فلسطين المحتلة… بين مطرقة الصمت العربي وسندان المتصهينيين !؟
هشام الهبيشان
تزامناً مع الوقت الذي أدى به السفير الأمريكي الجديد في الكيان الصهيوني “إسرائيل” ديفيد فريدمان اليمين الدستورية في مبنى أيزنهاور بجوار البيت الأبيض في واشنطن، وفريدمان ابن حاخام ومحامي يهودي مقرب من الرئيس دونالد ترامب ومعروف بمواقفه المؤيدة للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، المحامي اليهودي الأمريكي ديفيد فريدمان، “صديق ومستشار لترامب منذ فترة طويلة” ومؤيد للاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،هذا التعيين بدوره وموافقة مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الاختيار ،تؤكد حقيقة رغبة الرئيس دونالد ترامب في نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس، وتتزامن كل هذه التطورات مع تعهد فريدمان في بيان صدر فور تعيينه “ على العمل بدون كلل من اجل تعزيز الاواصر الثابتة التي توحد بلدينا ودفع عملية السلام في المنطقة”، مؤكدا انه “يتطلع الى ذلك انطلاقا من السفارة الأمريكية في العاصمة الأبدية لإسرائيل، القدس”.
وتزامناً مع كل هذه التطورات القادمة من أمريكا ،أصدر رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو، توصياته بتكثيف عمليّات الهدم ضدّ المنازل في القرى العربيّة داخل الخّط الأخضر، وذلك ردًا على قرار المحكمة العليا إخلاء مستوطنة “عمونة” غير القانونيّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة ،ومن الأهميّة بمكان الإشارة إلى أنّ الحديث يدور عن كمٍّ كبيرٍ من البيوت المهددة بالهدم، والتي يعتبرها الكيان الصهيوني بيوتًا غير شرعية، والتي قّدرتها وزارة الداخلية الصهيونية بحوالي 42 ألف بيت في الوسط العربيّ
في النقب وحده، علمًا أنّ هذه البيوت تأوي حوالي 85 ألف نسمة من الفلسطينيين .
الدور والموقف العربي يغيب بشكل كامل عن كل هذه التطورات القادمة من واشنطن والقدس المحتلة ، وذلك يبدو واضحاً من خلال ردود الفعل العربية الرسمية الهزيلة على كل هذه الأحداث التي تستهدف الاقصى والفلسطينيين اليوم بالقدس بشكل خاص وفي باقي مناطق الضفة الغربية ، فقد حاولت هنا بعض المحاور المعتدلة “العربية” التي تكونت حديثاً في المنطقة العربية “المحاور التي تعرف بتبعيتها إلى المشروع الصهيو – أمريكي” إضفاء طابع آخر لحديث ترامب ولحديث النتن ياهو ، مبررة حديثها هذا بصعوبة تطبيق مثل هذه الاحاديث والقرارات الواردة من واشنطن والقدس المحتلة مراهنة بموقفها هذا على المجتمع الدولي ، مع أن جميع هذه الأنظمة تعرف وتدرك أن هذا المجتمع الدولي أو معظمه متواطئ مع الصهاينة لاقامة دولتهم “اليهودية” على أنقاض الدولة “العربية-المسيحية – الإسلامية – الفلسطينية.
واليوم وفي ظل غياب الموقف العربي والإسلامي ،تستمر الجمعيات اليهودية للتخطيط لهدم المسجد الأقصى، وتتسارع الأحداث بمدينة القدس المحتلة، هجمات ومشاريع صهيونية متلاحقة تستهدف القدس والمقدسيين ببلدات المدينة المحتلة، مع استمرار الاستفزازات من مجموعات من قطعان المتطرفين الصهاينة بمحاولات مستمرة لاقتحام وتدنيس للمسجد الأقصى والتعدي على المقدسيين وفرض مشاريع الاستيطان على بلداتهم وتهجيرهم منها. فما يقوم به كيان الاحتلال الصهيوني من هجوم بربري، نازي، فاشي، يستهدف الضفة الغربية بشكل عام ومدينة القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص، يؤكد أن هناك مشروعاً صهيونياً – دولياً – إقليمياً يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، فاليوم يمارس هذا الكيان الصهيوني دوره القديم الجديد بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير باقي سكان فلسطين من وطنهم وإحلال عصابات وقطعان المستوطنين مكانهم، إذ تقوم اليوم عصابات هذا الكيان بجرائم كبرى بحق الأقصى ومواطني الضفة ، إضافة إلى حملات تدمير وهدم كثير من البيوت والتجمعات السكانية بالضفة الغربية وبمدينة القدس تحديداً، لتُقام على أنقاضها مستوطنات يوطن بها مجموعة من صهاينة هذا الكيان.
ختاماً، توضح حقيقة ما يجري من أحداث في مدينة القدس بشكل خاص وعموم مناطق الضفة الغربية بشكل عام، وحديث وقرارات ترامب الأخيرة ، أن الإدارة الأمريكية القادمة وبضغط من حكومة الكيان الصهيوني تسعى إلى كسب قرار وإجماع دولي يسمح للصهاينة بتحقيق حلمهم التلمودي بقيام دولتهم اليهودية، فهل سيتحرك العرب لحماية الاقصى وحماية الضفة وأهلها ،أم سيبقى الموقف العربي كما هو هزيلاً ضعيفاً كما عهدناه بما يخص قضية الشعب الفلسطيني وفلسطين؟!
الواضح أن موقف بعض العرب سيبقى كما هو، كيف لا والبعض من العرب ينسق اليوم مع الكيان الصهيوني وقادته لتدمير ومحو تاريخ هذه الأمة، وهنا أود تذكير بعض العرب أن صمتهم على ما يجري بفلسطين هو وصمة عار بجبين كلّ من تآمر على فلسطين وساهم بتدمير وإضعاف هذه الأمة.