رئيس الوزراء يناقش مع الصحة العالمية واليونيسف الأوضاع الانسانية والمعاناة المتفاقمة جراء العدوان والحصار
صنعاء / سبأ
استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أمس بالعاصمة صنعاء، وفد المنظمات الأممية رفيع المستوى الذي يزور اليمن حاليا للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والصحية جراء استمرار العدوان والحصار منذ أكثر من سنتين.
ويضم الوفد الأممي المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدرس غيبريسوس، والمدير التنفيذي لمنظمة اليونيسف أنتوني ليك والمدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي.
وناقش رئيس الوزراء مع الوفد الأممي، الأوضاع الإنسانية والمعاناة المتفاقمة جراء استمرار الحصار والعدوان على الشعب اليمني، والتنسيق القائم مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، للتخفيف من تفاقم المعاناة بما في ذلك محاصرة وباء الكوليرا الذي يتفشى بشكل غير مسبوق.
وفي اللقاء الذي حضره نائبا رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن والشؤون الاقتصادية وكل من وزراء التخطيط والتعاون الدولي، الخدمة المدنية والتأمينات، المالية ، الاعلام ، الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى، التربية والتعليم، المياه والبيئة، الصحة العامة، حقوق الإنسان، الشؤون الاجتماعية والعمل، الثروة السمكية والزراعة والري والأمين العام المساعد برئاسة الوزراء للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية، جرى بحث آليات التعاون والشراكة القائمة بين الحكومة واليونيسف والصحة العالمية لمواجهة ومكافحة تفشي وباء الكوليرا، والجهود المبذولة في هذا الجانب وأهمية مضاعفتها خلال الفترة الراهنة والقادمة، وخاصة ما يتعلق بجوانب تنفيذ الحملة الوطنية للتحصين ضد الكوليرا المقرر تنفيذها أواخر يوليو الجاري في عموم محافظات الجمهورية.
وتطرق اللقاء، إلى المشاريع الإنسانية والإغاثية والصحية التي تنفذها منظمتا الصحة العالمية واليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي، وآليات تعزيز التعاون والتنسيق والشراكة مع حكومة الإنقاذ الوطني لتسهيل الأنشطة والأعمال التي تنفذها وفقا للأولويات والاحتياجات الملحة في الجوانب الصحية والغذائية وغيرها.
كما تم بحث التأثيرات الكارثية لتوقف مرتبات موظفي الدولة في المحافظات الشمالية والغربية منذ نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن في سبتمبر الماضي، وتنصل حكومة هادي من التزاماتها للمجتمع الدولي بدفع الرواتب، وما تسبب به ذلك من مضاعفة المعاناة الإنسانية والصحية بشكل كارثي، وأهمية تحرك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لمعالجة هذا الموضوع بشكل عاجل وسريع.
ورحب رئيس الوزراء في مستهل اللقاء بالوفد الأممي رفيع المستوى الذي يزور العاصمة صنعاء.. مستعرضا مجمل الأوضاع والتداعيات التي يعيشها الشعب اليمني منذ أكثر من عامين بما في ذلك الحظر الجوي المفروض على مطار صنعاء الدولي ومنع الملاحة البحرية في ميناء الحديدة، وتفشي وباء الكوليرا، والمعاناة القائمة في معاقبة الشعب اقتصاديا من قبل الفار هادي والعدوان السعودي، بما في ذلك التنصل من دفع مرتبات موظفي الدولة من المبالغ المطبوعة والمستمرة التي يتم ضخها بهدف تدمير الاقتصاد الوطني.
وأوضح بهذا الشأن الأضرار الكبيرة التي طالت القطاع الصحي والتي أدت الى توقف ٥٥٪ من المرافق الصحية عن العمل بصورة كبيرة وبالتالي افتقار أكثر من ١٤مليون مواطن للخدمات الصحية وإصابة نحو ٤٠٠ ألف حالة بالإسهالات الحادة ووفاة ١٨١٧ حالة في ٢١ محافظة .
ولفت الدكتور بن حبتور إلى الأضرار التي طالت مقومات الأمن الغذائي والتي منها تدمير ١٢٢ مركز إنزال سمكي و٨٠ قارب صيد تقليدي وتوقف ٤٥٨٦ قارب صيد عن العمل فضلا عن استشهاد ١٣٣ صيادا و ٣٧ جريحا نتيجة الاستهداف المباشر لهم من قبل طيران العدوان السعودي .. مبينا أن إجمالي الأشخاص غير المؤمنين غذائيا وصل إلى 17.1 مليون شخص حتى يونيو المنصرم بخلاف ارتفاع حالات سوء التغذية بين النساء الحوامل والمرضعات إلى ما يزيد عن مليون حالة، يضاف إلى 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد .
وأشار إلى الشلل الذي أصاب نشاط صندوق الرعاية الاجتماعية بسبب العدوان ، الذي كان يستفيد منه مليون و 504 آلاف و 663 شخصا بمبلغ سنوى ٩٢ مليار ريال يمني، عدا عن التدمير الذي طال قطاع التعليم وما نجم عنه من تعرض ٢٤٠٦ مدارس للتدمير الكلي والجزئي وكذا تضرر ١٠ جامعات حكومية و١٤ أهلية وتضرر عدد ٥٧ معهدا فنيا ومهنيا وكليات مجتمع .
وذكر رئيس الوزراء أن أكثر من مليون موظف و ١٨٣ الف متقاعد في المحافظات الشمالية والغربية لم يستلموا مرتباتهم منذ أكتوبر ٢٠١٦ م ، بسبب تعنت حكومة الفار هادي عن الوفاء بالتزاماتها الدولية بصرف مرتبات كافة موظفي الدولة برغم استيلائهم على مبلغ ٦٠٠ مليار المطبوعة في روسيا واستحواذهم على إيرادات النفط والغاز التي تمثل ٥٧ بالمائة من إيرادات موازنة الدولة لعام ٢٠١٤م ، وكذلك إيرادات كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية باستثناء ميناء الحديدة .
وعبر بن حبتور عن تقدير المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني للجهود الإنسانية التي تبذلها منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن لتخفيف حدة الأوضاع والاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني وتخفيف آلامهم، في هذه المرحلة وما تقوم به من دور هام في مساعدة الحكومة على مواجهة وباء الكوليرا والحد من تفشيه، إضافة إلى مواجهة المجاعة وحالات سوء التغذية.
وأعرب عن تطلعه إلى توسيع هذه المساعدات وأن تشمل جميع مناطق اليمن وبما يتوازى مع الاحتياجات المتزايدة خاصة في المجال الصحي والغذائي والايوائي وغيرها من المجالات ذات الطابع الإنساني.
وأكد رئيس الوزراء، أن حكومة الإنقاذ الوطني ملتزمة وستستمر في تقديم كافة أوجه الدعم والتسهيلات اللازمة لإنجاح عمل ونشاط كل المنظمات الإنسانية والإغاثية العاملة في اليمن، وتعزيز أطر الشراكة معها، وحل كافة الإشكالات التي تعترض عملها.
وأشار إلى الأولويات القائمة في الجانب الصحي للحد من تفشي وباء الكوليرا خاصة في العاصمة صنعاء التي تم إعلانها في حالة طوارئ صحية، وأهمية تكثيف المنظمات والمجتمع الدولي لدعم الجهود الحكومية في هذا الإطار.. مجددا تأكيد أن المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ مع أي مبادرة جادة تقود إلى السلام العادل والمشرف الذي يحفظ لليمنيين كرامتهم وعزتهم.
بدورهم أكد مدراء عموم المنظمات الأممية، أن زيارتهم الراهنة جاءت بهدف مساعدة الشعب اليمني على الأرض والعمل على حشد الموارد اللازمة للحد من محنته الإنسانية الراهنة .. مشيرين إلى أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم بسبب طبيعة الظروف التي تمر بها حاليا .
وأوضحوا تعاطفهم الكبير مع الشعب اليمني وحرصهم على مساعدته بمختلف شرائحه وأطيافه .. معربين عن شكرهم لتعاون حكومة الإنقاذ الوطني مع منظماتهم، وتطلعهم إلى تعزيز مستوى التعاون بما يوطد من حجم الجهود المشتركة تجاه الشعب اليمني والتخفيف من معاناته الإنسانية.
وتعهدوا باستمرار تعاونهم مع حكومة الإنقاذ والعمل معا من أجل مساعدة المحتاجين من أبناء الشعب وحتى يظفروا بظروف حياة أفضل .. مؤكدين أن السلام هو الطريق السليم لإنهاء معاناة الإنسان في عموم اليمن .
وطالبوا كافة الأطراف بالعمل على إنهاء الحالة غير الطبيعية والعمل على السلام الذي يخدم الشعب اليمني واستقراره في الحاضر والمستقبل .