قمة الحروب القادمة في العالم الإسلامي

عبدالرحمن سلطان
من الواضح تمام الوضوح، أن قمة الرياض المعروفة بالقمة العربية الإسلامية الأمريكية، المنعقدة في يومي 20/21 مايو الحالي، تمثل – في حد ذاتها- نكبة النكبات المروعة، ونكسة النكسات الخطرة، ولعنة اللعنات الدامغة، في حياة العالم الإسلامي، وفي صميم تاريخه المعاصر والحديث.
كما إن قمة الرياض، تمثل أيضاً قمة الخضوع والركوع والاستسلام، أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، وقمة القضاء على مصالح العالم الإسلامي، وثرواته وخيراته الواسعة، وقمة الحروب المستقبلية الطاحنة في العالم الإسلامي، والتي تهدف غاية ما تهدف إلى تقسيم المقسم، وتحطيم المحطم، وتهديم المهدم، في شتى أنحاء المنطقة الإسلامية كلها.
ومن هذا المنطلق يمكننا القيام باستشراف أفاق الحقائق الجوهرية التالية:-
* إن قمة الرياض المشؤومة، تمثل دعوة مفتوحة وصريحة، لاشعال الحرب العربية – الإيرانية، أو الحرب السنية – الشيعية في العالم الإسلامي، حتى يتحول إلى أكوام من الرماد، ويصبح مستقبله مظلماً كظلمة الكهوف المغلقة، ومتفجراً كتفجير البراكين المحرقة، ومرعباً كرعب الزلازل الساحقة، وهذا ما يتطلع إليه أعداء الإسلام والمسلمين، منذ فجر الإسلام، وحتى اليوم، وإلى يوم القيامة.
* قمة الرياض المعادية، تمثل المنطلق الحقيقي لإعادة رسم وتشكيل منطقة الشرق الأوسط من جديد، وتحويلها إلى منطقة أمريكية غربية إسرائيلية، تخضع لمشيئة الإرادة الصليبية – الصهيونية العالمية، وبحيث تصبح جميع الدول العربية والإسلامية، تدور في فلك القوى الأجنبية المعادية، وتعمل تحت مظلة مصالحها وأهدافها المرسومة في المنطقة.
* اتجاهات المستقبل العالمي، توضح بجلاء تام، أن الولايات المتحدة، وبعض الدول الغربية وإسرائيل، سوف تعمل على تفجير الأوضاع الإقليمية والدولية، ونشر الفوضى الواسعة في العالم، وتقويض أدوار منظمة الأمم المتحدة، وتبديد الأمن والاستقرار والسلام العالمي، وهذا ما تم تدشين أول مرحلة من مراحله المرسومة، في قمة الرياض المشؤومة.
* الصفقات العسكرية الأمريكية – السعودية، التي أبرمت في قمة الرياض، والتي بلغت قيمتها (110) مليارات دولار، ويمكنها أن تصل إلى (150) مليار دولار خلال السنوات القريبة القادمة، سوف يتم استخدامها لتدمير بعض الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها بلادنا اليمن.
* الاتفاقيات الأمريكية – السعودية، التي أبرمت في قمة الرياض، والتي وصلت في مرحلتها الأولى إلى حوالي (400) مليار دولار، سوف تؤدي حتماً في الحاضر والمستقبل (القريب)، إلى حدوث جملة من الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الواسعة، في جميع الأراضي السعودية، وهذا ما سوف نراه في الأيام القادمة.
* غالبية الدول العربية والإسلامية، تواجه اليوم أشد أنواع الكوارث والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسكانية الرهيبة، وكان من الواجب العربي والإسلامي والإنساني، أن تقوم المملكة السعودية، بانفاق الجزء اليسير من تلك المليارات المقدمة إلى الولايات المتحدة، وتسليمها إلى الدول العربية والإسلامية الفقيرة والمعدمة، حتى يتسنى لها مواصلة حياتها الطبيعية، فالمال هو مال الله تبارك وتعالى وحده.
* غضب الله – جل جلاله- وعقابه الشديد، الذي نزل على أقوام نوح وعاد وثمود ولوط ومدين وآل فرعون في الأزمان الماضية، سوف يطول قريباً كل العابثين بالأموال الإسلامية، والذين ينفقونها ببذخ وسخاء، على غير المسلمين، من أعداء الله وأعداء الدين، بكل سهولة ويسر، في حين أن هناك عشرات الآلاف من أبناء الأمة العربية والإسلامية، يموتون يومياً نتيجة لشدة الفقر والجوع والمرض الذي يحيط بهم من كل جانب.
* إن العدوان السعودي الخليجي الأمريكي الغاشم، ضد بلادنا اليمن، يتسم بأقصى درجات الوحشية والهمجية والطغيان الظالم، ويتعارض كلية مع مبادئ الشرائع السماوية، والقوانين الدولية والقيم الإنسانية الأصيلة، ويعمل على تدمير اليمن، شماله وجنوبه، شرقه وغربه، دون تمييز أوتفريق ويسعى غاية ما يسعى إلى قتل أبنائه، وسحق أرضه، ونهب ثرواته، وتمزيق وحدته، وسلب إرادته، وتبديد نخوته، وتكريس تخلفه، وتدمير حاضره ومستقبله، والقضاء عليه.
* المنهج الوحيد الكفيل بإنقاذ بلادنا اليمن، وتخليصها من ويلات الحروب والأزمات (الداخلية والخارجية) المحدقة بها، وتحقيق وحدتها وتقدمها ونهضتها الشاملة، يتمثل في الرجوع إلى الله – جل جلاله- وتلبية أوامره وتعاليمه وشرائعه المجيدة، والعودة إلى القرآن الكريم، (تلاوة وتفسيراً وتطبيقاً)، وإتباع السنة النبوية المطهرة، والتمسك بمبادئ الوسطية والحكمة والاعتدال الإسلامي الصحيح.
* الواجب الوطني المقدس، يدعو بلادنا اليمن، اليوم إلى أن تقوم باتباع الفكر الاستراتيجي الصحيح، من أجل مواجهة التحولات المستقبلية المتوقعة، والتصدي لقوى العدوان السعودي والخليجي والأمريكي الغاشم، وإجهاضه وإفشاله بعون الله جل جلاله.
وختاماً يمكن القول، إن بلادنا اليمن مدعوة اليوم – أكثر من أي وقت مضى- إلى أن تقوم بحشد قواها الحية، وتوحيد مواقفها الوطنية، وتعزيز جبهاتها الداخلية، حتى يصير بمقدورها مواجهة التحديات الاستراتيجية المتوقعة والمجهولة والتعامل معها برؤى استراتيجية واضحة الأهداف الحكيمة والمبادئ السليمة.
والحمد لله رب العالمين
* كاتب ومفكر في الشؤون الدولية
مؤلف الموسوعة القرآنية الكبرى

E-mail:sultan.it@hotmail.com
www.IFF.org.ye

قد يعجبك ايضا