نساء اليمن المجاهدات
محمد علي الحوثي*
عندما نكتب عن الطهر والعفاف والشجاعة والفداء لنساء خضن الغمار في مواجهة العدوان فنحن نكتب عن نساء كن ولازلن شعلة الصمود وعصب الدفع والتحرك، أمهات بذلن ولازلن يبذلن فلذات أكبادهن وأخوات وزوجات كذلك.
نتحدث عن الطهر والعفاف والشجاعة والبذل، ونفاخر بأولاء النساء اللاتي أنجبن الأبطال في معركة الاستقلال والتحدي، معركة الكرامة والوطن، معركة القيم والأخلاق، معركة يعمل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفاؤه بكل ما في وسعه على إبادة شعب، قتلا وحصارا وحظرا لأجوائه وعزلا، بكل ذلك الصلف وبما يحمل من أسلحة فتاكة محرمة وموجهة وترسانة حديثة بعتو واستكبار،
ورغم كل ذلك نجد أن السلاح الذي يحمله المقاتل اليمني هو إيمانه بالله وتربيته الخالدة على أيدي أولاء النساء اللاتي يرضعن الثبات والإباء لأبنائهن الأبطال، مع ما يجده المقاتل المجاهد من معنويات عالية داخل أسرته، برغم الحب والحنان الذي يكتنف هذه الأسر إلا أن دافع الجهاد في التصدي للغزاة ومشاريعهم يظهر في مواقفهن التي يستقبلن بها أبناءهن وأقاربهن بشجاعة عز نظيرها، وإيمان يبعث على الاعتزاز بالمرأة اليمنية المقاومة والرافضة والمواجهة لهذا العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه هذا العدوان البربري الهمجي الذي يحمل مشاريع الدمار والحصار والسحل والقتل والحرق والدفن وغيرها من تصرفات بشعة تدل على بشاعة المشروع الذي يجعل من كل حر وحرة ينظر إلى المعتدين وإلى مشاريعهم نظرة توجب المواجهة والاستبسال.
ولعل مواقف أولاء النسوة اليمنيات العربيات اللاتي يعرفها العالم عبر القنوات تحمل رسائل الإباء العربي والكرم العربي والعزة والقوة الإيمانية، ما يجعلني ويجعل الأحرار يقفون أمامها بانحناء وإجلال، فهن يستحققن هذا وأكثر، فالمرأة المجاهدة واعية وهي من تواجه الشائعات وما أكثرها، وتواجه الحصار وألم الفراق بإيمان راسخ لا يتزلزل، بل يحفظن العهد لشهدائهن، ويستذكرن عباراتهم فيرتلنها، ويرتلن إلى جانبها دعاء المظلومين دعاء المخلصين فيزداد المجاهدون ثباتا وقوة وارتباطا بالله وبقيادتهم.
إنه فعلا الوعي الإيماني الذي لم يفهمه بعد رجال الحروب الاجرامية، ولا رجال الأحزاب والسياسة أو معظمهم، فسلام على أولاء النسوة العربيات اليمانيات المؤمنات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، فهن مدارس التضحية وكتب الحرية ومراجع الوطنية الأولى، وهن تجليات الحاضر وبرهان المستقبل وتاريخ وشهود الأجيال ورواة المظلومية اليمنية، فلا قلق على الأجيال، ستنعم بحب ودفء وحرية وإيمان أم شهيد أو أخت شهيد أو زوجة شهيد، فهن المثل، وهن القيم، ومن هنا تقرأ معاني التضحية، ومن هنا يستلهم الالتزام الإيماني والحب في الله، والبذل بكل ما فيه لله رضى.
فأمام موقف الواحدة منهن سينبهر ويتعظ الباحثون، ويعجز عن وصفه بإلمام الشعراء والمعلمون، فسلام عليهن ما طلع فجر الإصباح وما تلالأ ولاح.
*رئيس اللجنة الثورية العليا