في ظل غياب الدور المصري الريادي في المنطقة … بوابة القاهرة تتعرض لعدوان ثلاثي
محمد صالح حاتم
كانت مصر هي الدولة الرائدة وصاحبة القرار في المنطقة العربية والقارة الأفريقية نظرا لموقعها ومساحتها وكثافتها السكانية ،مصر التي دعمت وساعدت الثورات التحررية في البلدان العربية والأفريقية ضد المحتل والمستعمر.
ولكن هذا الدور وهذه المكانة التي كانت تحتلها مصر في منطقتنا العربية ،اليوم غائب ،خاصة بعد أحداث ما سمي (بالربيع العربي )وتولي السيسي الحكم في مصر ،فضاع صوت مصر وغاب دورها مما يجري في المنطقة وأصبح المال هو المسيطر وصاحب القرار السياسي العربي ،فأصبح المتحكم به والمسيطر عليه دول وممالك النفط الخليجي، بن سلمان وبن زايد وتميم.
فمصر العروبة شريك في تحالف قوى العدوان على اليمن ،الذي قتل عشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين،واحتل أجزاء من الأراضي اليمنية واحتل سواحل وجزر اليمن وأقام عليها قواعد عسكرية أمريكية إسرائيلية في البحر العربي والبحر الأحمر الذي يعتبر باب المندب البوابة الرئيسية لقناة السويس ،والذي يعتبر تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري.
ولكن الانبطاح والخضوع المصري وصل إلى أبعد من ذلك،فالسيسي يتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية،وأجزاء من صحراء سيناء مقابل المال والمساعدات السعودية لمصر ،وكذا ضمان بقاء السيسي رئيسا لمصر وهذا مارأيناه في الانتخابات المصرية الأخيرة الهزلية.
واليوم في ظل ما تعرضت له سوريا قلب العرب النابض من عدوان ثلاثي من قبل أمريكا وبريطانيا وفرنسا،والذي أيدته وباركته معظم الدول العربية خاصة الخليجية ،وهذا ليس بمفاجئ لنا ،لكن كان موقف مصر سلبيا جدا والذي أعربت مصر عن قلقها من هذا العدوان وانه لا يخدم السلام في سوريا،وهذا يذكرنا بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956م وموقف سوريا الرافض للعدوان ووقفها إلى جانب مصر ،وإعلان سوريا هنا القاهرة من دمشق،
فدمشق هي بوابة القاهرة ،فأمن دمشق واستقرارها جزء لايتجزأ من أمن واستقرار مصر خاصة والوطن العربي عامة.
فعندما غاب الكبار وغاب العقل والمنطق العربي،وأصبح القرار بيد الصغار والجهال وأصحاب المال، وهذا خدمة لإسرائيل والأمريكان ،فأن العدوان والقتل والدمار لن يتوقف على اليمن وسوريا،بل سيصل إلى كل بلد،وفق ما هو مرسوم ومخطط له ،تنفيذا لمشروع دولة بني صهيون وعاصمتها القدس الشريف.