حقوق الأسرى ..وانحطاط المعتدين !!!

 

أحمد يحيى الديلمي

كما يقال «شر البلية ما يضحك» عقب الإعلان عن أسر الجيش اليمني واللجان الشعبية لعدد من المقاتلين السعوديين في منطقة الجابري بجيزان وجد النظام السعودي نفسه في مأزق حرج من جانبين : الأول / أمام المواطنين السعوديين وفي المقدمة عوائل الأسرى الثاني / أمام الرأي العام الإقليمي والدولي الذي ترسخت في ذهنه أخبار الإفك والضلال التي تسوقها ماكينة إعلام المعتدين المأجورة بما تبثه من فبركات إخبارية ملفقة تؤكد فيها للمتابعين والمحللين السياسيين أن قوات السعودية تصد كل يوم محاولات اختراق لقوات الحوثي وصالح تبعاً لتوصيف هذه الماكينة الإعلامية ، التي تجزم دوماً أن القوات السعودية تصد كل محاولات المليشيات الانقلابية عند الشريط الحدودي مما جعل هذه المليشيات تراوح في مكانها لعجزها عن التحرك أمام القوات السعودية .
هذا الكم الهائل من الأخبار الملفقة شوش على الجميع ودفعهم إلى تجاهل صولات وجولات الجيش واللجان الشعبية في ما وراء الحدود ، وما يسطرونه من ملاحم بطولية، وعندما تتجرأ أي وسيلة بإذاعة الخبر تبطل مفعوله التأثيري وتبطل دوره في كشف الحقيقة ورفع المعنويات ، عندما تختم الخبر بعبارة حسب زعم وسائل إعلام الانقلابيين .
المشهد يكشف مدى فداحة الكارثة التي أحاطت بأبناء هذا الشعب منذ بداية العدوان السعوأمريكي الصهيوني السافر ، فالسعودية بأموالها المدنسة أشترت كل شيء حتى ضمائر البشر وركزت بشكل خاص على الإعلام بهدف فرض تعتيم كامل على المآسي والكوارث الإنسانية التي تحدث في اليمن .
المهم أن واقعة الأسر من حيث العدد والمكان كشفت وجه نظام آل سعود القبيح وفضحت كل ما سوقه من معلومات وفبركات إخبارية على مدى أكثر من عامين ليجد نفسه في زاوية حرجة ، إن نفى الواقعة سيقع في محذور الاستهانة بجنوده وإن تغاضى والتزم الصمت كما في كل مرة سيفضحه الدليل المادي الملموس الموجود لدى الجيش اليمني واللجان الشعبية ، كل هذه الأسباب مجتمعة جعلته يجاهر بما يعتبره فاحشة ويقرر الاعتراف وليته ما فعل !!
فلقد استمرأ أسلوب المكابرة والعنجهية والاستعلاء وتلفيق الأكاذيب الخادعة بإصدار بيان هزيل طالب فيه مجلس الأمن أن يلزم من سماهم الانقلابيين بضمان سلامة الأسرى والتعامل معهم وفق الاتفاقيات الدولية المتصلة برعاية أسرى الحرب.
ألم أقل لكم أنها مهزلة تبعث على السخرية وتثير الضحك ، لأن المسافة الزمنية قصيرة بين هذا الفعل الحادث الإجرامي المروع الذي اقترفته مليشيات المرتزقة والعملاء التابعين لهذا النظام بقتل أسرى الحرب المظلومين ، والتمثيل بأجسامهم بأسلوب همجي بشع يتعارض مع أبسط القيم الإنسانية ، ويخالف كل المعاهدات والمواثيق الدولية ، وهناك مشاهد أخرى مماثلة ، اقترفت كل أشكال التنكيل والتعذيب لكل مجاهد يقع في الأسر أمام صمت وتجاهل العالم بما في ذلك المنظمات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان ورعاية أسرى الحرب .
المشهد بقدر ما يثير الضحك فإنه يبعث على البكاء ويثير شجون الحسرة والأسى على المستوى المنحط الذي وصلت إليه الدول والمنظمات التي تتشدق بحماية حقوق الإنساني ، وستكون الفاجعة أكبر إن استجاب مجلس الأمن لمثل هذا الطلب وهو على علم بسلوكيات نظام آل سعود الشاذة ، والأمل أن يصحو الضمير الإنساني من حالة السبات القسري ليعرف الحقيقة ويعرف طبيعة الظلم ومن يقع عليه الجور ، حتى لا يظل عامة في الغي يصر على نصرة الجلاد ضد الضحية ، مع أنها أمنية بسيطة ، إلا أنها صعبة المنال وهذا ما يزيد اعتمادنا على الله سبحانه وتعالى سواعد رجال الرجال من المجاهدين الأبطال.. والله من وراء القصد ..

قد يعجبك ايضا