جهود الهيئة الوطنية بالأمانة.. وجعجعة الدول المانحة والمنظمات الدولية
حسن حمود شرف الدين
تستقبل أمانة العاصمة صنعاء عشرات العوائل النازحة من محافظة الحديدة خصوصا من القرى والمدن الواقعة على الساحل الغربي والتي أصبحت إحدى جبهات المواجهة ضد قوات تحالف العدوان السعودي منذ أن أقدم العدو بفتح جبهة جديدة على الساحل الغربي تحت قيادة المدعو طارق عفاش بهدف احتلال مدينة الحديدة ومينائها ومطارها.
وما يدهشك هو الآلية التي يعمل بها العاملون في الهيئة الوطنية بأمانة العاصمة والتي احتوت النازحين من محافظة الحديدة رغم ضعف الإمكانيات وشحة الموارد المالية والمادية، أضف إلى ذلك أن أغلب العاملين فيها طوعيين هدفهم خدمة إخوانهم النازحين من أي محافظة متضررة من قوات تحالف العدوان.. فأغلب النازحين إلى صنعاء من محافظة صعدة وتعز وحجة وعدن وغيرها من المحافظات، وأخيرا النازحين من محافظة الحديدة أصبحوا بأعداد كبيرة جدا في أمانة العاصمة، ويعتبر هذا النزوح أكبر تحد أمام الجهات المعنية لاستيعابهم وتوفير كل مستلزمات الإيواء والغذاء والحياة وفق الإمكانيات المتاحة.
المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة والحماية جعلت من النازحين والمتضررين اليمنيين من عدوان قوات التحالف وسيلة ابتزاز لأموال الشعوب والمنح المقدمة من الدول التي تبدي استعدادها لمساعدة اليمنيين، إلا أن المتضررين اليمنيين يسمعون جعجعة ولا يرون إلا الرذاذ من الطحين.
في زيارة للهيئة الوطنية بأمانة العاصمة قمت بها مؤخرا أخبرني بعض العاملين فيها أن الهيئة تواجه كثيرا من المعوقات في استقبال النازحين خصوصا في الفترة الأخيرة، حيث تستقبل الهيئة النازحين من محافظة الحديدة وبالكاد تجد المأوى المناسب للأسر النازحة إضافة إلى توفير المواد الإيوائية والغذائية والصحية والدوائية لهم، وكذلك هناك قصور كبير لدى بعض الأسر النازحة في الجانب الصحي والنظافة.. ولهذا تسعى الهيئة بأمانة العاصمة إلى إقامة عدد من البرامج التوعوية المعنية بالنظافة وتعزيز الجانب الصحي إلى جانب كيفية عمل المشاريع الصغيرة التي تحسن مستوى دخل الأسر.
اليوم وبعد فشل مخطط قوات تحالف العدوان في الساحل الغربي أبدت عشرات الأسر النازحة في أمانة العاصمة رغبتها في العودة إلى مساكنها في الحديدة والساحل الغربي.. إلا أن الهيئة وحرصا منها على أن يعود الساكنaون دون أي مشاكل تسعى إلى إعادة مقومات الحياة الضرورية في المحافظة كالأسواق والمواد الغذائية والأدوية والمياه والكهرباء بقدر الإمكان ووفقا للإمكانيات المتاحة وتعاون الدول المانحة والمنظمات والحكومة.
ويبقى صمود المواطن اليمني التحدي الأكبر والأصعب أمام قوات تحالف العدوان فكلما وسع دائرة المواجهة كلما زاد الشعب اليمني من اندفاعه وتوجه نحو الجبهات لردع العدوان وثنيه عن مخططاته الهادفة إلى تدمير واحتلال اليمن واستعباد الشعب اليمني.