> في احتفائية ثقافية بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحق المؤلف:
> الرباعي: اختيار منظمة اليونسكو لهذا التاريخ تعبير عن تقديرها وتقدير العالم أجمع للكتّاب والمؤلفين
> الأهدل: القراءة هي طريق السلام فمقياس الأمن والازدهار يرتبط بشكل كبير بنسبة القراء في كل مجتمع
> الآنسي: احتفالنا باليوم العالمي للكتاب في ظل هذه الظروف يعتبر تحدياً كبيراً
تغطية/ خليل المعلمي
أقامت وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب والنشر واتحاد الناشرين اليمنيين أمس في بيت الثقافة بصنعاء حفلاً خطابياً احتفاءً باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني.
وكذلك معرضاً لكتاب المرأة والطفل ومعرضاً للمشغولات اليدوية.
صمود لأكثر من عامين
وفي الحفل حيا وزير الثقافة صمود القطاع الخاص الوطني العامل في مجال نشر الكتاب لتحمله المسؤولية وخوضه معركة الدفاع عن الكرامة والعزة أمام ما تشهده بلادنا من عدوان غاشم، واستمراره في نشر العلم والمعرفة والفكر، وقال: إن صمودكم لأكثر من عامين يعد نصراً كبيراً والأهم من ذلك أننا نحارب العالم كله ممثلاً بالدول العظمى، كما يعني تجاوزنا لمراحل الخطر والخوف والرعب الذي كان من الممكن أن يثبط عزائمنا ويخر قوانا ويمزق توحدنا.
وأضاف: في هذه المناسبة علينا العودة للمعرفة والعلم لكي نتوج رؤانا وأفكارنا بمرجع صحيح وحقيقي، كما أن علينا التفاعل مع هذه المناسبة بأفكار جديدة تزيد من الاهتمام بالكتاب واقتنائه وتعميق ثقافة القراءة حتى تصبح سلوكاً متبعاً، مؤكداً المسؤولية الكبيرة التي تضطلع بها وزارة الثقافة وهيئاتها المختلفة وكذلك المؤسسات الثقافية الأهلية ودور النشر اليمنية في نشر هذه الأفكار وتفعيل الندوات والفعاليات في المنتديات والمدارس وفي مختلف المحافل.
وأكد الوزير قائلاً: إننا بحاجة إلى التلاحم والتعاضد والتكاتف، وإلى ثقافة جامعة جديدة ثقافة تنبذ الطائفية والسلالية والمناطقية فبلادنا واسعة وكبيرة وتتسع للجميع، وقال: فعن طريق الوعي ومعرفة الأخطار وتوحيد الرؤى، والابتعاد عن الشائعات فإن النصر سيكون حليفنا، لأننا نحمل قضية عادلة، فإلى الآن لا نعرف ما هي أسباب العدوان، فنحن لم نعتد على أحد.
ونوه وزير الثقافة بأن العدوان قد أثر على حالة المواطن النفسية وحولها من نفسية هادئة تبحث عن مشاريع التنمية إلى نفسية أخرى تتفاعل وتتأثر بالأوضاع الحالية التي تشهدها بلادنا من حروب ودمار، مستعرضاً الأضرار التي لحقت بالمكتبات العامة والمراكز الثقافية في عدد من المحافظات منها ذمار والحديدة ولحج وأبين والمكلا وحجة وصعدة، إضافة إلى المواقع التاريخية والثقافية في مناطق عديدة.
تحد كبير
من جانبه أكد رئيس اتحاد الناشرين اليمنيين محمد عبدالله الآنسي أن احتفال اليمنيين باليوم العالمي للكتاب في ظل هذه الظروف التي نعيشها يعني تحدياً كبيراً، فاليمنيون من أكثر الشعوب اهتماماً بالكتاب.
وتطرق الآنسي إلى المأساة التي يعانيها الوطن العربي في مجال التأليف والنشر حيث حصل على درجات متدنية جداً لا تكاد تذكر عند المقارنة مع أغلب دول العالم، مشدداً على الجميع الاهتمام بالقراءة لتصبح سلوكاً منتظماً في حياتنا اليومية لتسهم في نقلنا إلى حياة أكثر متعة ورفاهية.
دلالة اليوم العالمي للكتاب
وأشار الدكتور أحمد الرباعي أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم إلى دلالة اختيار يوم الـ23 من ابريل كيوم عالمي للكتاب واعتباره يوماً رمزياً في عالم الأدب العالمي حيث يصادف يوم ميلاد عدد من الأدباء العالميين ويوماً لوفاة آخرين من الأدباء الذين أثروا الحركة الثقافية والأدبية في العالم.
وأضاف: لقد أرادت منظمة اليونسكو باختيارها لهذا التاريخ أن تعبر عن تقديرها وتقدير العالم أجمع للكتّاب والمؤلفين وذلك عن طريق تشجيع القراءة بين الجميع واكتشاف المتعة من خلال ذلك وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء.
وأكد الدكتور الرباعي أن هذه المناسبة فرصة على إبراز قدرة الكتب على نشر رؤية اليونسكو الرامية إلى بناء مجتمعات المعرفة التعددية والتشاركية والمنفتحة والمنصفة والشاملة لجميع المواطنين بما فيهم ذوو الإعاقة، داعياً المؤسسات الرسمية والأهلية إلى وضع استراتيجية شاملة لغرس ثقافة القراءة وحب الاطلاع لدى كافة فئات المجتمع والاستغلال الأمثل للتكنولوجيا الحديثة.
طريق السلام
فيما أكدت الدكتور سامية الأهدل رئيسة مؤسسة أمة أقرأ أن القراءة هي طريق السلام فميقاس الأمن والازدهار يرتبط بشكل كبير بنسبة القراء في كل مجتمع، فالمجتمعات التي لا تقرأ تفتقد للغة الحوار وتلجأ للغة العنف لأنه لا قدرة لها عن التعبير.
وأضافت: جميعنا نحمل هماً واحداً ورؤية واحدة بأن العلم هو الأمل والحل والخلاص، وأن القراءة هي النور الذي سيضيء مرافقنا ونكتشف به إنسانيتنا، منوهة بأن آخر الرسالات السماوية جاءت على شكل كتاب وأول أمر فيه هو الأمر بالقراءة.
وفي ختام الفعالية تم تكريم وزير الثقافة من قبل اتحاد نقابات موظفي الجهاز الإداري للدولة لدوره الرائد في خدمة الثقافة والمثقفين في بلادنا، كما تضمنت الفعالية فقرة شعرية قدمها الشاعر محمد الجرف.
كما تم تكريم الشخصيات الثقافية والمؤسسات الثقافية الراعية والمشاركة في الأنشطة الثقافية في بلادنا.
وشهدت الاحتفائية التي حضرها عبدالملك القطاع مدير عام حقوق المؤلف والحقوق المجاورة وعدد من المسؤولين والمثقفين ندوة ثقافية قدمت فيها ثلاث أوراق عمل الأولى بعنوان “القراءة وقضاياها” للكاتب والأديب هشام علي بن علي وكيل وزارة الثقافة لقطاع المصنفات والملكية الفكرية، والثانية بعنوان “الكتاب في ظل العدوان” قدمها الأستاذ زيد الفقيه وكيل الهيئة العامة للكتاب والنشر، والثالثة بعنوان “العلاج بالقراءة” قدمتها الدكتور سامية الأهدل رئيسة مؤسسة أمة أقرأ.
تصوير/فؤاد الحرازي