د. محمد النظاري
من اليوم السبت يبدأ عشرات الآلاف اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية، بعد عام صعب، هو الثالث على التوالي منذ قيام التحالف العربي بالعدوان على اليمن منذ 26 مارس 2015م.
الظروف التي يختبر فيها الطلاب هي هي لم تتغير، فالطائرات مازلت تقصف كل مكان، والمدارس كغيرها من المرافق نالها الدمار، وزاد متغير جديد، فالمدرسون للشهر التاسع لم يتسلموا مرتباتهم.
الطلاب في المناطق الحارة يقاسون كثيرا، فالحر الشديد الذي أذاب الحديد، والظلام الدامس، كلها معوقات تقف أمامهم وهم يؤدون اختباراتهم.
لنا أن نتخيل أبناءنا في المناطق الحارة، وهم يتصببون عرقا، وقد اخبرني احد الأساتذة الذين صححوا دفاتر العام الماضي، بأن الدفاتر كانت معظمها ممزقة بسبب ابتلالها بالعرق..فلنتصور كيف هي نفسية الممتحنين؟
أولياء الأمور دفعوا دم قلبهم من اجل تعليم أبنائهم، والأبناء خاطروا بأنفسهم للدراسة أثناء الحرب، والمدرسين أتموا العام وهم بدون مرتبات منذ انطلاقه… وهنا نتساءل ماذا قدمت الجهات المختصة لانجاح الاختبارات.
اعرف كثيراً من الرياضيين في الثانوية العامة ليسوا اليوم بين صفوف الممتحنين، فقد توجهوا للعمل من اجل إعالة أسرهم، ولم تقدم لهم وزارة الشباب والرياضة أي دعم.
نسمع دائما عن إهدار الملايين تحت مسمى المراكز الصيفية، فلماذا لا يتم تسخيرها لإعانة أبناءنا المختبرين، من خلال تهيئة الظروف داخل قاعات الامتحان في المراكز الحارة، أو توفير وسيلة مواصلات في المناطق الخطرة.
لكل تاجر شريف، يستطيع التخفيف على الطلاب من خلال مدهم بشيء من منتجاتك سواء بالعصائر والماء والأكل والطاقة الكهربائية، هنا الأجر الحقيقي فلتبادر إليه.
شكرا لكل أم وأب، شكرا لكل الكادر التربوي في الوزارة ومكاتبها والمدارس، شكرا كثيرا لأبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات، الذين جاهدوا من اجل إتمام العام الدراسي.