بينما الإمارات اندفعت إلى انتهاك السيادة الوطنية وارتكاب ممارسات وانتهاكات لا إنسانية ضد اليمنيين كالزج بهم في أقبية زنازين موحشة وسجون مظلمة وتعريضهم للتعذيب والممارسات اللا إنسانية من قبل جنود إماراتيين أو المرتزقة الذين تستقطبهم من معظم دول العالم.
أي أن الإمارات التي باتت تهدد أمريكا بأنها ستنسحب من هذا المستنقع إذا لم تدعمها بشكل مباشر ، لم تدرك موبقة ولا فاحشة إلا اقترفتها في حق اليمن واليمنيين ، لجأت إلى إثارة الفتن وخلق بؤر التوتر وإقلال الأمن وزعزعة الاستقرار وتفعيل النزعات الطائفية والمذهبية ، إضافة إلى استغلال فقر وحاجة اليمنيين من أبناء المحافظات الجنوبية للزج بهم إلى محارق الموت في الساحل الغربي بأسلوب حقير ولا أخلاقي يتصف بالخسة والدناءة والنذالة ، لأنه لا يهتم في الأساس إلا بقتل أكبر عدد من اليمنيين من طرفي العملية المدافعين عن الوطن أو السائرين في ركابهم لا فرق لديهم بين من هو معهم ومن هو ضدهم ، المهم القتل لذات القتل ، لكن وأمام كل هذا الصلف يقف أفراد الجيش واللجان الشعبية مدافعين عن حياض الوطن وإسقاط هذه الأساليب الحقيرة التي تتعارض مع أبسط قيم الدين والعروبة وقوانين وأعراف الحروب الدولية ، يبدو أن سيناريوهات الاستهداف بهذا الأسلوب الحقير تدعمه أمريكا مباشرة ودولة الكيان الصهيوني بأسلوب غير مباشر ، فأمريكا منذ احتدام المعارك في الساحل الغربي مع ما سبقها من دعايات إعلامية كاذبة وحملات تهويل وتأويل بشرت بسرعة الحسم وأنه لن يستمر أكثر من أيام فأسالت لعاب بريطانيا وفرنسا ودفعتهم إلى إعلان المشاركة الفعلية في معركة الحسم النهائية ليضمن كل طرف منهم جزءاً من الكعكة كما يعتقد.
من جديد أكد ابناء اليمن بصمودهم العظيم والبطولات والملاحم الأسطورية التي يجترحونها بأنهم سيسقطون كل المؤامرات في هذا المستنقع الذي أختاره الأعداء لأنفسهم ، وهو ما دفع الإمارات في أتباع أسلوب مخادع عن طريق وزير الفتنة قرقاش الذي بدأ يلمح كما قلنا ويهدد بأنه سيترك الحبل على الغارب ، ونحن نعلم أنها مجرد مناورات للإلهاء وإضعاف صمود أبناء اليمن ، بل ودغدغة عواطف أمريكا بعد الفشل الذريع والهزائم المروعة التي منيوا بها والتي أدت إلى تعفن جثث المرتزقة المأجورين في الصحراء الذين بالفعل نتأسى عليهم لأنهم يمنيون ، مع ذلك نجد أن أمريكا المعنية تتجاهل الأمر ولا تعطي تحركات الإمارات أي اهتمام ، بما يوحي أنها تقول لهذه الدويلة أن أساليب الخداع لن تنطلي على أحد، وأن أمريكا لا يهمها إلا بيع المزيد من الأسلحة سواءً للإمارات أو للسعودية فالكل بالنسبة لأمريكا مخزن للأموال ودفع الإتاوات ، وهنا نتساءل: دول بكل هذا القبح والخسة وبكل هذه الهزالة وعدم الإرادة ماذا ننتظر منها ؟!! الحقيقة أن الواقع يفضح نفسه ويقول إن كل إنسان مجرد من كل القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية لا يصعب عليه ارتكاب مثل هذه الفضائح ضد الآخرين ، ولا ينتظر منه أن يشعر بالإنسانية أو بأقل صفاتها فهو مكيف أو مبني على هذه الصفات العدوانية الحقيرة .
وأخيراً نقول: الحق يعلو ولا يعلى عليه ، اليمنيون يعلنون دائماً استعدادهم للسلام وكما قال الرئيس الشهيد/ صالح علي الصماد ” يد تحمي ويد تبني ” فالرجل كان يعي ماذا يقول ، لذلك نقول لهم لا تستعجلوا رزقكم فالأبطال من علماء اليمن الأفذاذ ماضون في الدرب ، وانتظروا صماد 4 و صماد 5 ، ونقول للعالم ألا يكفيكم صمتاً ؟! ألم تهتز مشاعركم لكل هذه المجازر الغاية في البشاعة ؟! أين قوانينكم وأين الأنظمة الدولية ؟! هل سقطت كل هذه المعايير أمام بريق المال السعودي والإماراتي !! إنها معادلة صعبة ومفارقة مهينة ومذلة جداً يجب أن يتنبه لها أولو الألباب لكي يعود الأمن والسلام إلى العالم ، ما لم فإن الحرب ستمتد إلى أماكن عديدة وستطال الأخضر واليابس ، أيها العالم، هل آن الأوان أن تفيق من الغفلة والسبات العميق ، اليمن لا تحتاج إلى عواصف غادرة أو مبادرات فاشلة ، اليمنيون اليوم يحتاجون إلى من يحميهم من الموت ويحمي صحتهم من الأمراض السقيمة ويمد أمعاءهم الخاوية بما تحتاج إليه من الزاد ، اليمن بحاجة إلى إيقاف فوري للعدوان ورفع الحصار الجائر ومساعدة اليمنيين على تجاوز الكوارث التي أحدثها العدوان ، المطلوب قراءة المشاهد السابقة بروية وتأنٍ لتعرفوا أن اليمن لا يطلب من العالم إن كان لا يزال موجوداً أو قد بدأت لديه صحوة الضمير تتفاعل أن يوقف هؤلاء عن عدوانهم السافر وأن يسهم فعلاً في إعادة الأمل إلى نفوس اليمنيين وإنهاء مظاهر اليأس والإحباط التي بدأت تسيطر على نفوس اليمنيين وتتربع فيها ، لا نقول الأمل بطريقة سلمان “الأمل الغادر” المفخخ بقنابل الموت وصواريخ الدمار الشامل بل الأمل الذي يعيد إلى النفوس استقرارها ويبعث فيها الحياة من جديد ، فهل يصحو العالم ويتنبه إلى أهمية هذه المطالب بالنسبة لليمنيين ، الأمل ضئيل بالنسبة لنا كيمنيين ، لكنا لن نيأس من رحمة الله فهو معنا وهو القادر على دحر المعتدين إن شاء الله ، ومن نصر إلى نصر والله الغالب على أمره .. وهو نعم المولى ونعم النصير ..