ترقبوا من هو قادم
عباس الديلمي
لا بد من مقدمة بسيطة للدخول إلى موضوعنا، فبالأمس القريب عقد الرئيس الأمريكي ترامب مع نظيره الفرنسي مؤتمرا صحافيا ومما قاله.. أن أمريكا هي من تحمي دولا عربية نفطية وأنه بدون هذه الحماية لا تستطيع تلك الدول البقاء لأسبوع وأن أمريكا أنفقت على حماية تلك الدول خلال ثماني عشرة سنة فقط سبعة ترليونات دولار أمريكي.
من آخر مقولات ترامب عن تلك الحماية نخلص إلى القول: هل يمكن لدول في مقدمتها المملكة السعودية طبعا لا تستطيع حماية نفسها وضمان بقائها لأسبوع واحد بدون الحماية الامريكية, هل يمكن لها أن تشن حروبها التدميرية على دول عريقة كالعراق وسوريا وليبيا, وأن تشن هذه الحرب العدوانية الاجرامية على اليمن بدون أمريكا الحامية ؟؟
الجواب بالطبع ، وهذا ما يجعلنا نقول ،أن قاتل الرئيس الشهيد صالح الصماد ومن قبله الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي هي أمريكا أولا والسعودية ثانيا وهذا في نظري هو ما جعل قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه التأبيني يضع امريكا أولا والسعودية ثانيا في تحديده لقاتلي الرئيس الصماد.
في مدينة الحديدة – ثغر اليمن- اتضحت للرئيس الحمدي مؤامرة العملاء لقتله ولهذا القى خطابه الشهير وآخر خطاباته الصريحة مع الشعب مختتما اياه مستشهدا بقول الشاعر :
ولست أبالي حين أقتل مسلما
على أي جنب كان في الله مصرعي
فانتقل إلى تعز ومنها إلى صنعاء ليلقى في الله مصرعه, بمخطط أمريكي- سعودي وعمالة يمنية ولوكنا في حالة حرب مع السعودية لجاءت طائرة (درونز) وقتلته في سيارته كما فعلوا مع الشهيد الصماد.. في مدينة الحديدة.
وإذا ما كان القاتل للرئيسين واحد فان السبب هو نفسه ايضا كلاهما أراد جوار الند للند مع السعودية لكف أذاها عن اليمن, كلاهما اراد أن يمتلك اليمن قراره السياسي والاقتصادي والسيادي على أرضه كلاهما رفض الخضوع للوصاية والهيمنة وأن يكون اليمن حديقة خلفية لهم – كما يحلو لهم تسميته- وكلاهما اعتبر التنازل عن السيادة اليمنية خيانة للشعب وأجياله وكلاهما خلا وطهر من الرواسب والأمراض الاجتماعية كالسلالية والمذهبية والمناطقية وغيرها من الأمراض التي تقوم عليها السياسة السعودية منذ نشأتها لبسط هيمنتها ونفوذها تحت الجناح الامريكي الصهيوني.
وعند مبدأ مشروع بناء الدولة الحديثة ومحاربة الفساد والخيانات السياسية والاقتصادية يلتقي شهيد حركة 13 يونيو التصحيحية وشهيد ثورة 21 سبتمبر التحررية.. ومع ذلك نقول لا خوف على اليمن ما دام يمتلك مبدأ التحرر من الهيمنة والوصاية والتبعية ويمتلك عقيدة التضحية والبذل من أجل ذلكم الهدف والمبدأ النبيل المشروع.
لا نحتاج إلى أصدقاء كبار ولا إلى أسلحة تنفق عليها الترليونات ما نحتاجه أولا هو القائد الكبير الذي به نكبر بما نحققه من إنجازات ومكاسب تبدا بامتلاك القرار وتحديد الهدف والغاية.
وعندما نفقد قائدا كبيرا لا خوف علينا ولن ينال منا عدو أو خائن أو متآمر فما فقدنا قائدا كبيرا إلا وأنبت دمه الطاهر أكثر من قائد كبير وهذا ما يقوله الواقع, هو أننا نمتلك القادة الكبار حتى على مستوى الجبهات وساحات المواجهة وانظروا كم قائد كبير لقي الشهادة في ساحات التصدي وكم قائد خلفه وبأي إرادة وباس وما عليهم إلا أن يترقبوا مقدمه حتى يؤمنوا بحسن الجوار وحق الشعوب في امتلاك قرارها.
رحم الله قادة وهبوا أرواحهم من أجل هذا الوطن ومستقبل اجياله, والخلود لكل شهيد أنبتت كل قطرة من دمه الطاهر ألف بطل وبطل.. و…
الله أكبر ملء ساحتنا
وعلى الأكف علامة النصر