> فلسطين المحتلة…بوصلة اليمنيين الأولى
الثورة / أمين النهمي
يتميز يوم القدس العالمي في اليمن عنه في غيرها من الدول الإسلامية بسبب وجود المشروع الذي يتبنى القضية الفلسطينية والقدس؛ بل ويجعلها محورا في كل تحركاته، وهذا المشروع هو المشروع الذي أسسه واستشهد من أجله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، فبعد هذا المشروع، وتلك التضحيات، أصبح يوم القدس في اليمن مناسبة شعبية معتمدة وكبيرة جداً وتحرج العملاء ”إن يوم القدس العالمي الذي حدده الإمام الخميني كان يوماً عالمياً بحق، حيث إن الإمام كان متنبهاً جداً للقضية الفلسطينية، وما يدور من مؤامرات صهيواميركية تجاه الأمة العربية”.
وفي آخر كل جمعة من شهر رمضان الشريف، يخرج العالم العربي والإسلامي لإحياء القضية المركزية التي يجتمع على أحقيتها ومظلوميتها للخروج في مسيرات تضامنية مع أبناء القدس لكي يعرف العالم أن القدس هي قضية المسلمين جميعاً.
ويشكل هذا اليوم حدثا سنويا يعارض احتلال إسرائيل للقدس. ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية في مختلف أنحاء العالم.
الهدف والأهمية
يأتي الهدف من إحياء يوم القدس العالمي في توحيد وتذكير المسلمين والعالم بقضية فلسطين، وأن القدس قضية المسلمين جميعا؛ كما أن مشاركة الشعب اليمني في مسيرة يوم القدس العالمي لها طابعها ومكانتها وتأثيرها على مستوى العالم كونها تأتي واليمن يمر بعدوان ظالم دخل عامه الرابع من قوى الاستكبار والصهيونية العالمية أمريكا وإسرائيل وأدواتها العربية.
وهناك أهمية كبيرة في إحياء هذه المناسبة السنوية كي تتجذر لدى عقول الصغار والكبار لأنها قضية متآمر عليها من اليهود ومن بعض المسلمين فلابد من التمسك بإحياء مناسبة يوم القدس العالمي حتى يتم تحرير كل شبر مستعمر من قبل اليهود.
استعدادات واسعة للمشاركة في يوم القدس العالمي
تشهد المحافظات اليمنية هذه الأيام استعدادات واسعة للمشاركة في تنظيم أكبر تظاهرات حاشدة؛ لتخليد يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
ودعت اللجنة المنظمة لإحياء يوم القدس العالمي جماهير الشعب للاحتشاد في العاصمة صنعاء الجمعة القادمة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
وأكدت اللجنة في بيان صادر عنها على أهمية المشاركة الواسعة في المسيرة للتأكيد على وقوف الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع المجازر من قبل العدو الإسرائيلي الذي ينتهك المقدسات الدينية بما فيها المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ويتزامن الاحتفال بيوم القدس هذا العام مع الانتصارات الساحقة التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية على قوى العدوان السعودي الإماراتي الصهيو أمريكي ومرتزقته من العملاء القدامى الجدد في جبهات ما وراء الحدود، وجبهات الساحل الغربي وصرواح ونهم والجوف وميدي، ومناطق أخرى من الوطن .. المؤامرة التي استهدفت اليمن طيلة الأعوام الماضية، ومع ذلك فإن النتائج والمعطيات القائمة وخلافا لما اشتهت مطامع العدوان ، صارت ترجّح موازين الجيش واللجان الشعبية، وبما أدى إلى تحطيم وانكسار قوى العدوان الصهيو أمريكية.
اليمن جزء أساسي في استعادة هوية الأمة
من الواضح أن اليمن اليوم أصبح جزءاً أساسياً وطليعيا في استعادة هوية الأمة وإعادة رسم مستقبلها، وأصبح بإمكان كل مواطن يمني مهما كانت بساطته ومكانته، المساهمة في نصرة قضايا الأمة في إطار مشروع عملي يراكم الإنجازات ويسهم في تحمل جزء كبير من العبء الذي يثقل كاهل القوى الشريفة في الأمة.. كما يخفف من الهجمة الشرسة التي تتعرض لها حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا.
حالة شعبية ثابتة
باتت القضية الفلسطينية حالة شعبية ثابتة لدى أبناء الشعب اليمني، وشهدت اهتماما متزايدا عز نظيره في أي بلد عربي مسلم؛ وذلك من خلال الأنشطة المتعددة لشعب الإيمان والحكمة، والحضارة والتاريخ، بدءاً بيوم القدس العالمي، ومرورا بسلسلة الفعاليات والندوات المختلفة المدافعة عن الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وانتهاء بالتظاهرات والمسيرات الجماهيرية الحاشدة، وحملة التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني؛ رغم ما يمر به الشعب اليمني من ظروف وأوضاع صعبة واستثنائية جراء استمرار العدوان الأمريكي السعودي وما يفرضه من حصار غاشم أكثر من ثلاث سنوات.
موقف مبدئي
في الوقت الذي غابت القضية الفلسطينية عن الشارع العربي؛ وإعلامه المهترئ غيابا متعمدا، ظلت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في وجدان الشعب اليمني؛ كقضية مركزية، وموقف مبدئي وثابت لا يمكن التراجع عنه قيد أنملة، بل تشكل القضية الفلسطينية بوصلة لليمنيين، ومنطلقاً أساساً ورئيساً لحل مشكلات الأمة العربية والإسلامية.
وليس خافيا عن أن دوافع العدوان السعودي الأمريكي الذي دخل عامه الرابع؛ هي معاقبة الشعب اليمني لإصراره على نصرة القضية الفلسطينية، ويمكن تأكيد ذلك بسهولة من خلال مشاركة العدو الإسرائيلي والأمريكي في هذا العدوان؛ وعلى العكس تماماً، لم ينجح العدوان في تحقيق هدفه؛ بل تزايدت حالة السخط الشعبي اليمني على العدو الإسرائيلي، وأدى لاقتناع الكثير من اليمنيين بصوابية التمسك بالقضية الفلسطينية كقضية أساسية للعرب والمسلمين.
شعبٌ أُسست ثورتُه من أولِ يومٍ على التقوى وقضيةِ فلسطين، حاضرٌ لنصرتِها في كلِّ حين، وفيما أغلبُ العالمِ العربيِّ والإسلاميِّ في غفوةٍ تتطلبُ صيحةً كبرى لإيقاظِه، تميّزت العاصمةُ صنعاءُ عن باقي العواصمِ بمسيرةٍ قُدسية تساندُ القدسَ في محنتِها، وتنصرُ غزةَ في معركتِها، ومن صنعاءَ ومن وسطِ شعبٍ يتصدّى للعدوانِ ويتحدى الحصارَ متطلعًا إلى تحريرِ القبلةِ الأولى خوطبَ أدعياءُ الشرعيةِ وشركاءُ العاصفةِ السعوديةِ أن يكونوا رجالًا منصفين.. ويشكلوا تحالفًا مماثلًا وينطلقوا إلى تحريرِ أرضٍ احتلها الصهاينة ليستعيدوا شرعيةً مفقودةً منذُ زمن إن كانوا بحقٍّ طلابَ شرعيةٍ، وأن يقاتلوا هناك لإعادتِها إلى الحضنِ العربي، ليكسبوا زعامةً ظنوها في اليمنِ فأخطأوها، وطلبوها في غيرِ مكانِها، أما أن يديروا ظهورَهم عن القضيةِ المركزية، ويلتحقوا بمشروعِ الصهيونيةِ فقد سقطوا إذن في وحلِ الخيانةِ التاريخية، وصاروا كإسرائيلَ كلاهما عدوّ.
“تموت أمريكا وإسرائيل وتحيا القدس”
العاصمة صنعاء، شهدت الأيام الماضية، مسيرة جماهيرية حاشدة تحت شعار ” تموت أمريكا وإسرائيل وتحيا القدس ” تضامناً مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ورفضا لتصفيتها، وتنديدا بالجرائم الإسرائيلية التي ترتكب على حدود قطاع غزة بحق الفلسطينيين المدنيين العزل، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية وأحرقت الأعلام الأمريكية والإسرائيلية .. مؤكدين أن القدس قضية اليمن الأولى ووقوف الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني ورفضه لتهويد القدس وقرارات الإدارة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية إليها، وتأكيداً على عروبة القدس وفلسطين.
وهو موقف الشعب اليمني الرافض والمناهض للصهاينة والمشروع الأمريكي، والمؤكد على أن القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان أبناء الشعب اليمني.
السلاح صوب العدو
مواقف الوفاء المتواصلة للشعب اليمني، تتلاقى مع الجهود العسكرية التي تقدمها القيادة اليمنية في الجيش واللجان الشعبية عبر تخريج دورات عسكرية تحت اسم فلسطين والقدس، ما يؤكد أن القدرات اليمنية في مختلف المجالات هي في خدمة القضية الفلسطينية، وأن السلاح هدفه الأساس هو التوجه صوب العدو الصهيوني للأمة، وما العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على اليمن سوى أحد الأساليب لإلهاء الشعب اليمني الحر عن قضية فلسطين وعن العدو الذي اغتصب أرضها، حيث يسعى مسوخ الخليج ومن ورائهم الأمريكان والصهاينة إلى تركيع الشعب اليمني، وإخضاعه، وإخراجه من الحضور الفاعل مع القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لكن هيهات لهم ذلك ما بقيت في عروقنا دماء، فالشعب اليمني مهما زادت جراحه لا ينشغل عن قضايا الأمة؛ ولن يتخلى عن فلسطين مهما بلغت التضحيات.
لمن التعويل اليوم
وفي ظل التطبيع المحموم والانبطاح المخزي تجاه القضية الفلسطينية، من قبل أنظمة الخليج، خصوصا السعودية والإمارات اللتين تمثلان رأس حربة، وتعملان بوتيرة عالية لإتمام “صفقة القرن”؛ فإن التعويل اليوم على دول محور المقاومة، وشعوبها الحرة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق؛ في الانتصار للشعب العربي الفلسطيني لاستعادة حقوقه ومقدساته، واقتلاع السرطان الخبيث من جسدها الطاهر.