القائد الصماد
الحسين بن أحمد السراجي
مع خبر استشهاد القائد الصماد ظهر بعض الغوغاء الشامتين كلٌ بطريقته الساخرة يسوقون الشماتة القذرة , الظاهرة منها والمبطنة !!
رثيت لحالهم وهم يسخرون إذ لا يفهمون ولو فهموا فلن يعترفوا لأن بينهم وبين الحق عداوة ويربطهم بالتعصب وفجور الخصومة علاقات أبدية .
إنني لم أكن أتوقع بأن الرئيس الشهيد ومع قِصَر المدة التي أمضاها وفي هذه الظروف العصيبة يملك هذه الجماهيرية والقاعدة العريضة من المحبين !!
لقد فاجأني ذلك كما فاجأ غيري وترك المشهد الحزين حجم الفاجعة التي أصابت القلوب بفقد الرئيس البطل الذي لم يمض عليه في كرسي الرئاسة الناري عامان لكنه:
– الرئيس المقاتل .
– والرئيس المحارب .
– والرئيس المواجه .
– والرئيس المتحرك .
– والرئيس المسؤول .
– والرئيس المهاب .
– ورئيس التحدي .
– وصاحب الكلمة الطيبة والتواضع الجمِّ والصوت المتوازن والحُجَّة والمنطق .
– وهو الخطيب المفوه وذو الطلعة البهية !!
أثبتت الأحداث الكبيرة بما فيها استشهاد الرئيس الصماد أننا نخرج من هذه الأحداث أقوياء وأن فقدان قائد واحد يصنع منا ألف قائد .
رغم الدروس التي لقَّناها العدو خلال سنوات الإجرام إلا إن حثالات الأمم لم يستوعبوا أنه كلما سقط منا شهيد تمسكت بنا الأرض أكثر وكلما قتلوا منا أكثر اقتربوا من نهايتهم أكثر وأكثر .. رمال الوطن جُبِّلت بعشقنا وأزهار أرضنا ارتوت بدمائنا فأنَّى لكم أن تهنئوا بعيشٍ وفي أطفالنا نَفَسُ حياة ؟!
إذا مات منا سيد قام سيدٌ
قؤول لما قال الكرام فعولُ
كلما سقط منا شهيد فإن الزمان لا ينتهي هناك ولن تنقطع سلسلة الأبرار وكل شهيد يسقط يحمل اسمه ورسمه وبندقيته ويخلفه عشرات الأبطال الذين يعانقون المنايا مبتسمين .
إذا مات منا ماجد قام ماجد
له نسبٌ في الماجدين كرامُ
يا نفايات الشعوب : كلما سقط منا شهيد آمنا وأوقنا أننا على الحق وأنكم على الباطل وأننا مظلومون منتصرون وأنكم ظالمون مستكبرون!!
نحن لا نندب شهداءنا ولا نشجب مصابنا ولكننا في مثل هذا المصاب وفي استشهاد رئيسنا نُهنِّي ونتبادل التهاني (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون . نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون . نزلاً من غفور رحيم )) .