حب الحسين جهاد وعطاء
سعاد الشامي
حينما نتحدث عن ثورة قائدها هو سبط رسول الله وسيد شباب الجنة ثورة جذور أهدافها الربانية ضاربة بأعماق الأرض وأغصانها ممتدة إلى أعنان السماء وثمارها تؤتي أكلها لكل الأجيال، لاشك بأن الحرف سيصاب بالعجز والحزن أمام وقائع تلك الحادثة الحزينة بمجرياتها..العظيمة في جوهرها..
نعلم بأن ثورة الحسين عليه السلام هي الصورة الجلية لأسمى وأجل مبادئ وقيم البذل والتضحية لمقارعة أهل الباطل والجور فالحسين عليه السلام خرج ثائرا مجاهدا لإصلاح أمر الأمة ليعيدها إلى أحضان الدين الاسلامي الذي أتى به جده النبي الخاتم عليه وآله أفضل السلام بعد محاولة طواغيت وجبابرة وفسقة ذلك العصر الانقضاض عليه وآله وسرقة اسمه والعودة الى سابق كفرهم ولكن تحت مسمى جديد بعد أن أزاحوا من أمامهم عقبة الولاية ليصفى لهم جو الفسق والضلال..
إذاً حين يجسد الحسين عليه السلام على أرض كربلاء بدمه الطاهرة ودماء أصحابه ومظلومية أهله أول وأعظم ثورة في وجه العتاة المستكبرين!
حين يكون رأس الحسين هو ثمن التحرر من جبروت الطغاة، فمالمتوجب علينا كأحباب للحسين هل البكاء والشعارات والهتافات والمجالس كافية لاثبات حبنا له ؟!
أم أن حب الحسين يتطلب منا تجسيد مبادئه الثورية على واقع حالنا؟!
إذا ظللنا نهتف لبيك ياحسين ونحن نرى الظلم يمارس أمام أعيننا دون مقارعته فلسنا حسينيين.
إذا ظللنا نهتف لبيك ياحسين ولم نجعل ثورته هي النافذة التي نطل منها على أروع مظاهر الحرية والعزة والكرامة فلسنا حسينيين.
إذا ظللنا نهتف لبيك ياحسين ونحن عاجزون عن انتشال تلك الأفكار والثقافات الكاذبة التي أتى بها أعداء الحسين من واقع حياتنا وتثقيف غيرنا بخطورتها فلسنا حسينيين.
إذا ظللنا نهتف لبيك ياحسين وهناك الآف ممن يتضورون جوعا وأيدينا عاجزة عن انتشالهم من بين أنيابه وخلق مايناسبهم من الحلول ومشاريع التكافل الاجتماعي فلسنا حسينيين.
إذا ظللنا نهتف لبيك ياحسين ودول العدوان مستمرة في إجرامها ونحن لانحشد ولانبذل ولانرفد جبهات الفداء فلسنا حسينيين.
إذا ظللنا نهتف لبيك ياحسين وأقدام الاعداء والمرتزقة تنتهك قداسة أراضينا ونحن مرابطون في الصفحات لا الجبهات فلسنا حسينيين.