-بينما تتهم الولايات المتحدة الأمريكية دول العالم بالتدخل في انتخابات الدول الأخرى، استعرض تقرير لـ “قناة CNN” الأمريكية حلقات من التاريخ الأمريكي الطويل في التدخل بانتخابات 47 دولة حول العالم منذ عام 1946م وحتى اليوم.
ومنذ فترة بدأت وسائل الاعلام الامريكية بدراسة حول التدخل الروسي في الانتخابات الامريكية، ولكن هنا سؤالاً يطرح نفسه وهو: هل الولايات المتحدة الامريكية لا تتدخل في اي انتخابات حول العالم؟ ألم تتدخل امريكا في الشؤون الداخلية للدول بهدف المجيء بحكومات موالية لها في تلك الدول؟ وماهي الانجازات التي حققتها امريكا من هذا التدخل؟
وذكر الخبير السياسي والاستراتيجي في جامعة كارنكي “داو لوين” في حديث له مع الـ “CNN” حول دراسته للتدخل الامريكي في انتخابات الدول الأخرى من وجهة نظر علم الاجتماع إذ قال: لقد بدأت البحث في هذا الموضوع قبل ان يصبح حديث وسائل الاعلام، واضاف: “ان امريكا تدخلت في 81 تجربة انتخابية لـ47 دولة حول العالم منذ عام 1946م وحتى الآن.”
وفقًا لقول لوين، فقد دعمت الولايات المتحدة في عام 1948م حكومة الديمقراطيين المسيحيين المركزية في إيطاليا في الانتخابات أمام التحالف اليساري المدعوم من أقوى الأحزاب الشيوعية في أوروبا. قدم عملاء الاستخبارات الأمريكية ملايين الدولارات لحلفائهم الإيطاليين وساعدوهم على تنسيق حملة دعائية سرية غير مسبوقة ضمت تزوير وثائق لتشويه سمعة القادة الشيوعيين.
وبحسب تصريح لوين، من جملة الدول التي تدخلت امريكا في تجاربها الانتخابية هي: “شيلي، الصومال، الارجنتين، ايطاليا، الكيان الصهيوني، اليابان، المانيا الغربية، الفلبين، البرازيل، اندونيسيا، لاوس، ايسلند، سريلانكا، لبنان، اليونان، غواتيمالا، ماليزيا، نيبال، سان مارينو، بيرو، بوليفيا، كوستاريكا، جمهورية الدومينيكان، جنانا، تايلاند، مالطا، الاوروغواي، ايران، بنما، انجلترا، بلغاريا، جمهورية التشيك، هايتي، نيكاراغوا، رومانيا، البانيا، يوغوسلافيا، صربيا والجبل الاسود، كمبوديا، اوكرانيا، روسيا، سلوفاكيا، جنوب فيتنام، جامايكا، السلفادور، ماريتوس وغرناطة.”
ويقول لوين: وفقا لحصيلة النتائج التي خرج بها من دراسته ان اي حزب دعمته امريكا في الدول المذكورة كان معدل الزيادة في أصواته الانتخابية بنسبة 3% لكن هذه النسبة تقل كثيرا في بعض الدول وتزداد في دول أخرى. واضاف: في بعض الاحيان امريكا دعمت المرشحين الديموقراطيين وفي احيان أخرى دعمت المرشحين الاقوى، فالتدخل الامريكي في الدول متباين وفقا لأوضاع كل دولة. فعلى سبيل المثال في ايام الحرب الباردة قامت امريكا بدعم الزعماء الاقوياء ضد اليساريين.
وذكر ختاما: ان ثلثي التدخلات الامريكية في انتخابات الدول الأخرى كانت على شكل غيرعلني وثلث التدخلات كانت علنية. وفي التدخلات العلنية كانت النتائج افضل مقارنة مع التدخلات السرية.