الدفع أو الحرمان

 
د. احمد حسين الديلمي

لو توجهنا الى جبهات القتال والتقينا بأبطالنا الأسود من الجيش واللجان الشعبية المرابطين هناك يتحملون الجوع والبرد والعطش, سلاحهم الإيمان والصمود, لو طرحنا عليهم سؤالاً روتينياً بقولنا : ماذا تصنعون هنا؟ ومن اجل من تدافعون؟, سينظرون للسائل بغرابة ويقولون نحن ندافع عن شعبنا ووطننا وذلك من اجل ضمان “مستقبل لأبنائنا”, كما ان الدولة والحكومة في أي بلد يكون من أولويات خططها هو مستقبل الأجيال وخصوصاً التعليم, لانها تعلم ان مستقبل أي بلد مرهون بالعلم والعلماء, وحيث ان الطلاب اليوم هم المستقبل في الغد, فالواجب على الدولة والحكومة ممثلة بوزارة التعليم العالي ورئاسة الجامعات وعمادات وأساتذة الكليات تذليل كل الصعاب امام أبنائها وطلابها, لذلك فالواجب عليهم دينياً ووطنياً وإنسانياً النظر بعيون الرحمة والتعاون مع الأسر التي لها طالب أو طالبة في الجامعات, فالشعب بأكمله يتحمل العدوان والحصار والمؤامرات الدولية من اجل ضمان مستقبل أبنائه, واذا كانت كل أسرة تكافح كفاح الأبطال وخصوصاً في ظل تأخر المرتبات من اجل ان توفر لأحد أبنائها في الجامعة ما تستطيع توفيره من كتب ومراجع وملازم وغيره, فبالله عليكم كيف بالأسر التي احد أبنائها طالب في التعليم الموازي, تتحمل مبالغ كبيرة تحت اسم الرسوم إضافة الى تلك المصاريف, لكن وللأسف الشديد بعض الكليات تمنع الطلاب من دخول الاختبارات النهائية بحجة عدم تسديد قسط أو باقي الإقساط من الرسوم, وانا هنا أتساءل بأي حق يتم منع الطلاب من الاختبار, لا قانون ولا لائحة ولا عُرف ولا إنسانية ان يقوم أي فرد بنسف جهود ومعاناة طالب كل ما يريده هو دخول الاختبار, ومن سيتحمل التأثير النفسي والمعنوي الذي لحق بهذا الطالب, ومن سيتحمل معاناة أسرته التي بالكاد استطاعت توفير ما يلزم لأحد أبنائها, لكن للأسف بعض قيادات الكليات بلا رحمة وبلا مسؤولية وبكل غطرسة ودون تقدير للظروف يمنعون الطلاب من دخول الاختبارات, إلا اذا تم دفع القسط اللازم.
يا مسؤولو ويا قيادات الجامعات “الضرورات تبيح المحظورات” والاختبارات ليست من المحظورات, وانتم اول من يعرف الظروف الخارجة عن الإرادة, هذه الظروف من حقها ان تكون فوق اللوائح والانظمة المعمول بها, فما بالكم بانعدامها.
علماً بأن أولياء أمور الطلاب لا يطالبون “بإلغائها” بل “بتأجيلها”, أساتذتنا الأجلاء الرحمة مطلوبة, فاذا كان المجاهدون في الجبهات يبذلون النفس والروح من اجل ضمان مستقبل الأجيال, فمن انتم بالنسبة لهم؟ وكل ما عليكم فعله هو تأجيل القسط, ان الله سبحانه وتعالى اسقط فريضة من فرائض الإسلام وهو الحج, فهو لمن استطاع إليه سبيلا, ومعنى هذا من لا يستطيع وليس لديه “رسوم الحج” يسقط الفرض عنه.
أساتذتنا الكرام، كان الله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه, وحفظ الله وطننا من كل مكروه.

قد يعجبك ايضا