الـكنز

زينب الشهاري
اليمن ذلك البلد الذي ينام على ثرواتٍ تجعل منه درةً للشرق دون منازع إضافة إلى موقعه الاستراتيجي والذي يطل على مضيق باب المندب والذي يعتبر أحد أهم المعابر المائية في العالم  كل ذلك يجعل منه جوهرة فريدة وكنزاً عظيماً…
اليمن … أرض خير وعطاء… فاليمني منذ القدم يأكل مما يزرع وأرضه تجود بالخيرات وقد سمي باليمن السعيد لما اتسمت به أراضيه من الخضرة وتنوع المنتوجات الزراعية على مر العصور…  فهو يتميز بالمناخات المتعددة والأراضي المتنوعة الخصبة من سهول ووديان وقيعان ومياه جوفية وآبار وعيون وتنوع المناخ الناتج عن تفاوت معدلات الأمطار ودرجات الحرارة والرطوبة واختلاف الأقاليم النباتية.. كل ذلك ساعد على تنوع الإنتاج الزراعي فيه وجعله بلداً زراعياً بامتياز وعروس شبه الجزيرة العربية… كان اليمن قديماً أرضا مكتفية من خيراتها حتى أنه قدم مساعدات غذائية لبعض الدول في الحروب العالمية عندما اشتكت من القحط والجوع والمجاعات كألمانيا والسعودية…
لأكثر من عامين أحكمت قوى العدوان الخناق على الشعب اليمني وفرضت عليه حصارا مطبقاً بهدف إركاعه وإخضاعه، وبهدف جعله يعود ويلجأ إليها ويستسلم لها ولما ترمي به من الفتات والتصدق عليه وبذلك يسهل استعباده واحتلال أرضه وسلب ثرواته …
كما أظهر اليمني قوته في التصدي لفلول الأعداء وسارت قوافل المجاهدين تذود عن حياض الوطن وتردع المتطاولين …ها هو اليمني يقف واثقا معتمدا على الله وعلى نفسه… وهو يعلم أن لا حصار يمكن أن يضعفه أو يهزمه وبحوزته ذلك الكنز العظيم المتمثل في أرضه والتي سيعيد الخضرة إليها فيأكل من خيراتها ويحقق الاكتفاء الذاتي مدركاً أن قوته تكمن في امتلاكه لقوته الضروري فلا خير في أمة تستجدي الصدقات من الغير وتكون أمة مسلوبة الإرادة ضعيفة لا تقوى حتى على الدفاع عن نفسها…
ستتضافر الجهود الرسمية والشعبية وسيتوجه اليمني لاستصلاح أرضه وسيعتمد اليمني على  بارئه وعلى نفسه وسيستغل موسم الأمطار وبركات الرحمن  ولن يذخر أي جهد في إعادة الاخضرار لوطنه وكسيه حلل البهاء وبالتالي كسر الحصار والتغلب على الأوضاع الاقتصادية الصعبة من فقر وجوع وبالتالي سيقهر ويهزم دول العدوان …
فالجانب الزراعي يعتبر وجهاً من أوجه الصمود وميدانا من ميادين المواجهة التي لا تقل أهمية عن باقي ميادين القتال ويعتبر الاهتمام به ضرورة ملحة وواجب ديني ومسؤولية مجتمعية يجب على الجميع تحملها ..
سيحمل اليمني الفأس والبندقية وسيواجه أعداءه وسيبني جيشاً زراعيا يكسر به الحصار ويخيب آمال العدوان في هزيمته وقهره وإركاعه… وفاءً لتضحيات الشهداء وعوناً وسنداً للمجاهدين في الميادين سيحقق اليمني الاكتفاء الذاتي وسيأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع وسيحقق المستحيل لأنه كما كان وكما هو عليه دائما… صانع المعجزات.

قد يعجبك ايضا