نظرة على عجالة في خطاب قائد الثورة

1000يوم من الصمود اليمني واستراتيجية المرحلة الجديدة

 

فاضل الهجري

وأنا أتابع كلمة السيد عبدالملك الحوثي مساء الثلاثاء الماضي بمناسبة صمود هذا الشعب العظيم 1000يوم في وجه أبشع عدوان وحشي عرفه التاريخ البشري على الإنسان اليمني بل والإنسانية اجمع أدركت جيدا كيف رسم السيد القائد خطوط المرحلة القادمة وعناوين الإستراتيجية الجديدة داخليا وخارجيا ومن يتأملها فسيدرك بيقين ان مرحلة في التاريخ اليمني طويت بجميع ما شهدته من وصايات وتبعيات وإخفاقات وما أكثر الاخفاقات في مسيرة البناء..
لقد أعلنها السيد القائد أمس مدوية بأن مرحلة جديدة في المسيرة الوطنية وفي مختلف المجالات ابتداء من استراتيجية المواجهة مع عدو لم يرعو لحظة وحدة خلال ألف يوم أو 24000 ساعة أو مليون و440 ألف دقيقة من الزمن ولم يترفع عن قذارته وهو تستهدف الأحياء والأموات والحضارة والتاريخ والإنسانية والمدنية والبشر والشجر والمدر في يمن الإيمان والحكمة..
إن كل ما سبق تم وفق استراتيجية تطلبتها آخر أيام المرحلة المندثرة لكنها ابتداءً من اليوم ستتغير وسيشهد المعتدون استراتيجية جديدة تنتقم لهذا الوطن من كل من تجرأ لأن يستبيح ترابه أو يستهين بكرامة أبنائه بما في ذلك أولئك الراضون ببيع الأرض والعرض لأسوأ ساقطي الأخلاق والقيم في التاريخ الإنساني..
ستشهد المرحلة القادمة ان كل قطرة دم أريقت ستكون فوهة بركان يزلزل العروش التي يتربع عليها المعتدون الآثمون وستكون أخاديد نار وقودها العملاء والخونة والمرتزقة .. هكذا اوحت كلمة السيد القائد اليوم ومن لم يدرك ذلك فسيدركها وان متأخرا وهو يرى عرشه يتهاوى إن كان على رأس نظام من أنظمة شركاء العدوان وان كان من مرتزقتهم وعملائهم فسيجد نفسه خلال الأيام القادمة حطبا في اخاديد الابتلاع للساقطين..
وكما مثلت تلك الكلمة توضيحا شاملاً لاستراتيجية المرحلة الجديدة في مواجهة العدوان والرد على أساليبه وفق عدالة الخالق القائمة على نظرية العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص فكذلك ستكون استراتيجية المرحلة الجديدة على المستوى الداخلي وفقا لنظرية لا للاتكالية المذمومة ولا لنهب وسرقة خيرات وعطاءات هذا الوطن لتكديسها بأيدي قلة من المحيطين بصاحب القرار الأول في البلاد كما كان في المرحلة الماضية ولن يكون هناك توزيع طبقي اقطاعي كما كانت خارطة المرحلة المنتهية بداية من كبار مشائخ القبيلة الذين ارتهنوا للخارج مستسلمين بكل ما امتلأت أنفسهم من ذل وهوان لقوى خارجية كل همها أن تدمر إمكانية بلد الإيمان والحكمة وانتهاء برجال السياسة والإدارة في البلاد بمختلف درجاتهم الذين لم يعرف البلد منهم قرارا وطنيا واحدا صدر بمشاعر السيادة الوطنية أو كتحرر من بقايا أوساخ وفضلات أذناب الأذناب التي تسابق اللاهثون عليها على اطمار وأكواب قذارات سيد الأذناب ولاعقي احذية حجاب حجابهم بما في ذلك فقهاء المسح على الخفين وفق مفهوم الانتهازية السياسية والأطماع الثرائية المزيفة لتتحول إلى ثقافة لعق الأحذية باسم الدين وطاعة ولي الأمر وان جلد ظهرك..
اليوم وضع السيد عبدالملك الحوثي النقاط الواضحة على الأحرف المنقوشة كعنوان للمرحلة القادمة لخارطة الوطن الجيوسياسية الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والفكرية وهو يجيد توصيفه لحالة الفشل التي عاشتها البلاد خلال عقود المرحلة الماضية التي اضاعت من عمر اليمن عدة عقود في الفوضى والتبعية والوصاية والانهزامية والتي تركزت في ادارة البلاد بفكر ورؤى مديري الأزمات..
ألف ليلة وليلة من صمود اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا بما فيهم المعاقون والعجزة امام عدوان لم يستثن أحدا من الأحياء في وطن الأيمان والحكمة بل ولم يستثن من قذارته وحقده ووحشيته حتى أولئك الذين قضوا حياتهم منذ عشرات السنين..
بهذه المناسبة أراد قائد الثورة ان يحدثنا عن استراتيجية مرحلة جديدة في هذا الوطن .. استراتيجية خالية من رؤى الانتهازية والمحسوبية والفوضى واللا تخطيط في بناء دولة ذات أسس سياسية واقتصادية واجتماعية ثابتة التوجه والخطوات تقوم على أسس الاعتزاز بالذات اليمنية وغايتها الرفع من مكانة الإنسان اليمني فكرا وسلوكا وكرامة..
استراتيجية الاعتزاز بالهوية والانتماء لمجتمع يعد تاريخيا من مؤسسي الوجود الإنساني في التاريخ ..
بلد منه تكاثرت الأمم والمجتمعات في أرقى وأخصب المناطق الإنسانية على مدى القرون الماضية..
اليوم فقط على الجميع أن يدرك انه لم يعد هناك مجال لاستمرارية ثقافة “شادني واشاديك أو شايلني واشايلك” التي اعتاد عليها المتسلطون وبطائنهم خلال الفترات الماضية وإنما هي مرحلة الأكفأ والأجدر والأقدر على العطاء والأكثر استشعاراً للمسؤولية والواجب تجاه الشعب والوطن..
الرسمية التي اعتاد المتربعون عليها عليهم ان ينزلوا عن كراسيهم الكرتونية وان يتخلوا عن منابر المحسوبية وان يترفعوا عن النهب وسرقة الأرض والإنسان اليمني..
من لم يستوعب خطاب السيد عليه ان يتأمل تركيز قائد الثورة على الـ12 نقطة التي سبق وان أعلنها وكرر الحديث حولها أكثر من مرة..
فانه هذه المرة يحدثنا وفق إستراتيجية الإلزام واللا تراجع عن تنفيذها بالحرف فلم تعد هناك مساحة تمكن البعض من الاختباء في أي من أركانها أو خلف أي صخرة أو كثبان فيها لأنه لم يعد فيها ركن يأوي إليه فاسد ولا صخرة تتحدى فاس الوطن..
اليوم نحن نسير في طريق إرساء مداميك البناء الوطني بكل مشاعر الفخر والاعتزاز السيادي المتحرر من كل وصاية أو تبعية لأي كان..
على الجميع ان يستوعب خطاب السيد القائد وان يدرك أن عقود الفوضى والانهزامية والاستلاب للقرار الوطني لم تعد موجودة ومن أراد أن يسير معنا وفق استراتيجية المرحلة الجديدة بكل شعور وطني فعليه أن لا يلتفت إلى الوراء أو يحن اليه فعجلة التاريخ لا تدور إلى الخلف وعليه أن يشد الخطى مشمرا عن ساقيه وساعديه نحو مستقبل بناء وطني خالص ونقي الهوى والهوية والفكر والرؤية والأهداف.. ومن أراد أن يعيش بين أكوام الماضي فمكانه ليس بيننا وطريقه اندثر بعد أن وصل نقطته الأخيرة..

قد يعجبك ايضا