أمام عقم عسكري أمريكي وهوان المرتزقة
تقرير | إبراهيم الوادعي
كشف اعتماد قادة العدوان السعودي الأمريكي أسلوب الإرباك في محاولة للتقدم على طول الساحل الغربي عن هزيمة مسبقة، وإقرار ضمني بالاستعداد الكبير للجيش واللجان الشعبية هناك، وأن الاستعدادات من القدرة بحيث أفشلت خيارات عسكرية وخططاً عملية قد تكون حاسمة وبينها عمليات الإنزال البحري والتي كان من المفترض ان تحسم معركة الحديدة، وتوفر على قوى العدوان إهدار مليارات الدولارات، ونفوق آلاف المرتزقة منذ بدء معركة الحديدة قبل عام وإلى اليوم. أما ادّعاء الانتصارات التي تغنى بها المرتزقة طيلة الأسبوع فقد انجلت عن كونها اختراقاً هنا وأخر هناك لا تملك خاصية الثبات او التموضع بسبب تطويقها ومعالجتها من قبل وحدات الجيش واللجان الشعبية، ونفذت بغرض التقاط الصور والترويج الإعلامي على الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.. وعلى صفحات المرتزقة ونتيجة للضخ الإعلامي الكبير ، انكشف التخبط وبعض الزيف ، حيث نشر مثلا مقطع فيديو واحد على انه تقدم في منطقة الجاحي جنوب الحديدة ، وأعيد استعمال المقطع بعد وقت قصير على انه تقدم للمرتزقة في حرض بنفس الشخوص الذين يظهرون في الفيديو والتضاريس؟!! ومساء السبت أتى خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة الشعبية ليعيد توصيف المعركة على حقيقتها، ويكشف عن هشاشة الخطط العسكرية والاعتماد على الضخ الإعلامي كما حدث في فتنة الخيانة 2 ديسمبر ، ويضع الجميع أمام المسؤوليات التاريخية . المعركة أمريكية بامتياز وتمثلت ابرز النقاط في خطاب قائد الثورة لتشخيص المعركة وظروفها بـ : 1 -المعركة أمريكية بامتياز حيث يقودها ضباط أمريكيون وبريطانيون بشكل مباشر من غرف العمليات بالرياض وعصب في اريتريا، ويرتبط بهم ضباط تنسيق سعوديون وإماراتيون في المخا . 2 – يعتمد العدو أسلوب الاختراق المترافق معها تهويل إعلامي وإرجاف داخلي بغرض تحقيق تقدم مستغلا حالة الإرباك التي تنشأ . 3 – الاستهانة بأرواح المرتزقة الذين يدفع بهم إلى جبهات القتال في الساحل الغربي وتنفيذ هذا النوع من العمليات العسكرية ” الصبيانية ” التي تعرض أرواح الجنود للخطر ” دون هدف يستحق سوى الحصول على مقطع فيديو امام لوحة طريق.ووفقا لخبراء عسكريين فإن لجوء طرف عسكري ما إلى اعتماد أسلوب الإرباك لدى خصمه، يكشف عن وصوله إلى مرحلة عقم الخطط العسكرية لديه او استنفادها، إذ أن عمليات الإرباك ليست ذات عمر طويل ، ولا يمكن التعويل عليها إلى حد كبير أمام طرف يملك قضية ويرى حقا في دفاعه او قتاله، وهو مع الوقت يكون فكرة عن أساليب حرب الإرباك ويضع لها المعالجات المناسبة، وكل ما تتطلبه قدر من التماسك، وهو ما دعا إليه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وكان مصيبا في دعوته. ويضيف هؤلاء : تنفيذ عمليات اختراق في ارض العدو هي إحدى آليات حرب الإرباك وأكثرها تأثيرا، حيث يجري تضخيم لذلك التوغل لعدد من الكيلو مترات، وهذا ما يشاهد في مواجهات الساحل الغربي، حيث تنتهي بتصوير مقطع فيديو، وتحضر ماكينة إعلامية ضخمة تصورها بكونها انجازاً او نصراً عسكرياً. خسائر كبيرة للعدوان والمرتزقة لافتين إلى ان المشاهد التي أظهرها الإعلام الحربي وبثتها القنوات مساء السبت من معارك الساحل الغربي خلال اليومين الأخيرين ان الاختراقات في الخط الساحلي قابلة للاحتواء والسيطرة عليها ،بل وتحويلها إلى تهديد لمن قام بعملية الاختراق ،وهي تكشف عن خسائر كبيرة يجري التكتم عليها من قبل قوى العدوان والمرتزقة ، وتؤكد توفر القدرة العالية والتدريب لدى الجيش واللجان في التعامل مع هذا النوع من العمليات حيث يصار إلى منع توسعه وتطويق القوة المتوغلة تمهيدا للإجهاز عليها في بقعة معزولة ومحدودة وقبل ان يصلها الدعم الجوي لتمكينها من التراجع وتقليل الخسائر في قوامها . وهو ما تعكسه المشاهد حيث ظهر مقاتلو الجيش واللجان وهم يتحركون بأريحية وسرعة ومهارة بمواجهة توغل لقوة معادية، وظهرت القوة المتوغلة محاطة ومعزولة تماما في ارض الخصم، وطريق العودة قطع أمام أفرادها فكانوا كمن علق في شباك صياد. وليس افتراضا يقول خبير عسكري ان الأسيرين اللذين ظهرا من أبناء المناطق الجنوبية محظوظان، ففي هذا النوع من العمليات العسكرية تتضاءل فرصة البقاء على قيد الحياة لجنود علقوا في ارض الخصم. وفي خطابه أشار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى آليات الانتصار في هذا النوع من المعارك وقال” أهم نقطة في هذه المعركة هي التماسك والاطمئنان والثبات والحذر من الإرباك وهذا التكتيك سيسقط بالتماسك والثبات والتعاون من الجميع سيفشل هذا تكتيك العدوان في المناطق التي يحاول أن يعبر منها”.. لافتا إلى أن العدو يسعى لإعطاء كل خطوة أكبر من حجمها، ويجب مواجهة ذلك بالتحرك التعبوي والإعلامي، وهذا تقييم عسكري دقيق وناجع. رسالة للامريكيين وفي مواجهة القيادة العسكرية المباشرة للأمريكيين للعملية العسكرية في الساحل الغربي، ظهر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه يتحدث عن آليات معالجة الاختراقات التي ينفذها العدو بالمفاهيم والمصطلحات التي توجه للمقاتلين والأفراد، وهو كمن أراد ان يوجه للأمريكيين رسالة أنني حاضر لألحق الهزيمة بكم ، وفي مواجهة عمليات “صبيانية ” تفضح وصول العقلية العسكرية الأمريكية إلى مرحلة العجز والعقم. و استحضر السيد عبدالملك كقائد عسكري وشعبي في خطابه عوامل الانتصار الأساسية في مواجهات الساحل الغربي ، وتتمثل في الدين الذي يوجب الدفاع عن الأرض والعرض بوجه الغازي الأجنبي, فكيف بعدوان يضم في طياته أمريكا وبريطانيا و” إسرائيل” وأذنابه في المنطقة العربية ، والجغرافيا التي ستقاتل إلى جانب المدافعين من أبناء الأرض ضد الأجنبي ومرتزقته المحليين او الأجانب ، والتاريخ الذي يحكي كيف استعاد أبناء اليمن من مختلف المناطق وخاصة المناطق الجبلية الحديدة من يد المحتل والجنوب من يد بريطانيا العظمى آنذاك ، برغم افتقارهم إلى الإمكانيات التي يمتلكونها الآن ، وجعلت من الساحل الغربي عصية على الغزاة طيلة 3 سنوات من العدوان على اليمن ، تاهت فيه قوى العدوان من منطقة إلى أخرى بحثا عن الانتصار وهي اليوم تخوض آخر معاركها في الحديدة بقيادة أمريكية مباشرة. وكقائد عسكري وثوري لشعبه دعا السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أبناء الحديدة إلى الاطمئنان، والجيش واللجان الشعبية والقبائل إلى التدفق والنزول إلى المحافظة لتعزيز الوضع العسكري والتصدي لأي حالات اختراق يعتمد عليها المعتدي. لافتا إلى أن أهم عوامل القوة وضمان الانتصار لا تزال طليقة حيث القوة البشرية الأكبر في مناطق الجيش واللجان الشعبية ، والإمكانات العسكرية المتطورة التي تظهر تباعا إلى ارض المعركة ، وهما ثنائيان حاسمان جدا في معارك الاستنزاف وحرب النفس الطويل على مر التاريخ العالمي وتاريخ اليمن ، الذي تمكن بأحدهما فقط وهي القوة البشرية من قبر إمبراطوريات عدة ، فكيف وقد أضحى قوة تعد سلاحها داخليا ، وهو ما ذهب إليه السيد عبد الملك في ان اليمن يعيش أفضل مراحله لجهة مواجهة الغزاة ، وهو كان محقا بالنظر إلى استعصاء مناطق بعينها في القتال منذ بداية العدوان ، كانت في المواجهات السابقة التي يوردها التاريخ سريعا ما تسقط قبل ان يجري استعادتها بعد سنوات او عقود كما حدث لبريطانيا العظمى في جنوب اليمن . ومن المؤكد ان قوى العدوان يستحيل عليها حسم معركة الحديدة، وفق خارطة الانتشار الميداني لقوات الجيش واللجان الشعبية التي تستقبل اليوم آلافا من أبناء القبائل والشعب للمساندة وسد الفراغات، وهي في معركة الساحل الغربي لم تخرج ما بجعبتها من مفاجآت قد تغير وجه المعركة ومصير الحرب.