
استطلاع/ عبدالله الخولاني –
قاتل اليمن هذا هو الوصف الدقيق لمن يقوم بتخريب الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والاعتداء على الألياف الضوئية وتعكير حياة الناس, فأنين 25 مليون شخص تحت ظلمة الليل ومعاناة المئات من المرضى في المستشفيات ستكون اللعنة التي تلاحق من يقومون بهذا الأعمال المشينة التي يجرمها الشرع والقانون وحتى الضمير الإنساني, فليس من القيم والأخلاق ممارسة العقاب الجماعي والابتزاز من أجل تحقيق بعض المطامع الشخصية سواء كانت حفنة من الريالات أو التوظيف أو غير ذلك من الأعذار التي يتحجج بها من قاموا بالفعل المشين ويبحثون عن ما يستر سوأتهم.
ممارسات إجرامية كلفت الدولة مليارات الريالات فالكهرباء قدرت خسائرها بأكثر من خمسين مليار ريال مبلغ يكفي لإنشاء محطة كهربائية جديدة ربما تتجاوز محطة مارب الغازية التي أصبحت ثكلى بالجراح جراء ما تعرضت له من خبطات وتفجيرات وما خفي كان أعظم ,أما أنابيب النفط والغاز فالحديث عنه ذو شجون فجرحه بليغ وخسارته تجاوزت الخبطات بكثير وإن كان الفاعل واحداٍ والنتيجة 3,5ملياردولار تبخرت مع النفط المهدور مع سبق الإصرار .
الضمير المستتر
تخيلوا نحو أربعة مليارات دولار ذهبت أدراج الرياح لو تم استغلالها في مشاريع جديدة لكان حالنا أفضل لكن الضمير المستتر لمن يقف وراء هذا العبث والتخريب له حسابات أخرى مستغلا تراخي الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة لردع مثل هؤلاء لأسباب لم تعد مفهومه للمواطن العادي والعجيب في ذلك أنهم معروفون وتنشر أسماؤهم في مختلف وسائل الإعلام لكن لماذا لم يتم القبض عليهم هذه قضية أخرى نطرحها أمام الحكومة لتفتينا مشكورة فالمواطن أصبح في حيرة من أمره وأمام لغز لم يجد له إجابة.
الابتزاز
عدالة اجتماعية حرية عيش كريم خدمات متوفرة من أجل هذا اليمنيون رفعوا شعار التغيير م ولكن بعضهم أصبحوا كالطفل الصغير الذي يتعلم المشي فبدأ في التخبط في كل شيء وظنوا أن تلبية المطالب يتحقق من خلال التخريب والحرية تعني فعل أي شيء في أي وقت وبأي شكل والعيش الكريم يتم من خلال الابتزاز وتدمير المصالح العامة فكانت النتيجة كارثية.
حتى كاتبة هذه المادة الصحفية لازال المواطنون يعانون في كل المحافظات تقريباٍ شمالاٍ وجنوباٍ حالة من الظلام الدامس لم يشهدوها من قبل وما زاد الطين بله دخول الألياف الضوئية على الخط وأصبحت هي الأخرى مستهدفة وكالعادة كان للعاصمة النصيب الأكبر من هذا الإجرام فهي تعيش في عصور القرن الحجري ومستشفياتها تئن من شدة صيحات المرضى وأسواقها أصبحت ملوثة ومزعجة نتيجة ما تسببه المواطير الصينية.
فوضى
الدكتورة مها بن بريك – أستاذ الاجتماع السياسي تصف ما يحدث بأنها أعمال غير مسؤولة ووصلت لمرحلة من الفوضى التي لا يمكن أن يشهدها أي مجتمع يسعى للتقدم وأرجعت السبب إلى حالة التراخي الأمني التي تعيشها البلاد فاستفحلت الفوضى وأصبحت أشد عنفاٍ وخطورة لعدم وجود رادع قوي من القوى الأمنية والعسكرية وكل الأجهزة المعنية بتطبيق القانون.
وأضافت: الأنسان بطبيعته بدائي لذلك يجب تهذيبه وإصلاحه من خلال القواعد والقوانين التي يجب أن تكون حازمة وتطبق على الجميع فالقانون يجب أن يكون كالموت لا يستثني منه ولكن ما يحدث العكس فقد منحنا القانون إجازة و أصبحت الفوضى هي السائدة وغياب القانون في مجتمع تسوده الأمية والفقر وانعدام الوعي وانهيار القيم يعد كارثة.
الحل القانون
ولذلك تطالب الدكتورة مها بضرورة تفعيل القوانين والضرب بيد من حديد على كل من يخرج عن القانون ولابد أن تتعاون أجهزة الأمن والجيش لضبط أداء المجتمع فلو تمكنا من تنفيذ القانون على الجميع في هذه المرحلة سيرسخ في وجدان كل أنسان أن هناك قانوناٍ يطبق على الجميع.
مسلسل التدمير
اقتصاديا يدعو الخبير الاقتصادي الدكتور سالم مبارك إلى وقف مسلسل التدمير والتخريب للبنية التحتية والمنشآت الحيوية وذلك بغية خلق وافتعال الأزمات والتي فعلاٍ ولدت واقعاٍ خدمياٍ مزرياٍ طال خطوط النفط وشبكات الكهرباء وقطاع الاتصالات وهو ما سيولد انهيار اقتصادي للبلد خاصة وأن قطاع النفط يمثل شريان الحياة للدولة وقطعه يعني الوفاة لنا جميعا وهي حقيقة على الجميع إدراكها قبل فوات الأوان, و يضيف مئات المليارات تنفق على مشاريع جاهزة تم أنشاؤها من أموالنا نخربها بأيدينا لنعيد إصلاحها من جديد ومن أموالنا ايضا بدلان من أنشاء مشروعات جديدة معادلة غريبة تبكي القلب دما .الحل هو الضرب من حديد ضد كل من يقف ضد مصالح المجتمع والكلام متروك للدكتور مبارك ,مشددا في نفس الوقت على الحكومة القيام بواجبها والدفاع عن مصالح الناس وغير ذلك فهو الفوضى.
الدولة والمجتمع
أخيرا مصالح الوطن والمواطن تتعرض للتخريب أمام أعيننا ونحن كدولة ومجتمع لم نحرك ساكنا منتظرين الملائكة لحماية هذه المصالح وكأن مئات الآلاف من رجال الأمن والجيش موجودين إلا لحماية الجبال المتركزين فيها والعنابر التي ينامون فيها ومراكز الشرطة التي يحرسونها فيما الحكومة تكتفي بالتهديد والوعيد لكن لم يحدث من ذلك شيء على الواقع فكيف الخلاص من هذه المعادلة.