اليمن المستحيل
محمد الشطبي
شهـــادة ربانية سطرها القرآن الكريم للأرض اليمنية (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) وللإنسان اليمني (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ) وتأكيد نبوي شريف على شجاعة وبسالة اليمنيين “أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة،الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان” وقد قيل”أهل اليمن كالسحاب وسيأتي من قبلهم العون والمدد”ونتيجة لحقد آل سعود والخليجيين الرعاع وخوفهم من الوجود اليمني حاولوا منذ سنوات زرع بذور الفتن وسعوا إلى تأجيج نيران الأزمات بشتى أنواعها على الأرض اليمنية وهدفهم إضعاف هذا الشعب و تركعيه وإذلاله وظنوا انه بالمال والسلاح سيخضعون هذا الشعب العزيز متناسين تاريخ اليمن أصلهم ومهد عروبتهم وبالرغم من أن العدو الأجنبي قد وصف اليمن أرضاً وإنسانا من خلال التجربة بالقوة والإقدام والشجاعة والانتقام لمن يفكر مجرد التفكير المساس بالأرض اليمنية حيث قال خبير بريطاني بالشؤون اليمنية قبل أيام”انه لم ينتصر أي غزو خارجي على اليمن على مدى ثلاثة آلاف عام”فهل أدرك الأعراب الخليجيون عمق النفق الذي أوقعوا أنفسهم فيه جراء غرورهم الجاهلي وغطرستهم البدوية الحمقاء ؟!.
أؤكــد أن قوى العدوان السعو أمريكي قد عرفوا مدى الورطة التي أقحموا أنفسهم فيها وتأكدوا أن اليمن وأبناءها الأبطال عصية عليهم مهما زادوا من شن غاراتهم الجوية بالطائرات الأمريكية، ومهما حاولوا تكرار زحوفاتهم وهجماتهم البرية بالمرتزقة والعملاء والجيوش العالمية، ومهما كثفوا ضرباتهم على سواحلنا وموانئنا ببارجاتهم البحرية إلا أن محاولاتهم كلها باءت بالفشل الذريع، وتحطمت طموحاتهم الاستعمارية البغيضة على جلمود صخور اليمن العتية، وتلاشت أهدافهم التشطيرية الحقيرة أمام الإرادة اليمنية الفولاذية..ومع تسارع الأحداث على كافة الجبهات نجد أن الشعب اليمني ممثلين بالقوة الصاروخية وكذا رجال الرجال بجبهات ما وراء الحدود قد تقدموا كثيراً في عمق الأراضي السعودية وأحرزوا الانتصارات المذهلة وحققوا تقدما ناجحا أدى الى خلط أوراق العدو السعودي الأمريكي وأربك معادلتهم واعتمادهم على قوة السلاح والمال وتناسوا أن رهاننا دائماً على قوة الله وشجاعة أبناء أنصار رسول الله وقد قالها الزعيم الصالح ذات يوم أن معادلة الحرب ستتغير وسيكون النصر حليف اليمن وأبنائه الأبطال وها هي بشائر النصر تتحقق على ارض الواقع وكلما شدد العدو المتكبر حصاره على الشعب اليمني براً وجواً وبحرا كلما ازداد أبناء الشعب اليمني تماسكاً وصلابة ووحدة ولم يبق أمام اليمنيين سوى خيار الصمود والتحدي والنصر المؤكد وقد اثبتوا جدارتهم في ذلك..ولم يتبق أمام العدو السعودي وحلفائه من الأعراب والأغراب إلا الاعتراف بالهزيمة المرة وتنكيس الرؤوس أمام شموخ وصمـــود العملاق اليمني البطل.
اليمـــن هي الأرض المستحيل غزوها أو احتلالها وعلى مر العصور والأزمان تجد أن الغزاة حاولوا مرارا وتكرارا استعمارها إلا أن هذه الأرض قاتلت برجالها ونسائها،بسمائها و ترابها، بجبالها وسهولها حتى يئس الطامعون ولم يعودوا الى بلدانهم إلا على توابيت من خشب أو مدفونين في بطون السباع وذئاب البرية..أرض اليمن لا تستسيغ الغزاة المعتدين ولا تسمح للمستعمرين الطامعين بالمكوث على ترابها الطاهر ولقد وصى قائد عربي أخاً له حينما ولاه على إمارة اليمن ذات يوم قائلاً “لا يغرنك صبر أهل اليمن ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا عنقه، فاتق غضبهم,ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم،فانتصر بهم إن أردت النصر..فهم خير أجناد الأرض، واتق فيهم ثلاثاً..نساءهم فلا تقربهن بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها، وأرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم،ودينهم وإلا احرقوا عليك دنياك، وهم صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله” والتاريخ يدون بفخر ويشهد باعتزاز والحاضر يؤكد قوة وعزة وبأس اليمنيين فاليمن دائماً وأبدا مقبرة للغزاة .
ورسالتــي..أوجهها إلى كل مواطن يمني شريف في الداخل أو في الخارج سفيراً كان أو وزيرا،إلى كل العاملين في الجامعات والمستشفيات والمعاهد والمدارس،الى الأحزاب الوطنية والنقابات العمالية،الى العاملين في المؤسسات والموظفين في الشركات،إلى المنتسبين في السلك العسكري والمدني،الى الكتاب والصحفيين والمثقفين،إلى الآباء والأمهات والأبناء والبنات..هبوا جميعاً للدفاع عن وطنكم فالنصر قاب قوسين أو أدنى وأنا واثق أنكم عند مستوى المسؤولية وأنكم لن تتخلوا عن شرف الدفاع عن هذا الوطن الغالي الذي نفخر به جميعاً كلٍ من موقعه ومن مجال عمله وكلٍ من خلال موهبته وإبداعاته ومقدرته..لنعزز الجبهات الداخلية بتماسكنا ولنشعل مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة بلهيب كتاباتنا ونيران إبداعاتنا المتنوعة ولنرفع رؤوسنا وأصواتنا عاليةً الى السماء لنعلن للعالم أجمع أننا شعب واحد وقضيتنا واحدة وديننا واحد وأننا نرفض العدوان السعودي الهمجي وجرائمه اللا إنسانية التي يرتكبها على مدار الساعة على الأرض اليمنية جملةً وتفصيلا..تحية شكر وإجلال لإبطالنا المغاوير في كافة جبهات القتال وكذا للقوة الصاروخية البطلة على الانجاز الصاروخي العظيم الذي بكل تأكيد سيغير مجريات الحرب في الأيام القادمة والقـــادم أعظم بإذن الله تعالى .
الرحمة للشهداء
الشفاء العاجل للجرحى
النصر لأبناء الشعب اليمني الشرفاء
حفظ الله اليمن أرضا وإنسانا
ولا نامت أعين الخونة والجبناء.