> دعوا إلى تكريس العمل الإنتاجي والتنموي.. أكاديميون لـ”الثورة”
> د. الصغير : على الحكومة التوجه نحو الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب
> د. الحوالي: تعزيز الشفافية والنزاهة من أولويات بناء دولة المؤسسات
> د. العرامي: العدوان والحصار فرضا علينا اجتراح الحلول ومعالجة الأضرار الاقتصادية
لقاءات / محمد ابراهيم
تعزيز الرقابة وتفعيل أطر العمل المؤسسي في أجهزة الدولة ومواصلة مكافحة الفساد وتعزيز دعم الجبهات الداخلية حتى النصر في ظل العدوان الغاشم ذلك ما أكد عليه مختصون واكاديمون ترجمة وتنفيذا لشعار مشروع بناء مؤسسات الدولة الذي اعلن عنه القائد الاعلى للقوات المسلحة صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى في كلمته التي ألقاها امام الحشد المليوني بمناسبة الذكرى الثالثة للصمود..
وشددوا في احاديث لـ “الثورة” على ضرورة مشروع بناء مؤسسات الدولة وتكريس أطر العمل المؤسسي لما في ذلك من أهمية على طريق تامين العبور إلى مستقبل الاعمار والبناء.. متطرقين الى إمكانية تجاوز كل العقبات الاقتصادية والأزمات الراهنة في مواصة الصمود المقرون بالعمل المؤسسي.. إلى التفاصيل:
“يد تحمي ويد تبني” شعار المشروع الجديد لدولة المؤسسات التي أعلن عنها رئيس المجلس السياسي الاعلى صالح الصماد القائد الاعلى للقوات المسلحة , والنابع من الإحساس بحجم التحدي وصعوبة المرحلة, ويعد الشعار وفقاً لأكاديميين خارطة عمل واضحة المعالم والأهداف من خلال التصدي للعدوان ومواصلة البناء وإرساء مداميك العمل المؤسسي في مختلف الوحدات الحكومية والرسمية خصوصاً القطاعات الاقتصادية بشتى توجهاتها, ذلك ما أكده الدكتور فوزي الصغير مستشار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.. مضيفا: لقد حاول العدوان خلال الثلاث سنوات من العدوان تدمير البنية التحتية لكل المنشآت الاقتصادية واستطاع بحصاره لكل المنافذ أن يوقف عملية التنمية في البلد..
واستدرك قائلاً: ورغم ذلك جسد الشعب اليمني اعظم صورة للصمود والتحدي مما جعل قوى العدوان تحتار إزاء الصمود الأسطوري لهذا الشعب خاصة أن أغلب الموانئ تحت سيطرة العدوان وأن مقومات المعيشة لا تدخل لهذا البلد المحاصر..
واضاف الصغير: إن خطاب الرئيس الصماد يوم 26 مارس يعد خارطة طريق وبعنوان “يد تحمي ويد تبني” وإن التوجه اليوم نحو البناء المؤسسي لكل مؤسسات الدولة والاستغلال الأمثل للمتاح من الإيرادات بل ووضع الأولوية للرقابة على الإيرادات ولن يتأتى ذلك إلا بتفعيل الأجهزة الرقابية في الدولة وكذلك التوجه نحو الزراعة باعتبارها أحد أهم مكونات التنمية التي يجب أن يكون هناك توجه من قبل الحكومة للوصول للاكتفاء الذاتي من الحبوب وزراعة المساحات في جميع مناطق الجمهورية في زراعة الحبوب واستغلال موسم الأمطار القادم لإنتاج الحبوب الذي يعد الأمل في إخراج اليمن من محنته في جانب الغذاء الذي يستغله العدوان بالدفع إلى تجويع الشعب اليمني بمختلف وسائله الوحشية.
توجيه الطاقات البشرية
بدوره أكد نائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور خالد الحوالي ان الاتجاه بالطاقات البشرية والشبابية بالذات نحو العمل البنيوي الجاد والخادم لبنية الاقتصاد الوطني في البلد في ظل العدوان والحصار يوجب التركيز على التعليم الجامعي التطبيقي في المقام الأول لخلق فكر إنتاجي عام يحرك الشباب في مسارات التنمية المستدامة وإخراج الطاقات الكامنة من مربعات الانتظار لانتهاء العدوان والحصار والاعتماد على المساعدات والاعمال الإغاثية، الى فضاء المبادرات الفردية والجماعية في ميدان الإنتاج والبناء والإعمار.
وأشار إلى أن شعار ” يد تحمي ويد تبني “- الذي ورد في كلمة الرئيس صالح الصماد بمناسبة الذكرى الثالثة للصمود ضد العدوان السعودي الامريكي- هو الدائرة المحورية للبناء والصمود التي يجب أن تلتف حولها حركة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، وفئات وشرائح الشعب اليمني، ولما من شانه ترجمة هذا الشعار الى واقع ملموس في كل مناحي الحياة، كتعبير صادق عن معاني ودلالات الوفاء للتضحيات الجسام التي بذلها الشعب اليمني وللبطولات التي سجلها الجيش واللجان الشعبية بأحرف من نور مضحين بأرواحهم دفاعاً عن حياض الوطن وفي سبيل عزة وكرامة اليمن واستقلال قرارها السيادي والسياسي..
وقال الحوالي: بمناسبة مرور ثلاثة أعوام من الصمود والثبات في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا.. لا يسعنا إلا أن نكرر التحية والاجلال لأسر الشهداء والجرحى وللمجاهدين في جبهات العزة والشرف وللأسرى لدى قوى الغزو والاحتلال وللشعب اليمني الصابر المحتسب .. ونثمن ما دعا إليه فخامة الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى وهو شعار وغاية استراتيجية مهمة جدا .. لا سيما وبلدنا يمر بمرحلة فاصلة وعصيبة واستثنائية .. وهنا يجب على الحكومة أن تترجم هذا الهدف والغاية الاستراتيجية إلى برنامج عمل وخطة حكومية تحدد فيها الأولويات لكل القطاعات في مسار التعبئة العامة والحشد وتعزيز الصمود ومواجهة العدوان .. والمسار المؤسسي وبناء القدرات وإرساء ثقافة العمل المخطط وما يتطلبه هذا المسار من تحليل لواقع المؤسسات وتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات .. ومن ثم تحديد الفجوات .. وبناء مصفوفات التطوير على أساسها .. وترسيخ قيم الشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد والعمل على أتمتة الأنشطة والإجراءات داخل مؤسسات الدولة والتقييم المستمر للأداء .. وتغيير الفاسدين والفاشلين من مواقعهم .. وإعطاء الأولوية كذلك لتحسين الخدمات وتنمية الموارد وتوجيهها نحو القطاع الزراعي والصناعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي لبلادنا في كافة المجالات…
استلهام دروس التاريخ
عبر محطات التاريخ اليمني اقترنت قصص الانتصارات والنجاحات الحضارية بقوة الدولة العادلة المنسجمة والمتناغمة مع ارادة شعب يرفض التبعية لقوى الخارج ويضحي في سبيل الاكتفاء الذاتي من موارد البلد المتاحة وإعمال الفكر والعقل والسواعد.. كما ان قوة الدولة العادلة قرنت بالقيادة التي يتجلى فيها البعد الملبي والمستجيب على الدوام لكل تطلعات الشعب اليمني..
هذا ما ألمح اليه استاذ التاريخ في جامعة عمران الدكتور أحمد العرامي.. مؤكدا أن تحدي العدوان يفرض استجابات تجترح الحلول وتعالج آثار ونتائج العدوان على مختلف المستويات والاصعدة وخاصة الآثار الاقتصادية بسبب العدوان الذي يحاول تركيع الشعب اليمني عبر الاقتصاد بعد أن فشل الخيار العسكري نظرا للصمود الأسطوري الذي قدمه الشعب اليمني وجيشه الباسل ولجانه الشعبية البطلة.
لقد جاءت دعوة الرئيس صالح الصماد تحت شعار يد تحمي ويد تبني من أجل تطوير البناء المؤسسي وتطبيق سيادة القانون وإيجاد حلول اقتصادية تسهل عيش الشعب اليمني الذي يواجه عدوانا لا مثيل له في تاريخ البشرية ولذا أصبحت مظلومية الشعب اليمني هي الأفدح في تاريخ الإنسانية المعاصر وان إيجاد الحلول الاقتصادية يستلزم تكاتف الجميع وتفعيل كل مؤسسات الدولة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وترسيخ مبادئ الشفافية..