اعترافات صادمة لمرتزقة جندتهم السعودية للقتال في جبهة نجران: نقاتل في الخطوط الأمامية براتب شهري 800 دولار ويقاتل الجنود السعوديون على بُعد كيلو مترات

 

حرب يقودها السعوديون ويخوضها المرتزقة

“الثورة” /
كشف موقع “ميدل إيست أي” استمرار النظامين السعودي والإماراتي في تجنيد آلاف المرتزقة للدفاع عن الأراضي السعودية ولا سيما من أبناء المحافظات الجنوبية في إشارة إلى استمرار احتياج النظام السعودي لكتائب المرتزقة للدفاع عن أراضيه ومواجهة الضربات التي يتلقاها في جبهات ما وراء الحدود.
ونشر الموقع الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط تقريراً حمل عنوان “المرتزقة اليمنيون يقاتلون ويموتون في سبيل حماية الحدود السعودية” أشار إلى أن عمليات التجنيد تجري لآلاف اليمنيين اليائسين من قبل السعودية للدفاع عن حدودها في الوقت الذي تنأى فيه القوات السعودية بنفسها عن القتال وتواصل شن الهجمات الجوية ضد الأهداف اليمنية.
ونسب الموقع لمرتزقة عادوا إلى محافظة عدن من جبهات الحدود السعودية القول إنهم لم يتلقوا سوى أسابيع قليلة من التدريب، وتم بعدها نشرهم في أفواج وكتائب ممولة سعودياً وذلك من أجل الدفاع عن الحدود السعودية، وقد كان جميع أفراد تلك الأفواج من اليمنيين، وكان متوسط الدخل الشهري ما يصل إلى 800 دولار شهرياً .
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن هذه الممارسات تكشف عجز الحكومة السعودية أو عدم رغبتها في وضع مواطنيها في خط النار في الحرب التي ساهمت في خلق أسوأ أزمة إنسانية في الشرق الأوسط مع وصول الملايين من اليمنيين إلى حافة المجاعة وتعرض مئات الآلاف لأسوأ تفشًّ للكوليرا في العالم.
وتحدث أحمد 29 عاما، وهو أحد المقاتلين الذين قاتلوا على حدود نجران كمرتزق، لموقع “ميدل إيست إي” أنه بعد عامين من الحرب، كان لديه خيار واحد إما القتال لحساب السعوديين أو العيش في ركام قريته في محافظة تعز” مؤكدا أن راتب شهرين فقط مكنه من جمع مهر الزواج”. وقال “كنت أعرف أن القتال على الحدود سيكون أكثر خطورة من الانضمام إلى المعارك المحلية، لكن القتال على الحدود السعودية هو أفضل فرصة للوصول إلى أحلامي”، “كان من الأفضل أن أموت على أن أعيش عبئاً على والدي”.
ويكشف هذا المرتزق أنه تلقى تدريبات لبضعة أسابيع في احد معسكرات التدريب السعودية بمحافظة مأرب وهي التجربة العسكرية الوحيدة التي حصل عليها هو وآخرون مثله – ثم نُقل إلى جبهة نجران على الحدود السعودية لمواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية هناك.
يورد التقرير تفاصيل أخرى عن تجربة هذا المرتزق بالقول” قبل وصوله إلى الخطوط الأمامية السعودية بحلول نهاية سبتمبر 2016، كان أحمد يعتقد أنه سيقاتل جنباً إلى جنب مع القوات السعودية – فلطالما سمع أحمد الأخبار التي تفيد بأن القوات السعودية تسحق الحوثيين بالعشرات
ولكن عندما وصل إلى نجران، لم يكن هناك أي أثر للقوات السعودية، وقال أحمد: “لم أجد سوى اليمنيين الذين يقاتلون في الخطوط الأمامية”.
اعترافات صادمة المرتزقة الجنوبيون في الخطوط الأمامية
تفاصيل أخرى يوردها الموقع الأمريكي عن تجربة مرتزق آخر يدعى توفيق، تم استئجاره ضمن آلاف المرتزقة للقتال والدفاع عن الأراضي السعودية الحدودية.
ويضيف ” توفيق، مقاتل يمني آخر ممن اشترتهم السعودية، أطلق النار على ساقه وذلك من أجل الفرار من الجبهة” ويؤكد أنه “لم ير جنودا سعوديين على الحدود السعودية، وانه شعر بالخيانة والطعنه في الظهر من قبل بلد يستخدم اليمنيين المدربين تدريباً ضعيفاً كبارود مدفع لحماية مصالحهم الخاصة”.
يضيف توفيق” السعودية تريد محاربة الحوثيين باستخدام القوات اليمنية بينما يتجنب السعوديون القتال على خطوطهم الأمامية ، السعوديون يريدون العيش بينما نموت نحن اليمنيين”.
وقال أيضاً: “كنت أفضل أن أفقد ساقي بدلاً من أن أفقد حياتي” مضيفا أنه سيقدم المشورة لليمنيين الآخرين أنه من الأفضل لهم أن يموتوا جوعاً في منازلهم على أن يقدموا حياتهم وهم يقاتلون لصالح قوة أجنبية أخرى.
مرتزق آخر يدعى أحمد يكشف للموقع الأمريكي تفاصيل تجربته ضمن كتائب المرتزقة الذين استأجرهم العدو السعودي للدفاع عن أراضيه في الجبهات الحدودية وقد أكد بشكل منفصل قصة توفيق حيث قال “لا أعرف عدد المقاتلين اليمنيين الموجودين على الحدود السعودية، ولكن كان هناك أكثر من 300 مقاتل في مجموعتي وحدها”.
وقال أحمد أيضاً : “عندما سألت عن الجنود السعوديين قيل لي إنهم كانوا يتمركزون على بعد عدة كيلومترات يطلقون الصواريخ على الحوثيين دون أن يقاتلوا في الخطوط الأمامية” مضيفاً “في تلك المرحلة، بدأت أفكر في العودة إلى اليمن”.
يقول المرتزق أحمد ” تم تدريبنا على القتال لمدة 40 يوما فقط، حتى أن تجربتنا كانت محدودة جداً، وفي إحدى المرات قتل الحوثيون العشرات منا في هجوم واحد”، ويستمر أحمد في الشرح “لقد كانت الاباتشي والضربات الجوية السبيل الوحيد لإيقافهم”.
ويشير إلى أنه عندما حاول الفرار، منعته فرق الدفاع الحدودية السعودية هو والآخرين من المغادرة ما لم يكونوا قد أصيبوا أو قاتلوا لمدة ستة أشهر على الأقل.
وطوال فترة عمله في الخطوط الأمامية، فكر أحمد في عائلته والمشورة التي قدمها والداه له للبقاء إلى جانبهم، فأسف لأنه عصاهم، وقال بأنه كان يقرأ القرآن ويصلي غلى أمل أنه إذا مات، فإنه سيكون شهيداً.
وفي الوقت نفسه، لجأ بعض أصدقاء أحمد إلى إصابة أنفسهم عن قصد لكي يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم.
وطبقا للتقرير فإنه على الرغم من أن اليمنيين يغادرون الخطوط الأمامية بانتظام على طول الحدود السعودية، فإن آلافا آخرين ما زالوا ينضمون إلى القتال، بما في ذلك العديد من موظفي الخدمة المدنية من اليمنيين الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور.
حرب يقودها السعوديون ويخوضها الأجانب
يؤكد تقرير “ميدل ايست آي” إن معظم الكتائب النظامية التي وظفها التحالف السعودي في اليمن هي من الأجانب.
وفي عام 2015، ادعى مسؤولون في حكومة الفار هادي أن مصر قامت بإرسال قوات برية للقتال جنباً إلى جنب مع ما تسمى القوات الحكومية، وفي وقت سابق من هذا العام قالت قوات الأمن العليا لميدل ايست إي أن الجيش الباكستاني أرسل لواءً من القوات القتالية لتعزيز الحدود السعودية الضعيفة من الهجمات الانتقامية التي ينفذها الحوثيون.
وإضافة إلى ذلك، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي هي جزء من التحالف السعودي، قامت بتجنيد المئات من المرتزقة الكولومبيين والبناميين والسلفادوريين والشيليين للقيام بعملهم القذر في اليمن.
“شون ماكفيت”، أحد أبرز الأعضاء في المجلس الأطلسي – وهو مؤسسة بحثية مؤثرة في مجال الشؤون الدولية، ويدير المجلس عشرة مراكز إقليمية وبرامج وظيفية تتعلق بالأمن الدولي والازدهار الاقتصادي العالمي – ومؤلف كتاب “المرتزقة الجُدد” قال: “يُعتبر المرتزقة خياراً جذاباً للدول الخليجية الغنية التي ترغب في شن أي حرب لكنها لا ترغب أن يشارك مواطنوها في القتال”.

قد يعجبك ايضا