مؤتمر جنيف ونفاق المجتمع الدولي
زيد البعوة
يصمتون لفترة طويلة من الزمن ثم ما نلبث برهة من الزمن إلا عندما تظهر ضجة إعلامية تتحدث عن تصريحات من هنا وهناك ومؤتمرات وتقارير ومطالبات واتهامات حتى يظن الغبي أنهم صادقون ثم عندما تأتي أحداث عسكرية وجرائم يعودون الى صمتهم الملعون من جديد في الوقت الذي يجب أن يتكلموا فيه ويضجوا ويطالبوا ويظهروا على انهم مشغولون بقضايا أخرى هم من اصطنعها في بلدان أخرى مثل سوريا والعراق ويغفلون عن اليمن وهكذا..
كلمة مطولة ألقاها أمين عام الأمم المتحدة غوتيريس في مؤتمر جنيف الذي انعقد لمناقشة الوضع الإنساني في اليمن نتيجة العدوان والحصار الذي تفرضه دول العدوان لم يكلف نفسه خلال الكلمة الى دعوة أمريكا والسعودية والإمارات الى وقف العدوان وفك الحصار فقط اكتفى بذكر ارقام واحصائيات حول سوء التغذية والوفيات نتيجة الحصار ودعا الى إغاثة اليمن، متناسياً أن أكبر إغاثة لليمن هي وقف العدوان وفك الحصار وسينتهي كل شيء ..
ومن يتابع تصريحات المجتمع الدولي خلال هذه الأيام تجاه العدوان على الشعب اليمني يجد ان دول العدوان وعلى رأسها امريكا تمارس النفاق السياسي والإنساني من خلال تصريحات اعلامية واجتماعات تعقد هنا وهناك حول اليمن لا تخرج بنتيجة ايجابية فقط يمارسون العهر السياسي الكاذب ..
وخلال أسبوع واحد حصلت الكثير من التصريحات والمؤتمرات والاجتماعات تدعوا الى وقف العدوان على اليمن كان أولها تصريح وزير الحرب الأمريكي جون ماتيس من الرياض الذي دعا فيه الى وقف العدوان على اليمن وتصريح آخر جاء من روسيا عبر وزارة خارجيتها تدعوا فيه الى وقف العدوان وفك الحصار على اليمن، أما جانب المنظمات الإنسانية فقد كان لها دور بارز، حيث صرحت اليونيسف ومنظمة الغذاء العالمي أن اليمن يعيش أسوأ حالة مجاعة في العالم اليوم نتيجة الحصار والعدوان ودعت الى فك الحصار وارسال مواد إغاثية عاجلة الى اليمن والامم المتحدة عبر أمينها العام خلال المؤتمر الذي انعقد في جنيف تدعوا دول العالم الى منح اليمن اموال ومواد غذائية وإغاثية لتلافي كارثة انسانية تحصل في اليمن نتيجة العدوان والحصار وقال انه “يحتاج” إلى 2.1 مليار دولار لتفادي مجاعة حقيقية، أما منظمة العفو الدولية فقد اتهمت دول العدوان بانتهاك القوانين الدولية نتيجة قصف طيران العدوان بقنابل وصواريخ على أحياء مكتظة بالسكان، وكثير من التصريحات الاعلامية والمؤتمرات الانسانية التي لا تقدم ولا تؤخر وإنما تأتي في إطار التضليل الإعلامي وتصب في مصلحة أهداف عسكرية مقبلة وتحميل الشعب اليمني مسؤولية جوعه وحصاره …
كل هذه التصريحات والمؤتمرات التي جاءت في إطار الخطة المدروسة للعدوان على اليمن في كل الجوانب الإنسانية والإعلامية والسياسية والعسكرية والاقتصادية هي أحد أساليب الحرب النفسية والإعلامية تهدف بالدرجة الأولى الى لفت انظار العالم إلى ان هناك اهتماماً دولياً وانساني حول ما يحصل في اليمن ولكن الحقيقة تقول إن كل هذا مجرد كذب وتدليس وتغطية على جرائم حرب يرتكبها العدوان وتبرير ممنهج لارتكاب المزيد من المجازر وتحقيق المزيد من المكاسب العسكرية والاستعمارية ..
وبين هذه الضجة التي ظهرت على السطح في هذه الفترة يتساءل الشعب اليمني: هل هؤلاء صادقون؟ وهم يكذبون علينا منذ عامين وتصريحاتهم هذه ليست جديدة فقد سمعناها عشرات المرات ولكننا لا نرى لها أثراً في الواقع إلا فيما يصب في مصلحة العدوان نحن نعلم أن وراء هذه الضجة طبخة إعلامية واستعمارية تهدف الى مواصلة العدوان مشواره الاجرامي ضد الشعب اليمني ويريد أن يغطي على ذلك بمؤتمرات وتصريحات كاذبة أمام الرأي العام العالمي ..
لهذا عليهم أن يعلموا أننا لم نعد نصدقهم ولا نثق بهم ولا في تصريحاتهم ولا في مؤتمراتهم وأننا نثق بالله ونعتمد عليه وهو وحده من سينقذنا وينصرنا عليهم .