عبدالوهاب شمهان
السياحة محلية ووافدة ولم يبق أمام بلدنا وشعبنا إلا الانتقال الداخلي ومن ثم تكون السياحة المحلية هي الرائجة والموجودة بفعل ذلك الانتقال الداخلي الذي ظل حيا برغم العدوان الأمريكي العربي المدعوم بالمساندة القوية من بعض دول الناتو المتسيدة على القرار الأوروبي مع بقاء النفس المعارض الشرقي للحرب في حياده الطويل ورصده الصامت لما يجري من عنف مروع للسكان في اليمن مجاراة منه للطرف الآخر لإبقاء توازن المصالح، فهل الدعوة لإغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية المغلقة أصلا والمفتوحة جزئيا تخدم الشرعية المزعومة أم هي حرب دولية على اليمن، وهل هذا يوقف دعوة الطرف المعارض للحرب والراعي للسلام وتجعل حركته فاشلة في ظل حرب غير متكافئة عسكريا وماديا سوف تؤدي إلى ما لا يمكن توقعه من الخراب والضحايا، لكن العدوان لن يحقق مآربه ولذلك لابد أن تكون حركة الدعوة إلى السلام ذات جدوى وشأن لوقف الحرب والحصار وإصلاح ذات البين العربية حتى لا يظل باب المواجهة مع الطرف الآخر وهو امريكا والغرب مفتوحا للتطور والمزيد من العدوان الظالم ؛
وهنا تجدر الإشارة إلى استغلال الباب الإنساني الخالص وباب المحافظة أيضا على المصالح الدولية في المنطقة لإيقاف العبث بالإنسان اليمني في أرضه والمهجر تحت مسميات ومبررات لا علاقة له فيها وإنما هي صنائع المخابرات الأجنبية، أما العرب فلا اعتماد عليهم حكومات وشعوب، فالجميع مرتهنون، إما من خلال الخشية على حكوماتهم وبلدانهم وإما قد باعوا كل جهودهم وطياريهم لهذا العدوان الذي ساعدته المخابرات الأجنبية ومراكز الدراسات التي قامت بعدة دراسات اجتماعية للبنية الاجتماعية اليمنية لم تتوقف منذ السبعينيات من القرن الماضي وما قبلها من السنين، فالبنية الاجتماعية اليمنية والمذهبية التي تم توظيفها للعدوان الآثم وبتفريق اليمانيين وتمزيق الصف الواحد وتشتيت القدرات البشرية والمادية وتآكل الجدار الصم بفعل الارتماء في أحضان الطائفية والمذهبية التي أشعلها العدوان ولازال يوقد نارها بحجج واهية لا يقصد من ورائها التسوية والتقارب ولملمة المبعثر من اليمن الواحد والذي صار مدعاة لهستيريا المصالح الدولية والمحلية التي بعثت بذلك النهج صراعات مسلحة رعناء لم يتضرر منها سوى المجتمع ولم يفقد فيها الأمن والاستقرار إلا المواطن.
إن الاستقرار الذي تقوم في ظله بنية الحياة العامة والخاصة لا يمكن أن يكون في ظل نزاع ومناكفات وصراعات ومواجهات مستمرة فتحت الأبواب للفساد القاتل لكل طموح في الحصول على قضاء عادل وأمن حارس ونيابة يبدأ فيها نفس العدل والقانون وهذا ما فقد واتخذه البعض وسيلة للارتزاق والامتهان للمواطن وهو ما يجعل الدعوة لإصلاح تلك الأجهزة من الضروريات الملحة والتي تتطلب تشكيل هيئة من العلماء ورجال القانون أولا لدراسة أماكن الخلل وتحديد نوعية الإصلاح وكيفيته وأسلوب اختيار البدائل .
إن الأمن والعدل هما جناحا الاستقرار وإعادة بناء الدولة ويعتمد اصلاحهما على التوافق الكامل بين اليمانيين، فالمسميات العديدة هي من الألقاب الداعية للمناكفة واستمرار الصراع فالرأي السليم أن الجميع لا يخرج عن الصف اليماني ولا يقبل أحد منهم أن تداس قدم محتل أرضه ولا يقبل بتغذية الصراعات القائمة المبنية على الطائفية وهي أداة استعمارية لقتل أهل اليمن بعضهم بعضا …
إن الوضع الحالي يستدعي التقارب ولم الشمل من أجل اليمن ومن أجل الشعب اليماني ونهضته وإعادة الحياة إلى طبيعتها ما لم فالكل سوف يتجرع نتائج تلك الفُرقَة الطائفية والمناكفة السياسية مع تدخل الرئيس الأمريكي ترامب ومشاركته الفعلية وبلده في العدوان على اليمن .
رؤساء الديمقراطية الغربية والرأسمالية الجديدة القائمة على سفك دماء الشعوب موجودون في العدوان على اليمن وها هي بصماتهم وأنيابهم تظهر في صخور اليمن وفي مساكن النساء والأطفال أولئك لم يتعلموا من الحروب وظلمهم للإنسان.
إن المؤامرة على اليمن بدأت بوضوح مع تشجيع الاختطاف للسياح ومهاجمة الأفواج السياحية ولكن لم تتم إعارة تلك الأحداث وتقييمها ودراستها بما يحقق الانتباه والقدرة على المواجهة فتراكمت الأحداث وتواصلت مسيرة المؤامرة بأيد يمنية ومال عربي وخبرات عربية وأجنبية وأعلام مزيف للحقائق إن ما يحدث اليوم ما هو إلا امتداد لمعركة متواصلة مرسومة بدقة وكلما فشلت خطة تبعتها خطة أخرى وكلما فشلت حملة تبعتها أخرى وصار الدم العربي المسلم مباحا سفكه حتى ارتوت الوديان والجبال والصحارى وبأيد عربية مسلمة وايد مستأجرة من كل بقاع الأرض ما بين طيارين وجنود بحرية وقوات برية ولم يعد العربي ذاك الإنسان الشهم وإنما صار دم الحيوان أغلى من دمه بسبب صراعات متراكمة للسيطرة على جنوب الجزيرة العربية اليمن الطبيعية، هذا الصراع سوف يلتهم تحالفهم ويدمر بنيانهم ويأكل بعضهم بعضا، فهل يسعدنا الدمار بين هذا العالم ابدا إنما هي المكابرة لقادة العدوان والدول الراعية الغربية له في البعد عن الرجوع إلى الحق وهي سياسة يتبناها الأمريكان وقيادتهم الذين تسيل الدماء وتنبع من بين أصابعهم دماء الأبرياء ومن حولهم تتراكم جثث النساء والأطفال والعجزة والأبرياء ومع ذلك كله تعلن دولهم سخطها على اليمن ولا تعلن استنكارها للهجمات الجوية لدول التحالف المعلومة للقاصي والداني. وهكذا يريدون اليمن تدخل في نفق الطائفية والمذهبية والصراع على السلطة والمال ليكون الاستقرار بعيداً عن حياة الناس والسكينة مفقودة ومن ثم لا أمن ولا عدالة ولا دولة، لكن الله غيور على دينه وغيور على عباده وستبقى السياحة دائما رمزا لوجود العدالة والأمن والاستقرار إذا توجه الجميع للبناء والإعمار والعمل بنزاهة ولجم الفساد والفاسدين والمستهترين بالأعراض وصاروا يداً واحدة ضد العدوان فلا مناكفة ولا توظيف للمواقف ولا هراء يجر إلى القطيعة.
فهل تتحقق سلامة النوايا في بناء اليمن والانتصار له وتنتصر النزاهة أم سيظل الفساد عنوانا لواقعنا المأزوم من قساوة الغزاة والظالمين .