33 ألف حالة سرطان في اليمن .. نصيب الإناث منها 46%


تحقيق/ وائل شرحة –
سرطان الفم اكثر السرطانات انتشاراٍ بين الرجال

بمجرد أن تدلف قدماك حوش المركز الوطني للأورام بصنعاء ينتابك شعور بالحزن والخوف لتلك الحالات التي لا تسمع إلا أنين مرض السرطان .. والحالة المتردية للمركز في تقديم الخدمات لهم نظراٍ للزحام وكثرة الحالات التي تبحث عن بصيص أمل في العلاج والشفاء.
هذا المرض لم يستثن أحد من فئات المجتمع .. الأطفال النساء الرجال الشباب .. تجد أن كل حالة مرضية أسوأ من الأخرى.
البعض منهم يحمل أوزاناٍ من “الأورام السرطانية” مايوازي حجمه وربما أكثر.
“قضايا وناس” حاولت نقل هذه المعاناة التي تدمي القلوب وتهز كل من يدعي امتلاكه قوة الصحة .. لعل وزارة الصحة العامة والحكومة وأهل الخير تلقى لهذه الأوضاع المأساوية لمرض السرطان آذان صاغية للالتفات لحالاتهم .. فإلى تفاصيل ما جمعناه في سطور هذا التحقيق:
بلغ عدد الحالات الوافدة إلى المركز الوطني للأورام بالمستشفى الجمهوري بصنعاء المصابة بمرض السرطان من كافة محافظات الجمهورية منذ افتتاحه عام 2005م وحتى نهاية العام الماضي 2012م “32687” حالة حصل الذكور منها نسبة %15 والإناث %46 بينما الأطفال بلغت نسبتهم %12 من نسبة الذكور والإناث.
و تشير إحصائيات المركز الوطني -الذي يعتبر المركز الوحيد والمرجعي لدولة عدد سكانها أكثر من 25 مليون مواطن إلى أن أكثر من 5180 حالة جديدة استقبلها المركز العام الماضي من كل محافظات الجمهورية.
حيث يبلغ عدد أنواع السرطان بحسب مركز الأورام “15” نوعاٍ هي سرطان المعدة وبطانة الرحم والعظام والخصية والجلد والبنكرياس والدم والرئة وكذا سرطان الكبد والدماغ والعقد الليمفاوية والبلعوم بالإضافة إلى سرطان الرأس والعنق والفم والثدي” سنكتفي في هذا التحقيق بعرض أكثر الأنواع شيوعاٍ في اليمن لأن المجال غير كافُ لعرضها جميعاٍ .
ولو بدأنا من أوساط الرجال لوجدنا أن سرطان الفم أكثر السرطانات انتشاراٍ بين الرجال حسب المركز التي تشير إلى أن عدد المصابين بهذا النوع يقارب “597” مصاباٍ من 3788 حالة مصابة حسب إحصائيات المركز 2007م وذلك من عدد المصابين من الذكور الوافدين إلى المركز وهذا ما ظهر منها وما خفي كان أعظم.
ورغم الإحصائيات الهائلة التي يرصدها المركز إلا أن الدولة ممثلة بوزارة الصحة لم تعط الموضوع أي اهتمام فهي تمتلك قدرة عالية من التطنيش واللامبالاة حسب قول أحد الأطباء المتخصصين مفضلاٍ عدم ذكر اسمه تفادياٍ من إصابته بمرض الموقفين عن العمل .. الطبيب أشار إلى أن الوزارة لم تقم بإجراء دراسة علمية دقيقة أو حتى المركز الوطني ينفذها متخصصون بحيث توضح من خلالها إحصائيات دقيقة بعدد المصابين وكذا أسباب أمراض السرطان ومنها سرطان الفم الذي انتزع البسمة والبهجة وأجبرهم على إغلاق أفواههم.
مصابة بسرطان الثدي
وفي أوساط النساء يحتل سرطان الثدي المركز الأول من حيث الانتشار والأكثر إصابة إذ بلغت الحالات الوافدة إلى مركز الأورام إلى نهاية 2007م (393) حالة وتشير إحصائية المركز في نفس الوقت أيضاٍ إلى أن إجمالي عدد حالات الإناث المصابات بالسرطان (1685) حالة.
الحياء”الخجل” لم يرحم هؤلاء الفتيات المصابات بعد أن فقدهن ما يميزه بالأنوثة فهناك من وصلت إلى المركز بعد أن إستاكل السرطان أحد ثدييها دون أن يسمح لها الخجل بإشعار أسرتها بالألم الذي تتجرع معاناته في كل لحظة وثانية.

سرطانات لا توجد إلا باليمن
ولمعرفة أسباب انتشار سرطان الثدي التقينا بالدكتورة/ أماني عبده علي التي أرجعت أسباب انتشاره إلى عوامل وراثية وجينية بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل مرض الجلد والتقدم في العمر وبلوغ الفتيات بسن مبكر وكذا تناول حبوب منع الحمل لمن لازالن في سن مبكر فضلاٍ عن عدم ممارسة الرياضة بين أوساط النساء بشكل عام وكبار السن بشكل خاص.. مشيرة إلى أن الأسباب الآنف ذكرها قد تكون ليس لها أي علاقة بإصابة النساء بسرطان الثدي في بلادنا حتى يتم إثباتها علمياٍ وذلك في إجراء دراسة علمية دقيقة من قبل متخصصين خاصة بعد ظهور سرطانات جديدة لا توجد إلا باليمن.
انعدام الوعي لدى النساء بالكشف المبكر وعدم تواجد مراكز متخصصة بالمحافظات ساعد على انتشار مرض السرطان بشكل عام وليس الثدي وحده -حسب قول الدكتورة أماني .. مشيرة إلى أن نسبة الشفاء تتعلق بالمرحلة التي تم اكتشاف المرض فيها حيث نسبة الشفاء تقدر بـ«٪90» في المرحلتين الأولى والثانية بينما المرحلتين الثالثة والرابعة تكون نسبة الشفاء فيها «٪40».
ونصحت الدكتورة كل نساء اليمن بإجراء فحص ذاتي لأنفسهن وذلك تفادياٍ للإصابة بمرض السرطان بالإضافة إلى زيارة الطبيب المختص خاصة عند ظهور أعراض المرض والمتمثلة بهبوط الثدي أو دخول الحلمة إلى الداخل وكذا إفرازات دموية عفوية بالإضافة إلى تقرح وتقشر البشرة كل هذه العلامات تعتبر كإشعار مسبق بالإصابة بمرض السرطان.

سرطان الغدد والأطفال
أما سرطان الغدد الليمفاوية فقد حصل على المركز الأول بين أوساط الأطفال حسب إحصائيات المركز التي تؤكد أن عدد الوافدين إليه من المصابين بهذا المرض بلغ «537» طفلاٍ والتي تم رصدها خلال الفترة «2005 2007م».
وفي الوقت الذي يخيم اليأس اللامبالاة على مبنى وزارة الصحة والسكان وقيادتها ترسم البسمة على محيا الأطفال عندما تحاول أن تطل عيناك بالنظر إليهم.. ورغم إصابتهم بأمراض مجهولة تبقى براءة الطفولة على وجوههم ويظل القلب مسكناٍ للنقاء وتعيش أرواحهم خالية من كل أمراض الأسوياء من البشر.
يقول الدكتور/ نبيل الحكيمي -أخصائي أورام أطفال- إن سرطان الغدد الليمفاوية أكثر السرطانات انتشاراٍ بين أوساط الأطفال إذ يستقبل المركز كل يوم حالتين أو ثلاث جديدة وما بين 20 إلى 30 حالة مترددة وهذا في الأطفال .. منوهاٍ أن المركز لايقوم بعلاج المصابين من الأطفال بسرطان الدم والذين يمثلون ٪40 من نسبة الأطفال المصابين بل يتم تحويلهم إلى مستشفى الثورة.
ويرجع الحكيمي أسباب انتشار المرض إلى انعدام المراكز المتخصصة بكافة محافظات الجمهورية والتي تساعد على اكتشاف المرض مبكراٍ لأن الوحدات الموجودة في بعض المحافظات ليست شاملة وتفتقر للكادر المتخصص من الأطباء الذي يعتبر تواجدهم يساعد على اكتشاف المرض بوقت مبكر.. مشيراٍ إلى أنه ليس هناك بحوث علمية دقيقة تكتشف الأسباب المؤدية للمرض وهذا يعتبر عاملاٍ مساعداٍ على انتشار المرض الذي يرجع الكثير من أسبابه إلى عوامل كيمائية إشعاعية وسوء التغذية وبعض الفيروسات.
نسبة الشفاء من المرض مرتبطة باكتشاف الإصابة -حسب قول الدكتور الحكيمي مضيفاٍ أن من تم وصولهم إلى المركز ولازالت الإصابة في المرحلتين الأولى والثانية تكون نسبة الشفاء مابين «90 – ٪100» بينما من تم اكتشاف إصابتهم في المرحلتين الثالثة والرابعة فإن نسبة الشفاء تنخفض وتكون أقل من ٪70.
وتشير إحصائيات المركز إلى أن أكثر المحافظات إصابة بالسرطان هي «تعز إب ذمار الأمانة الحديدة صنعاء حجة عمران حضرموت البيضاء المحويت لحج عدن ريمة صعدة الضالع شبوة أبين مأرب الجوف المهرة) على التوالي.

معدلات مخيفة
يعد مرض السرطان أكثر أسباب الوفيات في أغلب الدول ومنها دول المنطقة العربية إذ يأتي في المرتبة الثانية بعد أمراض القلب والأمراض المعدية والطفيلية حسب قول مدير عام المركز الوطني لعلاج الأورام الدكتور عفيف النابهي في إحدى محاضرات خيمة التوعية والكشف المبكر.. لافتاٍ إلى أن معدلات الإصابة بالسرطان بالوطن العربي مخيفة إذ تتراوح ما بين «100 إلى 150» حالة لكل «100.000» نسمة.
في العدد القادم سنتناول في لقاء مع مدير مركز السرطان وضع الحالات المرضية المصابة بالسرطان وإمكانيات العلاج والزحام وغيرها من التساؤلات التي أجاب عليها وننشرها الأحد القادم.

———-
5180 حالة جديدة 2012م

أولاٍ: إحصائيات المركز الوطني لعلاج الأورام لعام 2012م استقبل المركز خلال العام الماضي 5180 حالة جديدة من كل محافظات الجمهورية.
النساء يمثلن ٪49 أما الرجال ٪51 ونسبة الإصابة في أوساط الكبار (رجال ونساء) مقارنة بالأطفال فهي ٪88 كبار و٪12 أطفال. كما استقبل المركز 32687 حالة جديدة من بداية 2005 وحتى نهاية عام 2012م بزيادة مطردة سنوياٍ بدأت بـ 2500 حالة جديدة في عام 2005م وبلغت 5180 حالة جديدة في عام 2012م. أما بنسبة للخدمات التي قدمت من قبل جميع أقسام المركز في عام 2012م نود أن نوضحها بالآتي:
– استقبل قسم العلاج الإشعاعي في المركز 2582 حالة العام الماضي وكل مريض يستمر علاجه بقسم الإشعاع من خمسة إلى سبعة أسابيع بشكل يومي (خمسة أيام في الأسبوع) ماعدا يوم الخميس والجمعة أي أن القسم يعالج يومياٍ حوالي 150 مريضاٍ تقريباٍ.
أما قسم الاعطاء الكيميائي اليومي استقبل 12103 مريض للسنة كاملة بواقع 1008حالات شهرية إضافة إلى 9638 حالة اسعافية بواقع 803 حالات شهرية.
قسم المختبر في المركز يقوم بفحوصات متعددة ومهمة جداٍ لمريض الأورام وسيفتتح عما قريب أهم وحدتين على مستوى الوطن وحدة الوراثة الجزيئية والفلوسيتوميتري فهذا القسم استقبل 117288 حالة فحص العام الماضي -بواقع 9774 حالة شهرياٍ.
العيادات الخارجية للمركز استقبلت العام الماضي من المرضى 31406 للتشخيص والمتابعة الدورية للمريض بعد العلاج بمتوسط 2617 مريضاٍ شهرياٍ ووحدة التدخلات الطبية في العيادات الخارجية استقبلت 1636 حالة بواقع 136 حالات شهرية.
استقبل قسم الوسائل التشخيصية في عام 2012م في أشعة السونار 7515 مريضاٍ بواقع 626 مريضاٍ شهرياٍ أي بواقع 26 مريضاٍ يومياٍ وثلاثة آلاف ومائة وأربعة وسبعين مريضاٍ في أشعة لإكس أي بواقع 264 مريضاٍ شهرياٍ. أما قسم الرقود استقبل 3287 مريضاٍ أي بواقع 273 مريضاٍ شهرياٍ.
أما بنسبة إلى السرطانات الاكثر شيوعا في اليمن وإصابة للمرضى سرطان الرأس والعنق يعتبر القاتل الأول للإنسان في أوساط الرجال والنساء يأتي بعده سرطان الغدد اللمفاوية سرطان الجهاز الهضمي سرطان الثدي وسرطان الدم. أما الخمسه السرطان الأعلى إصابة في أوساط الرجال فهي سرطان الغدد الليمفاوية (نوع ليس هدجكين) يأتي بعده سرطان الدم سرطان الأنسجة الرخوة سرطان الغدد الليمفاوية (نوع هدجكين) سرطان الكبد أما في أوساط النسأء يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى يأتي بعده سرطان الغدد الليمفاوية (نوع ليس هدجكين) سرطان الدم سرطان الفم ثم سرطان المبيض.

قد يعجبك ايضا