فؤاد الغفاري *
هنالك ألف سبب وسبب لترحيب دول بريكس بشأن اليمن، وألف سبب وسبب لانضمام اليمن كليا لبريكس..
فإذا كانت بريكس قد هيأت المسرح لقبول كل العالم، فإن اليمن يجب أن تقدم الإشارات تلو الإشارات لتلتقط أقوى إشارة في القرن الواحد والعشرين..
إن حركة جديدة الآن بدأت تتشكل وهي الانحياز إلى جانب بريكس، وهي فكرة مقاربة لعدم الانحياز لكن بمعنى جديد، بعد أن كانت حركة عدم الانحياز بدأت في الخمسينيات وتكونت من قادة حكومات رفضت أن تكون جزءا من الحرب الباردة بين الغرب والسوفيت، بل أرادت أن تبقى مستقلة مثل الهند ومصر عبدالناصر ودول عديدة كانت تحررت لتوها من الاستعمار، فهي غير منحازة لا للغرب ولا للشرق، وانتهت هذه الحركة بنهاية الحرب الباردة وانهيار المعسكر الشيوعي..
وأما حركة “ إعادة “ الانحياز الجديدة فإن عمرها كما في قصة السندباد. الجني المارد والقمقم. عندما يخرج الجني يصعب إرجاعه إلی القمقم مرة ثانية..
لقد عانت اليمن مسرحية شيطانية كبيرة لعزلها عن العالم، لكنها مؤخرا شقت عزلتها وهي تتحرر من قيد الارتهان من خلال تصديها للعدوان الأنجلوسعودي..
ومنذ أعلن في ديسمبر 2015م من منصة المكتب الاستشاري للتنسيق مع بريكس، ضرورة الانتباه لخدعة إعادة الإعمار التي لم تنجح في لبنان وأفغانستان وتريد السعودية إعادة تطبيق موديلها في اليمن…
فقد حضر في يونيو 2016م الملتقی المالي السنوي الذي دعي له الأستاذ/ محمد ناصر الجند ورفع الملتقی توصية مكتبنا لتشكيل غرفة عمليات لإنشاء بنك إعادة الاعمار حتى لا تقع البلاد في فخ العودة ألف عام للماضي..
ثم حضر توجه مهندس الخارجية اليمنية نحو بريكس وطريق الحرير الجديد ليكسر طوق العزلة للأبد، فبعد أن أخرج المهندس هشام شرف رغبة اليمن بالانضمام لطريق الحرير الجديد إلى العلن، فإنه أطلق جنيا يصعب اخفاؤه أو التعتيم عليه أو إعادته إلی القمقم مرة أخری!
وجديدا يظهر بقوة دور البروفسور د. عبدالعزيز الترب برئاسته الفخرية لحكومتنا شباب بريكس، وهو ينهج توجه دول بريكس في دعم الشباب للوصول لأهداف التنمية المستدامة 2030م..
كل ذلك أعلاه لإنقاذ أنفسنا من السقوط في هاوية النظام النقدي القديم عبر الانتقال إلی فضاء النظام المالي الائتماني الذي يفتح سقفا لليمن لنماء لا يعرف حدا من المال أو تكاثر النسل!
وحتى تلتقط اليمن هذا الرادار الهام وتسجل مشاركتها وليس فقط حضور قضيتها على طاولة زعماء بريكس في قمة 3 سبتمبر، فإننا نجدد الدعوة لتحدد اليمن رؤية اقترانها بطريق الحرير الجديد في أسرع وقت لتمتد شرقا نحو الصين، وشمالا نحو أوراسيا، وغربا إلى أفريقيا عبر طريق الحرير العالمي الموسوم بالجسر البري العالمي!
وننادي باسم حكومة شباب بريكس بالتسلح بمشروع اقتصادي شامل من أجل أن تعيش الوحدة اليمنية، مستلهمين تجربة روسيا في جسر الهوة بين الشمال والجنوب من خلال التنمية الاقتصادية، ومن الصين مشروع تحويل المياه من الجنوب إلى الشمال..
إن التعامل من منظور المستقبل مهمة عاجلة الآن لكي يتعرف العالم من حولنا على الرؤية التي نملكها للغد وإلا لن نغادر الحاضر..
وبالتالي يصير “ ثابتا “ بأن النهضة استلهام للدروس، فإذا كانت قد حضرت النهضة الصينية ومؤخرا تحضر النهضة الأفريقية، فإننا لاشك أمام ملامح نهضة عربية على طول طريق الحرير الجديد، وكلما حملت لنا الرياح هذه الأنباء، دنت اليمن من استلهام الدروس حتى تصل للارتباط بالمبدأ العالمي للنهضة، فإذا وصلت اليمن لإعداد تقرير الاقتران بطريق الحرير الجديد، ستكون قد تجاوزت أول اسطوانات كازينو البنك الدولي وصندوق النقد من عدم إمكانية الاستثمار في اليمن أو عدم حاجة اليمن لمنح علمية متخصصة!
وأخيرا فإن ما يجب الوقوف عنده كثيرا في سلسلة مقابلات بوتين وهو ما نحمله هنا لجمهور بريكس في اليمن، فقد جاء في حوارات الرئيس بوتين في معرض تطرقه لعلاقة اقتران الإتحاد الاقتصادي الأوراسيوي بإتحاد طريق الحرير الجديد، قوله بأن الذين لا ينظرون للمستقبل فإنهم لا ينظرون للمخاطر الحقيقية!!
* رئيس حكومة شباب بريكس
رئيس المكتب الاستشاري للتنسيق مع بريكس