كيف نعتمد على أنفسنا زراعيا؟؟

علي محمد قايد
ويل لشعب يأكل مما لا يزرع ويلبس مما لا يصنع
هل ينطبق ذلك علينا نحن أبناء الجمهورية اليمنية؟
قديماً كنا نستورد الفاكهة من الخارج ثم صدر قرار بمنع استيراد الفواكه من الخارج فكان قرارا ناجحاً لأن هذا القرار كان هدفه ألا نعتمد على غيرنا في الحصول على الفواكه طالما ولدينا أرض نزرعها ولدينا تربة خصبة وبلادنا تسقط عليها الأمطار باستمرار ولدينا مخزون مياه جوفية متجددة إذا ما هو المانع لأن نزرع أرضنا؟
لو سألنا أنفسنا ما هو الغذاء أو المادة الغذائية التي نعتمد عليها اعتماداً كلياً في غذائنا خاصة في المدن؟
الإجابة معروفة وهي مادة القمح ولكن من أين نحصل على القمح؟
معروف أن الجميع يقومون بشراء القمح من السوق والسوق يحصل على القمح من الخارج أي أن اليمن لاتزال تستورد القمح من الخارج
والسؤال الذي يطرح نفسه
هل نستطيع وقف استيراد القمح والقيام بزراعته في بلادنا؟
هذا السؤال لا أستطيع الإجابة عليه ولكن اترك لكم الجواب وللجهات المعنية
إذا لا زلنا بحاجة إلى مزيد من الوعي والإدراك والثقافة عن أهمية موقع بلادنا الاستراتيجي وأهم الخصائص والمميزات التي تمتاز بها بلادنا طبيعياً وجغرافيا وتضاريسيا ومناخيا ولا بد من العودة إلى الماضي ونعرف كيف كانت بلادنا موطن الحضارات التي قامت على زراعة الأرض وبناء السدود وكيف كانت بلادنا دولة مصدرة للمحاصيل النقدية مثل البن
إذا ماذا حدث ولماذا وصلنا لهذه الحالة من الركود الزراعي والاقتصادي ولماذا صرنا نعتمد على غيرنا في مأكلنا وملبسنا وغير ذلك؟
ما هو العيب الذي فينا وما الذي ينقصنا أليس لنا وطن وأرض ومساحة 555 ألف كيلومتر مربع وووووو؟
إذا ما هي الحكاية؟؟؟
الحكاية أننا في وقتنا الحالي أضعنا مجد وشهرة الأرض وشهرة ومجد الآباء والأجداد الذين شقوا الصخر وحولوا الجبال إلى مدرجات زراعية وتركوها لنا حتى نزرعها لكننا لم نسر على سيرهم إنما تطورت الحياة وظهرت التكنولوجيا والثورات الصناعية وتعددت أوجه العمل والأنشطة الاقتصادية وأهملنا الزراعة إضافة إلى المصيبة الكبرى التي ظهرت في حياتنا إلا وهي شجرة القات الخبيثة التي أكلت الأخضر واليابس
نعم إنها شجرة القات التي انشغل بها المزارع اليمني فزرع القات بدل البن والقمح والذرة والفواكه والخضروات وصار الجميع يعيشون للقات ومن أجل القات والحديث يطول عن الحديث عن شجرة القات واضرارها على الفرد والأسرة والمجتمع والاقتصاد والوطن بشكل عام ومع الأسف الشديد نجد الإهمال والتسيب واللامبالاة من الجميع خاصة الحكومات المتعاقبة وعدم اتخاذ موقف أو مواقف تجاه التوسع في زراعة القات بهذا الشكل الكبير وعدم اتخاذ أي خطوات وقرارات شجاعة تحث المزارع على التوسع في زراعة القات وحث المزارع على اقتلاع شجرة القات وزرع بدلا عنها محاصيل نعتمد عليها في غذائنا فنحن بحاجة لأن يكون هناك اكتفاء ذاتي في الحصول على الغذاء البلدي أو المحلي وليس الخارجي فالقضية ليست بهذه الصعوبة ولكن مع الأسف الشديد نحن شعب تعودنا على الكسل والتمتع بأكل القات وضياع الوقت والجهد في غير موضعه لا بد من توفر الإرادة والعزيمة والقوة وإذا كانت بلادنا تعاني من مشكلة الفقر والبطالة بشكل كبير في أوساط الشباب فلماذا لا يتم امتصاص ذلك عن طريق زراعة الأرض لماذا لا يتم معالجة هذه المشكلة عن طريق وضع سياسة وخطط ناجحة وتقديم الدعم للشباب العاطل عن العمل في زراعة الأرض خاصة بمحصول القمح وقيام الدولة بشراء ذلك المحصول من المزارع بنفس قيمته في السوق حتى يتم الإنتقال إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي ولو تدريجيا وحتى يجد الشباب العاطل عن العمل فرص عمل مربحة يفيدون أنفسهم ويعيدون مجد وشهرة وطنهم ويسيرون على نفس خطى الآباء والأجداد فالزراعة ليست عيباً إنما هي مجد وشرف ورفعة فزراعة الأرض خير من التسكع والإهانة في دول العالم خاصة الدول المجاورة إزرع أرضك بكرامة خير من عيشة الاهانة والضياع في الدول الأخرى ويعلم الجميع بالكارثة الاقتصادية التي حلت على اليمن بسبب العدوان الغاشم على بلادنا والحصار الجائر وأخيراً سد المنافذ وهذا انعكس سلبياً على الوضع الاقتصادي والمعيشي بشكل عام فقطاع الزراعة كان ولا يزال أحد القطاعات المتضررة من كل ذلك حيث استهدف العدوان العديد من المشاريع الزراعية خاصة في صعدة وغيرها من المحافظات كما توقف العمل في العديد من المشاريع الزراعية مثل الحواجز والسدود وغيرها من مشاريع الري وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن قيادة وزارة الزراعة والري ممثلة بالوزير الأخ غازي أحمد علي محسن وزير الزراعة والري والذي يعمل جاهداً على تطوير القطاع الزراعي رغم الظروف الصعبة حيث عقد لقاء موسعاً الأسبوع الماضي ضم قيادة وموظفي وزارة الزراعة والري وتوابعها تحت شعار
أولويات واحتياجات القطاع الزراعي لمواجهة العدوان
وهذا بدوره يتطلب دعم المجلس السياسي الأعلى لقطاع الزراعة

قد يعجبك ايضا