الحديدة / يحيى كرد –
ما هي إلا أيام قلائل وتبدأ الامتحانات الجامعية والثانوية العامة والتاسع أساسي في ظل أوضاع مأساوية يعيشها طلاب وطالبات محافظة الحديدة فرضتها عليهم الانقطاعات الكارثية للتيار الكهربائي في ظل موجة الحر غير المسبوقة التي تجتاح المحافظة هذا العام وسط غياب وتجاهل الجهات المختصة في الدولة وكأن الأمر لا يعنيها هذه المعاناة والآلام الحقيقية التي يعانيها ابناؤنا الطلاب وهم يستعدون لخوض هذه الامتحانات النهائية والمصيرية , والتي فقدوا معها الرغبة وعدم التركيز أثناء الاستذكار تحت إضاءة كامبات الشوارع والأرصفة .
صحيفة الثورة من خلال هذا الاستطلاع التقت بالعديد من الطلاب والطالبات الذين يستعدون لخوض الامتحانات الجامعية والثانوية العامة والتاسع أساسي والذين تحدثوا بأنفسهم عن حجم معاناتهم جراء الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي لعدة مرات يوميا وتأثير ذلك على نفسياتهم ومعنوياتهم والتركيز أثناء الاستذكار فإلى المحصلة:
> موسى زائد الضامري طالب مستوى ثالث جامعة يقول: نحاول جاهدين الاستعداد لخوض الامتحانات رغم معاناتنا الشديدة بمحافظة الحديدة من الانطفاءات المتكررة للتيار الكهرباء التي نغصت علينا حياتنا وأصبحنا غير قادرين على المذاكرة نتيجة هذه الانطفاءات في ظل موجة الحر والرطوبة الشديدة التي تجتاح المحافظة هذه الأيام والتي مع انطفائها افقد الرغبة والتركيز في استذكار الدروس التي اخذتها والتي يصاحبها ضيق في التنفس واصبح غير قادر على الجلوس داخل المنزل للاستذكار نتيجة الحرارة والرطوبة الشديدة التي تتبلل أو تغرق ملابسي بالتعرق الأمر الذي يجعلني اخرج من المنزل الى الحدائق العامة والشوارع المضاءة والجلوس فيها محاولا بذلك الاستذكار رغم الحالة النفسية التي أصاب بها نتيجة انطفاء التيار الكهربائي الذي يرافقه زحف موعد الامتحانات .
وطالب الضامري الحكومة بتحمل مسئوليتها في حماية الكهرباء والنفط من المخربين والقبض عليهم ومحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق المال العام والتسبب في معاناة الناس في المحافظات الحارة وخاصة الحديدة بالإضافة الى تحمل مسئوليتها في توفير الطاقة الكهربائية الكافية للمواطنين وفي كافة محافظات الجمهورية.
فوق الاحتمال
عبد الفتاح المقطري طالب جامعي لم تختلف معاناته مع الكهرباء عن الضامري فهو يقول اصابتنا الانطفاءات الكهربائية المتواصلة بقلق نفسي وارهاق وتوترات وخاصة عندما اكون منسجماٍ مع مذاكرة الدروس فتنطفئ الكهرباء بصورة مفاجئة وأكثر من خمسة مرات في اليوم الواحد اثناء ذلك أفقد تركيزي والرغبة في المذاكرة نتيجة ذلك خاصة ومحافظة الحديدة تجتاحها هذه الأيام موجة حر شديدة غير مسبوقة ونحن على أبواب الامتحانات فأجبر على الخروج من المنزل للبحث أن أي كامبة وفي أي شارع أو رصيف أو حديقة عامة أو خاصة تكون مسرجة أو مضاءة فأجلس تحتها محاولا الاستذكار.
ودعا المقطري رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وضع حد للانطفاءات الكهربائية وتوفير الطاقة الكهربائية الكافية للبلاد وإنهاء معاناة الطلاب على وجه الخصوص والشعب اليمني عامة مع الكهرباء التي لازمتهم منذ أكثر من عقدين من الزمن وأصبحت فوق الاحتمال.
مثيرة للاستغراب
صالح صلاح الأقرعي طالب جامعي الذي انطفأت الكهرباء وهو يجيب على تساؤلاتي تحدث بقوله مشكلة الكهرباء في بلادنا أصبحت مثيرة للاستغراب والدهشة و خاصة بعد مرور أكثر من عشرين سنة عليها التي تعاقبت عليها العديد من الحكومات عجزت عن وضع الحلول والمعالجات للكهرباء التي أصبحت من اساسيات الحياة والتقدم والازدهار لأي بلد في العالم ماعدا بلادنا لم تعط الكهرباء أية أهمية والدليل معاناتنا مع الكهرباء من بداية التسعينيات والى الآن لم تحرك الحكومات اليمنية السابقة واللاحقة ساكنا تجاهها وتوفيرها بشكل كاف لجميع المواطنين في المدينة او الريف.
وأكد الأقرعي على أن المواطنين بدا صبرهم ينفذ تجاه ما يحصل من مأس نتيجة الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي عن منازلهم والمستشفيات ومراكز الغسيل الكلوي وعن الطلاب الذين يستعدون لخوض الامتحانات النهائية والنقل وخاصة بالمحافظات شديدة الحرارة والرطوبة التي يكون فيها الطلب على الكهرباء كبيراٍ جدا لهذا يجب على الدولة الإسراع في وضع الحلول والمعالجات للكهرباء مالم ستخرج الأوضاع عن السيطرة وسيصبح من الصعب السيطرة عليها.
مشكلة العقدين
خالد احمد بن احمد طالب جامعي يقول مشكلتنا مع الكهرباء ليست مشكلة اليوم او أمس إنها مشكلة أكثر من عقدين وأصبحت فضيحة ومسخرة حقيقية تسيئ إلى الشعب اليمني بتاريخيه وعراقته الحضارية وجماله الطبيعي وهذا سببه الفساد والفشل المستشري في البلاد وخلال الفترة السابقة بدلا من أن يخرج لنا مخرجات من العلماء والباحثين والأكاديميين المؤهلين والقادرين على بناء اليمن اخرج لنا مشايخ وجهلة يقومون بتخريب البلاد والاعتداء على خطوط الكهرباء والنفط وقطع الطرقات وغيرها من الأعمال الإجرامية التي ترتكب بحق الشغب اليمني هذه هي إنجازات النظام السابق .
ويشير خالد بقوله الآن نحن كطلاب قادمين على امتحانات بدلا من الجلوس داخل منازلنا للمذاكرة الجيدة استعدادا للامتحانات بمعنويات عالية وصفاء الذهن نقوم بالمطاردة من شارع الى آخر ومن رصيف الى رصيف بحثا عن إضاءة أو إنارة مصدرها إحدى الكامبات يتجمع تحتها عشرات الطلاب من أجل المذاكرة وبدون أي تركيز أو رغبة ومعنويات صفر وذلك بهدف النجاح فقط وليس التفوق والحصول على درجات عالية فهذا هو حال الطلاب اليمنيين وخاصة في المحافظات الحارة ومنها الحديدة التي تعد من اشد المحافظات حرارة ورطوبة نهاية كل عام دراسي سواء كان أساسياٍ أو ثانوياٍ أو جامعياٍ .
وطالب خالد رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة بسرعة وضع حد للانطفاءات الكهربائية المتواصلة لفترات طويلة التي أثرت على العملية التعليمية والتنموية والحركة الاقتصادية للبلاد وجمدت الحياة تماما وبغير هذه الحلول والمعالجات ستواصل البلاد في التدهور والانهيار وستتأثر كافة القطاعات.
كثرة ومؤلمة
هند محمد حسن الوصابي طالبة في الصف التاسع بدأت حديثها معنا بعد أن اطلقت عدة تنهيدات من المعاناة والألم مع الكهرباء بقولها معاناتي مع الانطفاءات الكهرباء المتكررة كطالبة تستعد لخوض الاختبارات العام الدراسي كثيرة ومؤلمة جدا فعندما تنطفئ الكهرباء أصاب بهستيريا وأفقد اعصابي وأصبح غير قادرة على الجلوس داخل المنزل وأكره حياتي و المذاكرة نتيجة حرارة الجو ورطوبته الشديدة التي تجتاح محافظة الحديدة هذه الأيام وتبتل أو تغرق ملابسي من التعرق الشديد الذي يطال كتبي ودفاتري إذا حاولت المذاكرة أثناء انطفاء التيار الكهربائي وإني كفتاة الا استطيع الخروج مثل إخواني من المنزل للبحث عن إنارة أو إضاءة في الشارع أو الرصيف أو الحديقة للمذاكرة تحتها لهذا أجلس داخل المنزل وأدعو الله سبحانه وتعالى بأن يضر كل من تسبب لنا بهذه المعاناة مع الكهرباء التي نغصت علينا حياتنا في ظل هذا الجوى الشديد الحرارة والرطوبة التي تمر بها محافظة الحديدة هذه الأيام وإني ياأخي طالبة قادمة على امتحانات أريد مراجعة دروسي واستذكارها فالكهرباء منطفئة بصورة دائمة ماذا أعمل أين أذهب ألا توجد رحمة لدى هؤلاء المجرمين الجهلة الذين يقومون بضرب الكهرباء ولم تدرك قيادتنا السياسية بعد أهمية الكهرباء وضرورة توفيرها لجميع المواطنين في البلاد.
وتساءلت هند في إطار حديثها بقولها الى متى ستظل بلادنا متخلفة ومتأخرة في كل شيء في الكهرباء المياه المجاري التعليم الصحة وفي كل ما يمس الحياة في هذا الوطن الكبير بتاريخه وحضارته التي يعترف بها الجميع.
من سيئ إلى أسوأ
فيما تقول منى محمد احمد طالبة الثانوية عامة هذا العام أصعب من العام السابق ومستواي التعليمي أنا وزميلاتي في الفصل هبط بشكل كبير جدا بسبب معاناتنا إجراء انقطاع الكهرباء التي أصبحت كجرعات ملزمة علينا ولا بد أن نتقبلها صباحا ومساء وفجرا وعصرا بصراحة هذا يعتبر إرهاقا للطلاب والطالبات الذين يستعدون لخوض الامتحانات النهائية حيث اصبحنا غير قادرين على المذاكرة نتيجة هذه الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي لأكثر من خمس مرات في اليوم لفترات طويلة وبمجرد أن تعود الكهرباء نريد فقط التكييف والجو البارد وشهيتنا للتعليم والمذاكرة انعدمت فكيف يشتغل العقل إذا كنا في البيت والكهرباء مقطوعة ونذهب للمدرسة لنجدها مقطوعة أيضاٍ متى نذاكر ومتى نرتاح وننام ومع هذا أصبحت الحياة صعبة جدا وتسير من السيئ الى الأسوأ.
وأضافت منى قائلة: كل ما نريده ونتمناه هو سرعة معالجة مشكلة الكهرباء ووضع حد للتخريبات المستمرة حتى الآن وحسبنا الله ونعم الوكيل.