ا
عصام حسين المطري
الإحسان معنى رباني ،وسلوك قرآني يقربنا من محبة الله عز وجل من غير أن يداخلنا لغوب أو عناء أو مشقة ،قال الله سبحانه وتعالى في محكم الآيات البينات ( والله يحب المحسنين) ، فالإحسان يزيد المؤمن ورعاً وتقى، ويضخم حساسية مراقبة الله عز وجل ذلكم ان نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم يعرِّف الإحسان بقوله: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وفي حديث آخر يقول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة ، وليحد أحدكم شفرته وليُرح ذبيحته).
ويبقى أن أشير إلى أن ثمة إحساناً فردياً يقوم به الفرد، وإحساناً جماعياً تقوم به الجماعات والشعوب والدول، فإن تمثل الأفراد الإحسان في واقع الحياة المعاش سيكون ذلك مدعاة إلى تمثله من قبل الجماعات والشعوب والدول، فالإسلام يحرص كل الحرص على تمثله بالعودة الصادقة إلى الالتزام بالدين الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة ومنهاج حياة ورفع اليقظة الإيمانية بمراقبة الله عز وجل في كل صغيرة وكبيرة , فلو تمثلنا الإحسان في واقع حياتنا اليومية , فإننا لن نرى انقسامات وتصدعات في بنية النسيج الاجتماعي , وسوف ترص الصفوف , وتوحد الأفئدة والقلوب لأننا بذلك نراقب الله عز وجل في السراء والضراء وحين البأس , ونراقبه بالإحسان إلى القتلى وعدم التمثيل بهم , ونبتعد عن جعل جميع الناس بضاعة موت، نسبي حياتهم بالغارات التي تستهدف حياة الأبرياء من المدنيين , فلو كان ثمة إحسان فإنهم سيفعِّلون أخلاقيات القتال والحرب , فحري بنا أن نراقب الله عز وجل وأن نحسن القتلة.. وإلى لقاء يتجدد.. والله المستعان على ما يصفون .