حسن الوريث
يفترض أن يكون اتحاد ألعاب القوى من الاتحادات التي لا تكل ولا تمل ولا تهدأ على اعتبار انه يدير أم الألعاب الرياضية لكنه على العكس من ذلك فضل البقاء في حالة السبات والسكون رغم انه كما نسمع وكما يروي الرواة يستلم مخصصاته ونفقاته التشغيلية مثله مثل باقي الاتحادات التي نراها حتى ولو مرة واحدة في العام من باب رفع العتب على نفسها.
اتحاد ألعاب القوى يديره عدد من الشخصيات التي كانت في يوم من الأيام من أبرز نجوم اللعبة وتدرجوا إلى أن صاروا أعضاء في الاتحاد والبعض منهم يمتلك ألقاب علمية والبعض الآخر له خبرة طويلة في المجال الرياضي والإداري والأهم أنهم تقريبا يمتلكون الخبرة الميدانية التي تؤهلهم لإدارة الاتحاد العربي وربما الدولي لكنهم عجزوا عن إدارة الاتحاد المحلي رغم كل ذلك.
قد يقول البعض أن هذا تحاملاً على الاتحاد وان هناك انجازات حققها الاتحاد وآخرها ميدالية ذهبية في البطولة العربية وبعض الميداليات المتفرقة هنا وهناك وان بعض أعضاء الاتحاد يعملون كمستشارين وخبراء لبعض الاتحادات الخارجية وربما يعدد انجازاتهم الفردية كإداريين وخبراء وأساتذة في الجامعات المحلية والعربية والرد البسيط على كل ذلك من داخل هذا الكلام نفسه وهذه الانجازات التي يتحدثون عنها ويسجلونها في سيرتهم الذاتية عند التقدم للتوظيف أو للترشح للانتخابات الرياضية وبكلمة واحدة لماذا لا نرى كل هذه الخبرات في ميدان العمل الحقيقي وفي مضامير اللعبة التي انتهت في البلاد أو كادت تنتهي بفضل خبراتهم فنحن لم نسمع عن إقامة أي بطولة محلية معتبرة منذ سنوات كما لم نسمع عن نشاط متميز واحد أقامه الاتحاد منذ فترة طويلة بل أن ما حصل هو تسرب كبير للاعبي ونجوم ألعاب القوى وهروبهم إلى دول أخرى للبحث عن فرص عمل في الرياضة أو أي حرفة أخرى وليس ياسر باغراب آخر الأمثلة على فشل الاتحاد فقد ظل يبحث عن فرصة له في بلاده لكنه لم يجدها عند هؤلاء ففضل الهروب وبتواطؤ بعض عباقرة الاتحاد الذين تحول البعض منهم إلى سماسرة لبيع وشراء اللاعبين وتهريب النجوم ومن يتوقعون لهم مستقبل لان اليمن من وجهة نظرهم لا تستحق أن يكون لديها أبطال ونجوم يمثلونها في المحافل العربية والإقليمية والدولية ويمكنكم أن تشاهدوا وتتعرفوا بل وتتأكدوا من ذلك بأنفسكم ولو ببحث بسيط ومتابعة غير متعبة.
اتحاد ألعاب القوى لم يكلف نفسه عناء العمل مثلما تفعل بعض الاتحادات ولا يمكن أن يكون الانقسام الحاصل بين أعضائه هو السبب فالكثير من الاتحادات لديها نفس المشكلة لكن الأعضاء المتواجدين في صنعاء يعملون ويجتهدون ويقومون بأبسط الأنشطة التي ترفع الحرج عنهم حتى اتحاد الطائرة الذي ضربنا به المثل في النوم مازال البعض فيه يذهب ويأتي وينظم بعض الأنشطة رغم أن اللعبة انتهت من أندية كثيرة لكن ألعاب القوى هي الوحيدة التي لم تعد موجودة سوى بإصرار بعض المدربين الذين يقاومون الاتحاد ومنهم فرع ذمار الذي يحاول أن يصارع العتاولة من اجل البقاء لهذه اللعبة وانطلاقا من حب بعض المدربين الذين يديرون فرع محافظة ذمار للعبتهم وإخلاصهم لها ونتمنى أن تسير بقية الفروع مثله.
طبعا رسالتي هنا سأوجهها أولاً للاتحاد بكافة أعضائه والذين تربطني ببعضهم علاقة متميزة وتتمثل في تذكيرهم بواجباتهم تجاه لعبتهم خاصة أن معظمهم كانوا أبطالا لها ويمكنهم أن يفكروا في كيفية إخراج ألعاب القوى من مأزقها وأن يعرفوا أن بلدهم في حاجة لخبراتهم وتجاربهم وأن اليمن منجم لنجوم ألعاب القوى يمكن أن نصنع منهم أبطالاً عالميين كما أن بلادنا يمكن أن تكون مركزا إقليميا لألعاب القوى لو استثمرنا إمكانياتنا بالشكل الصحيح أو عليهم أن يستقيلوا لاني اعتقد أنهم لن يرضوا لأنفسهم البقاء في مكان لم يستطيعوا من خلاله خدمة لعبتهم لأنهم يعرفون معنى ذلك جيدا فيما ستكون رسالتي الثانية لوزارة الشباب ممثلة بقطاع الرياضة الذي كان وكيلها اليوم احد مسئولي اتحاد ألعاب القوى في ذلك الزمن الذي كان فيه شيئا من الجمال ويساعد في انتشال وإنقاذ ألعاب القوى مما هي فيه وأنا اعتقد بل وعلى ثقة أن رسالتي وصلت إذ لا يمكن أن نقبل أي أعذار من هؤلاء الذين كانوا في يوم من الأيام نجوما وهم اليوم في مكان العمل الحقيقي فلا يقبل الفشل منهم ونحن على استعداد كإعلاميين أن نعينهم ونقف إلى جانبهم إذا صدقت نواياهم وتحركوا في اتجاه إنقاذ لعبتهم وإيقاظها من نومها العميق حتى لا يتحول إلى وفاة واللبيب بالإشارة يفهم.