جاءَتِ الرابعة

 

صلاح الشامي

مَرَّت ثلاثٌ، جاءتِ الرابعة
والحُلمُ نفس الحُلمِ يا رابِعة
الحزمُ لم يَحزِم ويَحسِم سوى
في الفَرِّ بَعدَ الفَرِّ يا … واقِعَة
تَناهَشَت أكبادَهُم في الرُبى
آسادُنا، فاستَشرَتِ الفاجِعة
عدوانُ أمريكا انطوى حسرةً
يلهثُ في المائدةِ الواسعة
لم يَحتَمِل في خِزيِهِ غيرَ أن
يُشبِعَ بَطناً لم تزل جائعة
أفنى ملوكُ النفطِ مَخزونَهُم
في خِدمَةِ المَخدومةِ البائعة
مَرَّت ثلاثٌ، جاءتِ الرابعة
والخِزيُ نفس الخزيِ يا ضائعة
*** *** ***
مَرَّت ثلاثٌ من سنين، بها
باعَ السنونو شَمسَهُ السابعة
مَرَّت، وما مَرَّت بأحلامِهِ
إلّا ذُرى أحلامِهِ الشاسِعة
تآكَلَ الغَزوُ على نفسهِ
واستُنقِضَت آمالُهُ الـ (رائعة)
تأكَّدَت في ذِهنهِ أنّهُ
في سَبخَةٍ أعماقُها فاقِعَة
هَبَّ اليمانونَ على جُندِهِ
كالنارِ في أرتالِهم والِعة
مَرَّت ثلاثٌ، جاءتِ الرّابِعة
والغَزوُ لم يَعكِس بهِ طالِعَه
*** *** ***
مّرَّت ثلاثٌ، والدماءُ التي
صارت بِحاراً لم تَزَل يانِعَة
والعالَمُ الدونِيُّ في صَمتِهِ
مُستَسلِمٌ للأنفُسِ الخانِعة
وكلَ يومٍ مِن (ثلاثٍ) يَرى
ما يُنتَسى في (نَشرةِ التاسِعة)
بَعضُ الذينَ الغَزوُ يَصطادُهم
إعلامُهُ أضحى لهُ تابِعة
تراهُ في وادي العِدا هائماً
والناسُ في وادي الإبا ضالِعَة
أبطالُنا الأفذاذُ لم يَرعَوُوا
عَن طَبعِ هامِ الغَزوِ بالرّادِعَة
كَسرُ الزُحوفِ اليومَ أضحى بِلا
عَدٍّ، تَعَدّى الشُّهرَةَ الشَّائعَة
والغَزوُ لم يَحمِل سوى دَفعِهِ
بالأنفُسِ المَنهوكَةِ القابِعة
يَستَخدِمُ الإيغارَ بينَ الإخا
مُستأثِراً بالثروةِ القابِعة
مَرَّت ثلاثٌ، جاءتِ الرابِعة
والأنفُسُ المَرضى بها سامِعَة
*** *** ***
مَرَّت ثلاثٌ يا عيونَ الوَرى
يا عَينَ إنسانِيَّةٍ دامِعة
مَرَّت وسيفُ الغزوِ يُدمي النَّدى
والبعضُ مثلَ الأنعُمِ الراتِعة
طُفولَةٌ مَذبوحَةٌ تُزدَرى
وكم (رَسَامِيلُ) بها طالِعة
بِيعَت قضايانا بأيدي السِّوى
وبيننا أيدٍ لها طائعة
مَرَّت ثلاثٌ، هِلَّتِ الرابعة
والغَدرُ نفسُ الغدرِ يا خادِعَة
*** *** ***
يا مَملكاتِ النفطِ كم صارَ لي
نَعلٌ على تيجانِكِ اللامِعَة
آبارُكِ المَلأى بِثَرواتِنا
أضحَت هي القوّادَةَ البارِعَة
يا خِزيَها الأعرابُ كم أجلَبَت
للخيمةِ المَدفوعَ والدافِعة
الواحَةُ الخضراءُ بِئرٌ بِها
تُلقى رُجولاتُ المُنى الراجِعة
والقصرُ ماخورٌ لقوَّادَةٍ
قادَت سبايا عَرشِهِ القانِعة
والناسُ في سَكراتِها سَكرَةٌ
أخرى بإعلامِ العِدا راضِعة
حتى متى يا ليلُ لا تَنجَلي
حتى تُوَفِّي مَهرَها الرَّابِعة
مَرَّت ثلاثُ، انهَلَّتِ الرابِعة
فيها تَلالا شمسُنا الناصِعة

قد يعجبك ايضا