عواصم/وكالات
تستغل دول الخليج الرئيس السوداني عمر البشير للهجوم على مصر من بلدانهم، فلم تمر أيام قليلة على هجوم البشير على مصر من السعودية، حتى جاء هجوم البشير أمس على مصر من الإمارات، في إشارة واضحه لتوتر العلاقات بين مصر ودول الخليج.
و زعم الرئيس السوداني أن النظام المصري أمد قوات رئيس جنوب السودان، سيلفا كير، بالأسلحة والذخائر، وكان البشير قد سبق وشن هجومًا على مصر أثناء زيارته للسعودية مطلع الشهر الحالي، وأكد عبر قناة “العربية” السعودية، أن منطقة حلايب وشلاتين ملك للسودان.
وبحسب تقرير نشره موقع رصد المصري فإن عدد من القوى السياسية أكدت أن الهجوم جاء بمباركة دول الخليج التي أعطت الضوء الأخضر للبشير، عبر وسائل إعلامها، لتشكل ورقة ضغط على مصر، عن طريق إثارة القضايا القديمة، وذهب البعض إلى أن تصريحات السيسي خلال زيارته لأكاديمية الشرطة، كانت تؤكد أن موقف مصر من القضايا الإقليمية لن يتغير، وأن مصر لن تتراجع عن موقفها تحت أي سبب.
ليس من عادة الإمارات -في الأوضاع العادية- أن تسمح لضيوفها بالتصريح بأي شيء يمس علاقاتها الخارجية، ولكن أن يصرح الرئيس السوداني عمر البشير؛ لرؤساء التحرير المرافقين له في زيارته الحالية للإمارات بأن “الحكومة المصرية تدعم دولة جنوب السودان بالأسلحة والذخائر”، قد يعني ضوءًا أخضرًا إماراتيا يسمح للبشير بانتقاد عبدالفتاح السيسي، يحتاج إلى انتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.
واعتبره مراقبون التصريح الثاني من نوعه لـ”البشير” من قلب الخليج بعد تصريح قبل شهر يتعلق بتبعية حلايب وشلاتين للسودان، “تصعيدا كبيرا وواضحا بين السودان ونظام السيسي”، عوضًا عن معناه المبدئي بعدم رضا إماراتي عن التدخل المصري لصالح جنوب السودان، الذي يصب مباشرة في خانة المصالح الغربية وتهديدا للسودان، حيث المشاريع الإماراتية الاستثمارية والزراعية.
ورصد متابعون تصريحات لشخصيات تربطها علاقات بمحمد بن زايد، كمستشاره السياسي، حول أن السيسي أصبح عبئًا على كل دول المنطقة مما يعني أن الإمارات هي الأخرى باتت تغير موقفها من السيسي، بسبب تغير الموقف السعودي، فالأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، قال إن السيسي أصبح يمثل عبئًا كبيرًا على كل دول المنطقة، وهذه التصريحات التي تصدر لأول مرة من الإمارات تعطي دلالة قوية بأن دول الخليج وصلت إلى نقطة اللاعودة في وقف الدعم عن النظام العسكري في مصر بسبب موافقه التي تصب في صالح المحور المنافس لدول الخليج وهو إيران.. ومن هنا بات التقارب الحقيقي بين السيسي وإيران مسألة وقت ليس إلا.
وفي رؤية للمعهد المصري للبحوث والدراسات فإنه قد ترتب على هذا الموقف تغيير كبير في بعض الملفات المهمة للسعودية وحلفائها مثل الوضع في سوريا، والذي تغير لصالح إيران وحليفها بشار الأسد لعدة أمور منها، التدخل المصري الحقيقي في الوضع في سوريا، ورغبة السيسي الحقيقية في بقاء بشار الأسد والدفاع عنه، لارتباط مصيرهما معًا، وكبداية تعاون بين القاهرة وطهران، هذا الموقف دلل على رغبة خليجية حقيقية لتأديب النظام المصري عبر قطع المعونات بالكامل، عنه وبداية لموقف جديد من هذه الدول تجاه السيسي”.
“هانى رسلان”، رئيس قطاع دراسات السودان بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، قال إن البشير يستغل الخلاف بين مصر والسعودية فى الفترة الأخيرة لمحاولة التقرب إلى الرياض، خاصة أنه شعر بالقوة بعد حصوله على مساعدات خليجية، بعد مشاركة بلاده فى التحالف السعودي المشارك فى الحرب على الحوثيين باليمن.
وأشار إلى أن جنوب السودان تمثل أهمية استراتيجية للأمن المصري، وأن وجود انقسام داخلى فى جوبا يؤثر بالطبع على الأمن القومى المصرى والمنطقة كلها.
وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق: “البشير يعمل على كسب ود دول الخليج من أجل الحصول على مساعدات اقتصادية؛ نظرًا لتفاقم الأوضاع الاقتصادية بالسودان، وهذه ليست أول مرة يتحدث فيها عن تلك القضايا أثناء زياراته الخارجية”.
وأضاف العرابي في تصريحات خاصة: “الخارجية المصرية نفت أكثر من مرة أن يكون لها أي علاقة بالشؤون الداخلية للدول الإفريقية بأكملها، وخصوصا السودان التي تعتبر أمنًا قوميًّا لمصر، وليست من مصلحتها أن يكون بها أي صراعات داخلية”، مشيرًا إلى أن الرد في مثل هذه الحالات يكون بشكل دبلوماسي بين وزراء الخارجية، وهناك تصعيدات أخرى من الوارد استخدمها إذا رأت الدولة المصرية أن الأمر يستدعي ذلك.
Next Post