عبدالوهاب شمهان
السياحة بكافة مقوماتها ومجالاتها ونشاطاتها تمثل دعوة للانتصار والكرامة والشموخ وليست طريقاً للذل والاستسلام بل هي قوة تبرز بإنسانها المكافح في كل مناحي الحياة المدافع عن وجوده وكيان أمته فهو المتواجد في كل شبر من أرض اليمن وهو واحد من أولئك الرجال الذين يسعون بقوة من أجل الحياة والسلام ولايسعون للحرب من أجل الحرب وإنما لصد عدوان أشعل النار وأوقد البركان الذي لازال ينفذ من مكمنه بطيئا يبعث علامات الانفجار إنه غضب أمة اليمن أمة العرب . – إن البركان يظل محاصرا في جوف الأرض بحرارته وانصهاره وغليانه الشديد وزيادة ضغط الغازات المتولدة من ارتفاع الحرارة الكبيرة التى تذيب المعادن وتصهرها وتستمر في ذلك الانصهار والتفاعل بقدرة الله إلى أن يأذن لها بالانفجار والثورة وهذا العدوان والحصار هو الضغط الذي أوقد البركان اليماني الذي لا يرتد ولا يتراجع فلم يعد لديه خيار آخر إلا المواجهة . – في كل زمان يظهر نوع من أنواع السياحة لم تكن معلومة وفي هذا العصر فاجأ العرب العالم بنوع جديد من السياحة وفي اليمن أصل العرب هي السياحة الجوية العدوانية التي يراها المجتمع الدولي سياحة مسموحاً بها لأنها لإكساب طياريه المستأجرين خبرة وقدرة, فهم يجوبون أجواء مفتوحة سخرها لهم كل من شارك في هيكلة القوات المسلحة اليمنية ووجه بتدمير أسلحة الدفاع الجوي ومزق أوصال وحداته مهيئا الأجواء للسياحة الجوية المفتوحة لطيران التحالف المعتدي المدعوم امريكيا وغربيا وعربيا في بادرة هي الرابعة لجامعة العرب المسيرة وفق أجندة تفرضها دول النفط على مجموعة من الموظفين المكبلين بالمصلحة والدبلوماسيين الأكثر منفعة ومصلحة فصاروا من أجل منافعهم أدوات التدمير للعروبة متذرعين بقرارات مجلس الأمن الذي يشرعن الحروب ويدمر الشعوب ، والأعظم من ذلك بالنسبة للعدوان على اليمن شرعنة العدوان ممن يدعون شرعية الحكم متناسين أن الشرعية في الحكم الشوروي هي لأهل الحل والعقد ويمثلهم البرلمان ومجلس الشورى وفي الحكم الديمقراطي الشرعية للشعب وعبر ممثليه في البرلمان وقد تناسوا كل ذلك من أجل البقاء القسري على الحكم فأي وطن يقبل من دمره وقتل أبنائه . – إن سكان اليمن يتعرضون للإبادة اليومية بأكثر من مائة غارة جوية (سياحية )والى انطلاق الزحوف والمرتزقة في عشرات الجبهات مع قصف متواصل من البحر ، وبهذه الوحشية يبحث التحالف عن موقع الشرعية بين الأنقاض والأشلاء فدمر الحياة وقضى على البيئة وكل سبل الحياة وسفك الدماء لتتحمل الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي وزر كل قطرة دم يمانية . هذا هو المجتمع الدولي الذي يرى في اليمن موقعا جغرفيا استراتيجيا لا ينبغي أن يكون يمانيا فعملت أمريكا جاهدة على احتوائه ولم تفلح ثم وجهت عرب مجلس التعاون تقودهم اطماعهم لضرب اليمن واحتلاله تساندهم جامعة التدمير التي لا يخرج منها إلا الخبث ولا يصدر عنها إلا ما يجعلنا نصرخ بعلو الصوت اهدموا هذا البنيان الحاقد على العروبة والإسلام ، فلم يعد يشرفنا الانتماء إليه مع سيطرة الاستعمار الجديد وتجار الحروب ومرتزقة السياسة فبيدها دمرت العراق وسوريا وليبيا واليمن وبأموال النفط وبأيدي الإخوة العرب والأصدقاء دعاة الحرية والديموقراطية . هذا هو التحالف الذي يعمل للاستيلاء على جزيرة العرب وثرواتها فكان التعامل أللا إنساني مع الشعب اليماني صاحب التاريخ والحضارات أصل العرب الذي أخذ المسلك العدواني عبر الإبادة البشرية وحرق الأرض حتى صاروا أضحوكة العالم بعد أن كنا نفخر بعلاقتنا الطيبة بهم جميعا فجاء عدوانهم ليخرج أدرانهم ويكشف عن بواطن نواياهم الخبيثة ضد هذا الشعب اليماني في حق أطفال ونساء اليمن وشيوخها, في حق الحضارة والإرث التاريخي المدون على الأرض بالمدن والمعالم والآثار والتراث والفنون الشعبية والمأكل والملبس والرجولة والشجاعة والشهامة وفي حق المدنية العربية الأصيلة . إنه شيء مؤسف أن نكتب هذا الوجع و الألم والحسرة تسري في دمائنا على تلك الدول التي طالما احتفلنا بها لكنها لا تعرف من الحضارة إلا قشورها وتتجاهل كل القيم العربية والإسلامية والإنسانية . – أيها اليمانيون انقشوا تاريخ العدوان وأيامه على كل جدار وزاوية وفي قلوب أبنائكم والأحفاد حتى لا ينسى عدوان التحالف وما يسمى (الشرعية) فهم من قدموا لكم هدايا الموت والتدمير والحصار.. نعم من كانوا النخبة وصاروا الخيبة الماكرة ، هداياهم أطنان وأطنان من المواد المتفجرة المتنوعة السموم و المواد المحرمة دوليا والتي لا يبخل الملوك والأمراء والرؤساء العرب في تقديمها لأهل اليمن ونسائه وأطفاله عرفانا بالعروبة والإسلام ، تذكروا واذكروا أن الرد عليهم كان بالسلاح الشخصي والخفيف ثم نقل المعركة إلى عمق أراضيهم عندها فتحت خزائن الأموال التي نخرت فكر المجتمع الدولي وألبت الكيان الصهيوني وجمعت صوت الإعلام العفن وزادت مرتزقة العرب تطلعا لأموال النفط وقلوبهم تبحث عن مخرج تارة بالتهديد وأخرى بطلب الهدنة لبيع أيام وبالضغط والحصار الاقتصادي وهذا المجتمع يوقد النار ولا يشعر بآلام أمة ولا يفكر في شرعيتها الحقيقية التي تحفظ الأمن والسلام . – إن النخب الذين يعيشون فترة نقاهة وسياحة على حساب الدم اليماني وتدمير اليمن وحصار سكانه لا ينبغي الاستماع إليهم أو الحوار معهم وهم يشنون المعارك ويحملون السلاح لقتل إخوانهم في محاولات مستمرة للسيطرة الميدانية لكن الله لهم بالمرصاد مؤيدا وناصرا من يدافع عن الأرض اليمانية الأرض الطيبة وبالقدرات المحدودة المتاحة لدى البواسل من اليمانيين .صدقوني إن اليمانيين لايرغبون في الحرب ولا بقتال الإخوة لكنهم اليوم يحاولون إجبار التحالف على مراجعة العقل ومراجعة الضمير والدين فلا يحق لمؤمن قتل أخيه لكنه الاستعلاء والوهم الذي يساورهم في السيطرة على أمة عمرها آلاف السنين لا تذل ولاتهزم ، ومن هنا كانت الحاجة الملحة لزيارات سياحية محدودة المدة لمقصد سياحي عسكري بامتياز لصواريخ يمنية عابرة للمدن وقاطعة لمئات الكيلومترات عسى ان يعود العقل إلى الرشد ويعود الجميع الى التعاون من أجل الإخاء والسلام ونعود أخوة متحابين نحافظ على الجوار ونعيد إعمار ما دمرته قواتهم واعوانهم ونضمد جراح الأطفال والنساء وهذا هو الدافع الأكبر للقيام بأعظم رحلات سياحية جبلية تقوم على الحركة السريعة ومواجهة مخاطر لم يعهدها العالم بأسره في رحلة جماعية لأحفاد تبع ومعاذ ومعد كرب والقعقاع تمكنوا خلالها من قطع المسافات الشاسعة راجلين محطمين كل الموانع والحصون وآلاف من أجهزة الرقابة التقليدية والإلكترونية والأسلحة الآلية الحديثة والقناصات الكندية والدبابات والمدرعات الأمريكية والأباتشي وكل ما يخطر على البال من اسلحة حديثة تستخدم لأول مرة في تدمير اليمن وإبادة شعبه ، إنه العنف الذي ولد الإرادة وأحيا أمة اليمن وبعث فيهم روح القوة والبأس الشديد وثبت في قلوبهم الإيمان فكانت هي رحلة المقاومة بأفواج من الرجال لا تهاب الموت بل هم الموت لايرون أمامهم إلا النصر يقطعون طريقهم بسكون وصبر وجلد وقوة ودراية بالمسالك وكما يقال الأرض تقاتل مع أصحابها الذين لاتنقطع موجاتهم من الرجال الأسود الواثبة المتواصل خطوطها فيعجز عن اللحاق بها (الجان) فهم يسيرون في الأرض كسريان الدم في الجسد ويجرون فيها كجريان الماء في الصخر الصلب يمرون أمام أعين عدوهم ومن خلفه ومن تحته فما كان منه إلا أن يستعين بالمرتزقة بائعي أوطانهم والقادمين من كل حدب وصوب سعيا للمال …ومع كل ذلك تستمر الرحلة السياحية بأفواجها وقوافلها ومجموعاتها وأفرادها بصمت وسكون وعزيمة حتى يتحقق لها المبتغى وهو وقف الحرب ونزع فتيله وتحقيق السلام .