لقاء/ حسن شرف الدين –
أكدت أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة صنعاء الدكتورة نجاة صائم خليل أن للعامل النفسي لدى طلاب المدارس الدور الأكبر في عملية التحصيل العلمي لدى أي طالب لارتباطه بالطموح وتحقيق الذات والمستقبل بشكل عام.. مشيرة إلى أن القلق يكون تأثيره إيجابياٍ من خلال تحريك الطلاب للمذاكرة والتحصيل الجيد غير انها حذرت من المقت الزائد وتناول القات والمنبهات كونه يؤثر سلباٍ على الطلاب.
وأشارت الدكتورة صائم إلى أن أداء الأساتذة والبيئة المدرسية وتأجيل الطلاب المذاكرة والأسرة وغيرها من الأسباب التي تؤثر على الحالة النفسية واضطرابها للطلاب أثناء الامتحانات.. إلى جانب معاناة الطلاب جراء انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الأمن والظروف الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها البلد.
“الثورة” أجرت اللقاء مع استاذة علم النفس الاجتماعي الدكتورة نجاة صائم حرصا منها لتسليط الضوء على الأجواء التي يمر بها الطلاب خصوصا هذه الأيام وهو مقبل على امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية.. فكانت الحصيلة التالية:
* بداية.. هل العامل النفسي يؤثر على التحصيل العلمي لدى الطلاب¿
– بلاشك أن للعوامل النفسية الدور الكبير في عملية التحصيل العلمي لدى أي طالب أو طالبة خصوصا أيام الاختبارات فهو يرتبط بالطموح وتحقيق الذات والمستقبل بشكل عام.. وهنا تجدر الإشارة إلى أن أهم عامل نفسي يؤثر على تحصيل الطلاب والطالبات هو القلق (أو ما يصطلح عليه البعض بقلق الاختبارات) وهناك العديد من الدراسات حول هذا الموضوع بالذات.. وحول القلق تحديداٍ يجدر بنا أن نشير إلى أن القلق يكون تاثيره ايجابياٍ إلى حد معين بمعنى أنه يكون محركاٍ للطالب والطالبة للمذاكرة ويساعد على التحصيل الجيد.. ولكن إذا تجاوز حده لدى الطالب أو الطالبة فإنه سوف يؤثر سالباٍ على عملية التحصيل لديهم ويصبح معيق لعملية التحصيل في هذه الحالة.. وهنا يجب تشديد الطلاب أنفسهم أو أسرهم بالابتعاد عن القلق الزائد الذي يؤثر سلباٍ على تحصيلهم العلمي أثناء الاختبارات.
البيئة المدرسية
* مع اقتراب الامتحانات النهائية لطلاب الشهادتين الأساسية والثانوية تكون حالتهم النفسية مضطربة.. ما هي الأسباب¿
– الأسباب كثيرة منها ما يتعلق بالأساتذة وأدائهم والبيئة المدرسية خلال العام الدراسي والذي لا يرقى إلى المستوى المطلوب خصوصاٍ طلاب وطالبات مرحلتي الشهادة الإعدادية والثانوية.. وأسباب أخرى تتعلق بالطلاب والطالبات منها تأجيل استيعاب المواد ومذاكرتها حتى أيام الاختبارات وأسباب تتعلق بالأسرة وعدم تهئية الأجواء المناسبة لحالة الأبناء في هذه الظروف مما يؤدي إلى سوء الحالة النفسية للطلاب.. وما يجدر الإشارة إليه زيادة معاناة أبنائنا الطلاب والطالبات خلال هذا العام من الوضع العام والمتمثل في انقطاع الكهرباء وانعدام الأمن والظروف الاقتصادية الطاحنة في البلاد مما يشكل ضغوطاٍ نفسية شديدة عليهم بالإضافة إلى الضغوط النفسية المتعلقة بالاختبارات في حد ذاتها.. فكل ما سبق من أسباب وغيرها تؤثر سلباٍ على الحالة النفسية للطلاب والطالبات.
التغذية الجيدة
* كيف يتخلص الطالب من الاضطراب النفسي حتى يتمكن من مراجعة دروسه قبل الامتحانات¿
– يجب الاهتمام بالتغذية الجيدة والمتوازنة والابتعاد عن تناول المنهبات مثل القات والقهوة أو أي مشروبات أخرى.. كما يجب عليهم وضع جدول للمذاكرة يتم التقيد به ويراعي فيه أن يبدأ الطالب بمراجعة المواضيع أو المواد الأسهل ثم الأصعب وليس العكس لأن شعور الطالب بالإنجاز يجعله يرتاح نفسياٍ.. بالإضافة إلى اختيار الأوقات التي يكون فيه الذهن غير مجهد مثل الصباح الباكر بعد صلاة الفجر وفترة ما بعد العصر.. وعليهم أخذ قسط من الراحة فيما بين أوقات المذاكرة والنوم لفترة كافية.
الدعم الاجتماعي
* كيف تساهم الأسرة في تهيئة الأجواء لأبنائها أيام الامتحانات¿
– دور الأسرة في هذه المرحلة مهم جداٍ في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لإبنائها في مرحلة الاختبارات من خلال قيامها بالتخفيف من حالة القلق التي تنتابهم وعدم الضغط عليهم أوتحميلهم أعباء منزلية وتوفير أجواء هادئة داخل البيت أثناء فترة المذاكرة وتوفير التغذية المتوازنة. والابتعاد عن أي مشاحنات أو مشاكل داخل البيت.
التعامل بهدوء
* ما دور مراقبي ومشرفي قاعات الامتحانات في التخفيف من الضغط النفسي لدى الطالب أثناء الامتحان¿
– دور المراقبين والمشرفين يتمثل في التعامل بهدوء مع الطلاب والابتعاد عن الصوت العالي داخل القاعة قد يحدث أن بعض الطلاب أو الطالبات يصاب بتوتر قد يصل في بعض الأحيان إلى انهيار عصبي أو تشنج في مثل هذه الحالة يجب أن تأخذ إلى مكان هادىء حتى تهدأ بعيداٍ عن القاعة.. ويجب عليهم أيضا الابتعاد عن خلق حالة من توتر لدى الطلاب أو الطالبات من خلال ترديد مقولة باقي من الزمن كذا.
اعتقاد خاطئ
* الكثير يعتقد أن المهدءات والقات عامل مساعد في تهدئة الأعصاب والاستقرار النفسي.. ما مدى صحة ذلك¿
– كما سبق القول بأن على الطلاب والطالبات الاهتمام بالتغذية الجيدة وأخذ قسط من الراحة بين أواقات المذاكرة ولكن ما نراه في الواقع عكس ذلك فالكثير منهم يلجأ إلى تناول القات والمنبهات الأخرى اعتقاداٍ منهم أنها تساعدهم على التركيز والاستيعاب أكثر وهذا الاعتقاد خاطئ لأنها تؤثر عليهم سلباٍ فهي تجعلهم في حالة يقظة دائمة وتقلل من شهيتهم وتزيد من حالة التوتر مما يؤدي إلى عدم احتفاظ الذاكرة بالمعلومات.. ولذلك نجد أن معظمهم لا يستطيع تذكر المعلومات في يوم الاختيار.. فنصيحة لجميع الطلاب والطالبات الابتعاد عن تناول القات والمنبهات أو أي مواد أخرى واللجوء إلى تنظيم أو قاتهم وتناول الغذاء المتوازن خصوصاٍ السمك.
تغيير النظام
* هل لك رسالة تحبين توجيهها في ختام هذا اللقاء¿
– على أطراف العملية التعليمية أن يعملوا على تغيير النظرة السائدة حاليا نحو الاختبارات بأنها مجرد درجة نجاح تعتمد على الحفظ والاسترجاع فقط وأنها فترة محنة بالفعل ومن مسماها امتحان إلى التعامل معها على أنها نجاح يعتمد على الفهم والاستيعاب للمعلومات التي تلقاها الطلاب والطالبات.. وبصدق نحن بحاجة إلى تغيير نظامنا التعليمي منذ مرحلة ما قبل المدرسة وحتى تعليم ما بعد الجامعة.. وإعادة الاعتبار للعلم كقيمة من أهم القيم في الحياة والتي من خلالها يستمد الفرد منها إنسانيته وتميزه عن غيره من الكائنات في هذا العالم.. وأدعو الله أن يوفق جميع الطلاب والطالبات ويحقق لهم جميع أحلامهم.