حمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مسؤولية تدمير أسس العلاقات بين البلدين، وقال إنها “أسيرة تصفية الحسابات داخل المؤسسة الأمريكية”.
وأكد الوزير الروسي في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن تدهور العلاقات الروسية الأمريكية “نتيجة مباشرة لسياسات إدارة باراك أوباما، التي دمرت أسس التعاون، ووضعت قبل رحيلها قنابل موقوتة فيها من أجل تعقيد حياة من سيخلفها”.
وأضاف أن “روسيا منفتحة على البحث عن سبل إنعاش العلاقات، سوية مع الإدارة الأمريكية الجديدة، على أساس مبادئ الاحترام المتبادل وأخذ مصالح الجانب الآخر بعين الاعتبار”.
وأشار لافروف إلى أن الحملة المعادية لروسيا في الولايات المتحدة لها علاقة بالصراعات السياسية الداخلية.
ومن الواضح أن الحملة المصطنعة المعادية لروسيا داخل الولايات المتحدة، التي تتضمن تكهنات بتدخل روسي مزعوم في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الولايات المتحدة العام الماضي، تعيق بشكل خطير أي محاولة لتطبيع الحوار بين الجانبين. وثمة انطباع لا يمكن للمرء تجاهله بأن البعض داخل واشنطن غير مرحب بالصورة التي عبر بها الشعب الأمريكي عن إرادته، ويحاول إلقاء اللوم على عاتقنا عن إخفاقاته، ولا يتردد هؤلاء في استغلال الورقة الروسية بكل صفاقة في خضم صراعاتهم السياسية.
وتابع الوزير الروسي: “لقد حرصنا على عدم الانسياق وراء العواطف ومارسنا ضبط النفس، … لكن “لا يمكننا ترك كل ما يجري دون رد منا على الإجراءات العدائية كإقرار قانون “مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات”.
وأشار لافروف إلى أن روسيا والولايات المتحدة باعتبارهما قوتين كبيرتين، تتحملان مسؤولية خاصة تجاه الوضع العالمي العام، فيما يخص الحفاظ على الاستقرار والأمن العالميين.
اللافت أنه لا تزال هناك إمكانات كبيرة غير مستغلة أمام التعاون الروسي – الأمريكي على صعيد الشؤون الدولية في كثير من الجوانب. من ناحيتنا، نحث نظراءنا في الولايات المتحدة منذ أمد بعيد على بناء تنسيق حقيقي معنا في مجال مكافحة الإرهاب، وكذلك التعامل مع التحديات الخطيرة الأخرى، مثل انتشار أسلحة الدمار الشامل وتجارة المخدرات والجرائم السيبرانية، ناهيك عن تسوية الأزمات الإقليمية التي يعاني منها العالم، ويبدو للأسف أن عددها لا ينقص.
وأبدى لافروف أمله بأن “يرتفع صوت الحكمة في نهاية الأمر داخل واشنطن”، إذ أنه “مازال من الممكن الحيلولة دون اندلاع مزيد من المواجهات بين الطرفين”.
هناك أمل في أن بمقدورنا التغلب على الأزمة المصطنعة الحالية على صعيد علاقاتنا، لكن مستقبل العلاقات بيننا لا يعتمد علينا فحسب، إنما كذلك على الجانب الأمريكي.