¶ شروط معقدة تفرض على اليمنيين لدخول عدد من الدول المساندة للعدوان
الثورة/ غمدان أبوعلي
أكثر من ١٥ ساعة من الاذلال والتوقيف والتعسف قضاها عدد من المسافرين اليمنيين في مطار القاهرة الدولي دون اكل أو شرب في انتظار وصول الطائرة لنقلهم الى اليمن بعد طول عناء ومشقة في اروقة المطار ذاقوا فيها صنوف من العذاب والانتظار والقهر ، في رحلة سفر مضنية إلى عدن التي تخضع لسيطرة الاحتلال الإماراتي.
منذ أن فرض تحالف العدوان السعودي الامريكي الحصار على بلادنا في 26/مارس/2015م، وتدمير المطارات وفرض قيود على حرية التنقل للمسافرين اليمنيين تمارس دول التحالف العدواني الشيطاني الذي تقوده السعودية ومن تحالف معها تعقيدات إضافية على حرية التنقل لآلاف المواطنين اليمنيين، تضاف إلى مآس ومعاناة أخرى يواجهها اليمنيون جراء العدوان لتتفاقم ظروف اليمنيين وتزيد من أوجاعهم دون أن تكترث الجهات المسؤولة الى معاناة المرضى وكبار السن الذين يذهبون للعلاج .
افتراش ساحة المطار
تقول الاخت أمة الرزاق القزحي لـ” الثورة ” وهي إحدى المسافرات والتي عادت من القاهرة مؤخرا” إن تجربة الانتقال والسفر الى خارج اليمن أصبحت صعبة وقاسية يدفع ضريبتها المسافرون اليمنيون “.
وتضيف : انها عادت من تونس الاسبوع الماضي الى القاهرة عبر طيران اليمنية وفوجئت اثناء عودتها الى مطار القاهرة بالتعامل السيئ وغير الإنساني والتعسفات التي مورست على المسافرين اليمنيين من قبل امن مطار القاهرة وموظفي الخطوط الجوية اليمنية حيث فرضوا عليها وعلى من كان معها في نفس الرحلة البقاء في مطار القاهرة أكثر من ١٥ ساعة ومنعوهم من التنقل والخروج خارج المطار للأكل والشرب بحجة عدم حصولهم على “فيزا” او رسالة ممن اسموها حكومة ابن دغر إلى جانب التعمد في تأخير رحلتهم والتي كان من المقرر ان تقلع الساعة الخامسة فجرا” إلا انهم اجبروهم على السفر الساعة الـ التاسعة صباحا” من دون اي مبالاة بمعاناتهم بل ولم يرحموا صرخات وبكاء الأطفال وآهات المرضى الذين افترشوا ساحات المطار للنوم والانتظار ؛.
مؤكدة أن حرية التنقل لليمنيين أصبحت تحمل الكثير من المتاعب والمضايقات، والإذلال، حيث يفرض على المسافرين اليمنيين الكثير من القيود والتعسفات التي لا داعي منها سوى ابتزاز المواطن اليمني و تطفيشه وتفتيشه تفتيشا دقيقا” دون غيره من المسافرين من الدول الأخرى ..وتقول القزحي إن معاناة المسافرين اليمنيين لم تقف عند هذا الحد فقط بل تجاوزت ذلك فمجرد التفكير للسفر إلى عدن من أجل السفر للخارج أصبح بمثابة المغامرة المحفوفة بالمخاطر فإن استطعت ان تجتاز ٤٠ نقطة امنية تابعة لما يسمى بقوات الحزام الأمني الاماراتي فأنت محظوظ للغاية وتحظى بدعوة الوالدين ؛ لافتة الى أنها اضطرت إلى سلوك طريق شائك وطويل، خلال سفرها عبر الطريق الرابط بين العاصمة صنعاء ومحافظة عدن المحتلة، الذي يمر من وسط البلاد إلى الجنوب عبر محافظات ذمار وإب والضالع ولحج.
وتضيف القزحي : كنت أسافر قبل أن تسوء الأوضاع من صنعاء إلى عدن في مدة زمنية لا تزيد عن 7 ساعات، بينما أُجبرت مؤخراً مع نحو 50 راكباً جلهم من المرضى والطلاب، على أن نعبر الطريق خلال 14 ساعة كاملة نعيش خلالها انواعاً من صنوف الرعب والخوف كإنزالنا من فوق الباص لغرض التفتيش في كل نقطة.
وقالت “سابقاً؛ كان من الممكن أن أسافر عبر مطار صنعاء إلى القاهرة في ظرف 4 ساعات، ويكون متاحاً لي في أي يوم التمتع بمزايا الركاب العابرين ودخول العاصمة المصرية بدون “فيزا”، أو إذن مسبق، خلافاً لما هو حاصل اليوم من تعسف واذلال لا يتصوره أحد .
شروط معقدة وتعجيزية
منذ اندلاع العدوان الغاشم على بلادنا، فرضت السلطات المصرية على اليمنيين، شروطاً معقدة على دخول اليمنيين إلى الأراضي المصرية بشرط ان تحصل على تقرير طبي معمد من مستشفى الثورة ووزارة الخارجية اليمنية وأن يكون عمرك مابين ٤٥ أو أكثر بعد أن كان مسموحاً لهم الدخول دون أي شروط أو قيود .
في رحلتها التي وصفتها بالرحلة المكوكية اضطرت امة الرزاق ورفاقها شمس وياسمين وسهام وعرفات وزملاؤهم الذين كانوا في رحلة إلى تونس لحضور دورة تدريبية، للبقاء في حجرة صغيرة بمطار القاهرة، ومعها انتظروا يوماً كاملاً لرحلتهم المتجهة إلى مطار عدن وهكذا حصل معهم عند ذهابهم لتونس والعودة .
ومعها أجبرت امة الرزاق ورفاقها على النوم بحذر تحت مقاعد انتظار الركاب، في صالة الترانزيت في أسوأ يوم مر عليها في حياتها كما تصف ذلك .
وبعينين تحيط بهما هالة من السواد، تقول “كان سابقاً يُسمح لي بالدخول مباشرة إلى القاهرة، وقضاء فترة الانتظار في أحد الفنادق القريبة من المطار، لكنني هذه المرة اجبرت على البقاء في المطار حتى حان موعد رحلتي إلى تونس”.
استمرار المعاناة
ولا يبدو في الأفق إن معاناة اليمنيين المتنقلين داخل البلاد أو خارجها، ستنتهي قريباً، مع انسداد آفاق الحل السياسي للأزمة المضطربة وتعنت المرتزقة وتحالف العدوان ورفضهم لأي بوادر سلام، أضف إلى ذلك استمرار إغلاق المرافئ الجوية الرئيسية والثانوية وفرض الحصار على ابناء الشعب اليمني من قبل دول العدوان لتستمر معاناة اليمنيين الى أجل” غير مسمى .